"فتوى ضد المقدسات".. تحريض حوثي يتجاوز الخطوط الحمراء
صعدت مليشيا الحوثي من التحريض ضد الأماكن المقدسة، وذلك عقب إصدارها فتوى دينية تتجاوز الخطوط الحمراء وتشرعن استهداف قبلة المسلمين.
وأصدرت المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران عبر جناحها الشرعي، الخميس، فتوى تحريضية هي الأولى من نوعها وتعد بمثابة إعلان حرب جديد ضد المقدسات الإسلامية بالمنطقة.
وتحرض الفتوى الدينية الصادرة عما يسمى "رابطة علماء اليمن"، واجهة الجناح الشرعي في بنية التنظيم الهرمي لمليشيات الحوثي، بشكل غير مسبوق على المسجد الحرام بالسعودية، محرضا الجماعة الإرهابية للتقارب مع نظام طهران تحقيقا لمشروعها الطائفي.
ورابطة علماء الحوثي هو كيان شيدته المليشيات عقب الانقلاب أواخر 2014 كواجهة للجناح الشرعي الذي يضم كافة المرجعيات الدينية المتطرفة طائفيا، ويعني بمنح غطاء ديني لحرب وتحركات الجماعة الإرهابية، وذلك على غرار تنظيم القاعدة بجزيرة العرب.
ويترأس هذا الكيان الإرهابي المدعو شمس الدين محمد شرف الدين المعين من قبل مليشيا الحوثي مفتي ديار للمناطق اليمنية تحت سيطرتها، كما تنصب المتطرف الديني عبدالمجيد الحوثي، نائبا لرئيس هذه الرابطة الحوثية.
وتزعم الفتوى الحوثية التي بثت على وسائل إعلامها أن أقرب طريق إلى المسجد الأقصى هو المسجد الحرام في موقف الأول الذي يصدر عن جناح يشرعن دينيا هجمات وحرب المليشيات.
وحثت الفتوى المليشيات الإرهابية على تكثيف حملات التجنيد للشباب اليمني وغسل أدمغتهم بمشروعها الطائفي والمعتقدات التي تتبناها مليشيات إيران في المنطقة.
وتضمنت الفتوى الحوثية توجيه المليشيات الانقلابية على تعزيز التبعية لمن أسمتهم "محور المقاومة" ومواجهة خصوم إيران والمشروع الطائفي المدعوم إيرانيا.
ويأتي التصعيد الحوثي ضد الأماكن المقدسة تزامنا مع فعالية طائفية سنوية لنظام إيران ووكلائه بالمنطقة باسم "يوم القدس"، والتي تتخذه كيافطة لتحريض أتباعها ضد بيت الله الحرام وأنها أقرب من الأقصى.
وتستعد المليشيا الحوثية للاحتفاء، الجمعة، بهذه المناسبة التي أسسها الخميني في إيران قبل أن يتم تعميمها على أذرع إيران في المنطقة، وذلك في أكثر من 47 ساحة حددتها ودعت قيادتها لحشد المواطنين للمشاركة فيها بقوة السلاح.
وكانت قيادات وكلاء طهران في المنطقة، ظهرت خلال إلقاء خطابات موحدة بدءا من حسن نصر الله وعبدالملك الحوثي وقيس الخزعلي وعيسى قاسم وإسماعيل هنية والتي تمثل توجه طهران ومشروع خرابها التوسعي في المنطقة واستغلال قضيه الشعب الفلسطيني كيافطة لتمرير مخططاتها الإرهابية.
استهداف قبلة المسلمين
وعلى الرغم من أن الفتوى الدينية للمليشيات الحوثية هي الأولى التي تستهدف أقدس بقاع الأرض إلا أنه سبق للانقلابيين محاولة استهداف قبلة المسلمين بالفعل عن طريق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع.
وطيلة الأعوام الماضية، أسقطت قوات الدفاع الجوي للتحالف العربي بقيادة السعودية صواريخ باليستية أطلقتها مليشيا الحوثي، وذلك قبل وصولها إلى مكة المكرمة ضمن إفلاس أخلاقي للانقلاب لاستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم.
ويقول خبراء يمنيون إن تصعيد مليشيا الحوثي ضد السعودية بعيد رفضها لمبادرة الرياض للسلام بالبلد وتحريضها ضد المقدسات الإسلامية، يمثل انتقالا إلى مربع آخر من الابتزاز الإيراني بالمنطقة والمجتمع الدولي.
وبحسب خبراء لـ"العين الإخبارية"، فإن صدور الفتوى من المليشيات الحوثية وتبنيها من قبل قطاع رجال الدين المتطرفين طائفيا داخل بنية تنظيمها الهرمي يعد بمثابة إعلان حرب ضد المقدسات من قبل تيار ديني طائفي هو من شرعن حرب الانقلاب على اليمنيين واليوم يعلن الحرب على الأماكن المقدسة.
واعتبر الناشط اليمني سعيد نعمان، أن ما تضمنته الفتوى أو بيان الجناح الشرعي الديني داخل المليشيات يعد جزءا من أدبياتها ومنهجها الطائفي وخطاب زعيمها الحوثي وشقيقه مؤسس الحركة والتي تحرض بشكل صارخ ضد بلاد الحرمين الشريفين.
وتسعى مليشيا الحوثي، وفقا للناشط اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى رفع سقف تصعيدها كورقة ضغط ضد المجتمع الدولي تزامنا مع تصريحات لقيادات الحرس الثوري الإيراني مؤخرا حملت ذات الرسائل التحريضية ضد السعودية واليمن.