الكبد الدهني والصيام.. تحسن طفيف يقابله 6 مخاطر محتملة

في مفارقة طبية لافتة، كشفت دراسة حديثة أن الصيام خلال شهر رمضان يمكن أن يؤدي إلى تحسن طفيف.
كشفت دراسة حديثة لباحثين من وحدة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى كيتيرنج العام ببريطانيا، أن الصيام خلال شهر رمضان يمكن أن يؤدي إلى تحسن طفيف في بعض المؤشرات الصحية لدى مرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، مثل خفض وزن الجسم وتحسين مستويات الكوليسترول والدهون، إلا أن الدراسة حذرت من أن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة قد يشكل خطرا كبيرا على صحة هؤلاء المرضى، حيث أن فوائد الصيام لا تنفي المخاطر المحتملة التي قد تتفاقم بسبب الصيام.
وأظهرت نتائج البحث المنشور بالعدد الأخير من مجلة "لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد" ، أن مرضى الكبد الدهني الذين صاموا خلال رمضان قد لاحظوا بعض التحسينات الطفيفة في مؤشرات صحية مثل فقدان الوزن وتحسن مستويات الدهون في الجسم، ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن الامتناع الطويل عن تناول الطعام والسوائل قد يتسبب في تفاقم الحالة الصحية للمرضى، خصوصا أولئك المصنفين ضمن الفئات ذات المخاطر العالية جدا.
وأوصت الدراسة بتقييم المرضى بشكل فردي قبل اتخاذ قرار الصيام، وذلك لتحديد مدى الأمان بناءً على حالتهم الصحية، حيث أن مرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، بالرغم من احتمالية استفادتهم من بعض جوانب الصيام، يواجهون خطرا حقيقيا قد يتطلب تجنب الصيام تماما في بعض الحالات.
ويُعد مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي واحدا من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا على مستوى العالم، ويحدث عندما تتراكم الدهون في خلايا الكبد بشكل مفرط نتيجة لاضطرابات في التمثيل الغذائي، ويُعرف أيضا باسم "الكبد الدهني غير الكحولي" في بعض الأحيان.
ويحدث هذا المرض عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل السمنة، مقاومة الأنسولين، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية أو الكوليسترول في الدم، أو داء السكري من النوع الثاني.
ويمكن أن يسبب الصيام مخاطر محتملة لهذه الفئة من المرضى، لذلك تنصحهم الدراسة الفئة عالية المخاطر منهم، بالتشاور مع الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، لضمان عدم تأثير الصيام سلبا على حالتهم الصحية.
والتأثيرات السلبية التي يمكن ان يحدثها الصيام لهذه الفئة هي:
أولا: انخفاض مستويات الطاقة، حيث يؤدي الامتناع عن الطعام لفترات طويلة =إلى نقص الجلوكوز في الدم، مما قد يؤثر سلبا على قدرة الجسم على أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وهذا قد يسبب الإرهاق الشديد والضعف البدني.
ثانيا: زيادة تراكم الدهون في الكبد، فعند الصيام لفترة طويلة، قد يعتمد الجسم على الدهون كمصدر أساسي للطاقة، لكن ذلك قد يزيد من تراكم الدهون في الكبد، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالة الكبد الدهني.
ثالثا: اضطرابات في توازن السوائل والمعادن، فالامتناع عن شرب السوائل لفترات طويلة قد يسبب الجفاف ويؤثر على توازن المعادن الأساسية في الجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الكبد وتأثيره السلبي على وظائفه.
رابعا: زيادة الالتهابات والإجهاد التأكسدي، فنقص الطعام والسوائل قد يزيد من مستويات الالتهابات في الجسم، مما يزيد من خطر تلف خلايا الكبد وزيادة الإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مرض الكبد الدهني.
خامسا: تفاقم مقاومة الأنسولين، فالصيام قد يؤدي بالنسبة لهذه الفئة إلى تفاقم مقاومة الأنسولين، وهو عامل خطر رئيسي لمرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، هذه الحالة قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
سادسا: اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، فالامتناع عن الطعام لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في عملية الأيض، مما قد يزيد من مستويات الدهون الضارة في الجسم (مثل الدهون الثلاثية) ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
aXA6IDMuMTQ1LjE3NS4xMTQg جزيرة ام اند امز