"المفترس" البريطاني نموذجا.. كيف أحيت حرب أوكرانيا أسلحة تحتضر؟
على وقع قرع طبول الحرب الأوكرانية، بلغ الإنفاق الغربي العسكري أوجه، مع تزايد الطلب على الأسلحة من أوكرانيا، بشكل دفع الدول المنخرطة في الصراع، إلى إعادة إحياء خطوط الإنتاج المحتضرة.
وضع بدا واضحًا، مع توجه الدول الغربية إلى إعادة إنتاج أسلحة عفا عليها الزمان، إلا أنها وجدت فيها بابا لسد ثغرة المطالب الأوكرانية المتزايدة، مع استمرار الأزمة في أراضيها دون سلام يلوح في الأفق.
فما آخر الأسلحة العائدة إلى الحياة مجددا؟
تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إنه أعيد إنتاج صاروخ يُطلق من فوق الكتف، ويمكنه الانطلاق بأكثر من ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، بعد أن أدى نشره في أوكرانيا إلى إحياء الاهتمام بهذا السلاح.
وتستأنف شركة الدفاع والتكنولوجيا الفرنسية العملاقة (تاليس)، إنتاج الصاروخ "ستارستريك" لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، لصالح أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجمات الروسية.
وبحسب الصحيفة الأوكرانية، فإن هذه الخطوة هي أحدث مثال على كيفية قيام الطلب على الأسلحة من أوكرانيا، إلى جانب زيادة الإنفاق العسكري من قبل الحكومات الغربية، إلى إحياء خطوط الإنتاج المحتضرة.
ورغم ذلك، فإن إعادة إنتاج "ستارستريك" قد تستغرق أكثر من عام، كما تقول الشركة الفرنسية "تاليس"، مؤكدة أن تعقيد تصنيع الأسلحة وقضايا سلسلة التوريد على مستوى الصناعة، قد يؤدي إلى إبطاء إعادة التسلح الغربي في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وقال باتريس كين الرئيس التنفيذي لشركة تاليس، إن الأمر قد يستغرق الأمر بعض الوقت لطلب وإنتاج وتسليم هذه الصواريخ، مضيفًا أن "المهل الزمنية طويلة للغاية".
وسيتم تصنيع "ستارستريك"، في مصنع "تاليس" في إيرلندا الشمالية، والذي يعمل بالفعل على زيادة إنتاج سلاحين مهمين آخرين لأوكرانيا؛ بينها صاروخ مضاد للدبابات احتل عناوين الصحف، بعد تدمير عشرات من قوافل الدبابات الروسية في وقت مبكر من الحرب.
وكُلف نظام "ستارستريك" من قبل بريطانيا وصمم في الثمانينيات خلال الحرب الباردة قبل أن يدخل الخدمة في العقد التالي. ومنذ ذلك الحين، جرى تصدير السلاح - الذي صنعته في البداية شركة حصلت عليها تاليس لاحقًا - حول العالم من بلفاست.
في العام الماضي، أرسلت حكومة المملكة المتحدة إلى أوكرانيا مجموعة من الصواريخ من مخزوناتها كجزء من حزمة أوسع من آلاف الأسلحة أرض جو.
وقال المسؤولون التنفيذيون في الشركة إن تاليس تعيد الآن إنتاج "ستارستريك"، وسط اهتمام متزايد بهذا السلاح، مع طلب أولي لعدد غير معلوم من الصواريخ لتجديد إمدادات المملكة المتحدة.
ماذا نعرف عن "ستارستريك"؟
- "ستارستريك" فريد من نوعه بين أنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
- الصاروخ الذي يمكن إطلاقه من الكتف، يتسارع إلى أكثر من 3 ماخ في جزء من الثانية قبل إطلاق ثلاث سهام موجهة بالليزر نحو الهدف.
- يمكن أن تصيب أهدافًا على بعد أكثر من 4 أميال.
- الصاروخ البريطاني الصنع أسرع من البديل الرئيسي لصاروخ ستينغر، الأمريكي المحمول المضاد للطائرات.
وقال إيان ويليامز، الخبير في تكنولوجيا الصواريخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هذه الطريقة تضع عبئًا أكبر على المشغل، لكنها تعني أن الصاروخ أقل عرضة للتدابير المضادة، مثل المشاعل، ويمكن أن يضرب أهدافًا أصغر تنبعث منها حرارة أقل.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن حرب أوكرانيا تدفع نحو إعادة التفكير في برامج الأسلحة المختلفة، مشيرة إلى أن "تاليس" تدرس أيضًا إعادة تشغيل خط إنتاج ذخيرة 120 ملم، يستخدم في قذائف الهاون والدبابات، والذي ظل خامدًا لمدة 10 سنوات.
في مكان آخر، قالت شركة "بي إيه آي" سيستمز البريطانية إنها تدرس استئناف إنتاج مدفع هاوتزر M777، الذي أدى استخدامه في ساحات القتال الأوكرانية إلى إحياء الاهتمام بصنع قطعة مدفعية تم تدميرها.
تحديات وعقبات
وحذرت "بي إيه آي" أيضًا من طول الجدول الزمني الذي قد يستغرقه إعادة إنتاج ذلك المدفع، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى العثور على مورد جديد للتيتانيوم بالإضافة إلى المكونات المختلفة.
وتقول الشركات في صناعة الأسلحة إنها لا تزال تواجه نقصًا في العمالة ورقائق الكمبيوتر ومحركات الصواريخ والوقود، فضلاً عن ارتفاع التكاليف، مما دفعها إلى تأجيل أكثر من نصف برامج الاستحواذ الدفاعية الرئيسية في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب تعطل الموردين ومشاكل أخرى، وفقًا لتقرير صدر يوم الخميس عن مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية.
واضطرت شركة رايثيون لتصنيع الأسلحة الأمريكية إلى إعادة تصميم بعض أجزاء صاروخها من طراز ستينغر بعد تلقي طلباتها الأولى لهذا السلاح، بعد ما يقرب من عقدين من الزمن في عام 2021.
وتواجه "تاليس" أيضًا التحدي المتمثل في التأكد من أن عملية التصنيع الخاصة بها تتبع اللوائح الحالية، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في المملكة المتحدة أليكس كريسويل، الذي قال إن عملية تصنيع ستارستريك، استخدمت في السابق بعض المواد الكيميائية المحظورة الآن.
ومن المقرر أيضًا صنع نسخة من "ستارستريك" في الهند كجزء من صفقة تم التوصل إليها قبل حرب أوكرانيا، فيما قال متحدث باسم "تاليس"، إن الشركة تعمل على استبدال بعض مخزونات بريطانيا من نظام الصواريخ خفيفة الوزن متعددة المهام. وأرسلت المملكة المتحدة الصاروخ قصير المدى إلى أوكرانيا العام الماضي، حيث تم استخدامه لإسقاط طائرات مسيرة روسية.
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز