تزويد أوكرانيا بمقذوفات اليورانيوم.. فاتورة "باهظة" للخطوة الأمريكية
أسابيع من النقاشات الداخلية حول كيفية تسليح دبابات أبرامز التي تقدمها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، أفضت إلى قرار أمريكي، أثار مخاوف بشأن آثاره الصحية والبيئية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع، بعد أن طالبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتسليح دبابات أبرامز الأمريكية بها، ما يجعلها تتمتع بفاعلية كبيرة ضد الدبابات الروسية.
اختراق الدروع
وتسمح هذه الذخائر للدبابات بإطلاق النار بسرعة عالية، بالإضافة إلى أنها قادرة على اختراق الدروع الأمامية للدبابة الروسية من مسافة بعيدة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن المحلل الدفاعي في مؤسسة راند وضابط مدفعية سابق في الجيش الأمريكي سكوت بوسطن، قوله، إن "القذيفة تضرب مثل قطار شحن. إنها طويلة للغاية وكثيفة جدًا. لذلك فهي تضع قدرًا كبيرًا من الطاقة الحركية على نقطة معينة في مجموعة دروع العدو".
وكان بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا خلال مناقشة الاقتراح في البيت الأبيض، عن قلقهم من أن يفتح إرسال واشنطن الذخائر باب الانتقادات بتقديمها أسلحة تشكل مخاطر صحية وبيئية.
تعود القضايا المتعلقة بالذخيرة إلى يناير/كانون الثاني، عندما وافق البيت الأبيض على تزويد أوكرانيا بـ31 دبابة أبرامز كجزء من تفاهم أوسع بين برلين وعواصم أوروبية أخرى على إرسال دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع.
ومنحت بريطانيا أوكرانيا عددا من دبابات تشالنغر إلى جانب قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع.
مخاطر كبيرة
ورغم كون اليورانيوم المنضب نتيجة ثانوية لعملية تخصيب اليورانيوم، فإنه لا يولد تفاعلًا نوويًا.
وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقرير العام الماضي إن "السمية الكيميائية" للمعادن تمثل أكبر خطر محتمل، مشيرًا إلى أنها "يمكن أن تسبب تهيج الجلد والفشل الكلوي وتزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان".
في البداية، خططت الولايات المتحدة لشراء دبابات أبرامز M1A2 جديدة، لكن الإدارة طرحت هذه الخطة جانبا، ولجأت إلى تجديد دبابات M1A1 الموجودة بالفعل في المخزون الأمريكي وإرسالها إلى أوكرانيا.
ويُجرى حاليًا تدريب جنود أوكرانيين في ألمانيا على كيفية تشغيل وصيانة صواريخ دبابات أبرامز، التي قال "البنتاغون" إنها ستسلم بحلول الخريف.
ذخائر عنقودية
في الوقت ذاته، لا يزال النقاش قائما في البيت الأبيض حول تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، التي طلبتها كييف، فبعض مسؤولي البنتاغون يرون ضرورة توفير الذخائر العنقودية -المعروفة باسم الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض- للقوات الأوكرانية لمساعدتها في مواجهة القوات الروسية.
لكن عددا من أعضاء مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية رفضوا تقديم الذخائر العنقودية، فيما أثار نشطاء حقوق الإنسان وبعض الدول المتحالفة مخاوف من أن تؤدي الذخائر غير المنفجرة في الأرض إلى خسائر في صفوف المدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع.
ويواصل الأوكرانيون أيضا الضغط من أجل الحصول على صواريخ طويلة المدى أمريكية الصنع تُعرف باسم "إيه تي إيه سي إم إس"، إلا أنه رغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار الماضي، أن هذا الخيار "لا يزال ساريا"، يقول المسؤولون الأمريكيون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز