أبرزها المساكنة وكرة القدم.. "2022" عام المعارك الدينية في مصر
يعد عام 2022 هو عام المعارك الفكرية بين الفتايين والمفتين، حيث خرجت العديد من الفتاوى العشوائية وتصدى لها رجال الدين.
"الفتايون" يقصد بهم كل من تصدروا الفتوى بدون علم شرعي، وفسروا الدين وفق أهوائهم، ومنهم مشاهير سوشيال ميديا ونجوم فن وشخصيات بارزة مجتمعية.
وفيما يلي أبرز تلك المعارك الفكرية:
محمد عطية ومظهر شاهين
أحد أبطال معارك الفتايين، الفنان المصري محمد عطية، الذي قال إن الزواج عٌرف بشري، والأنسب الزواج من غير عقد، وهو ما يعرف بـ"المساكنة".
وأضاف عطية، في تصريحات تلفزيونية: "معظم الناس بيتجوزوا عمياني، مع أن الجنس جزء مهم في العلاقة، وأغلب حالات الطلاق تحدث بسبب عدم توافق الحياة الجنسية، فالأفضل نعيش مساكنة ونشوف ينفع نعيش مع بعض ولا لأ".
تلك التصريحات دفعت الداعية الإسلامي مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، للرد عليه، وقال إن "كلامك عن المساكنة وقاحة ودعوة للبغاء ونشر الفسق والفجور في المجتمع، وافتكاساتك دي شغل تسالي لا تناسب مقام الزواج الذي وصفه الله تعالى في كتابه بالميثاق الغليظ".
ولفت شاهين إلى أن الإسلام حين شرع العقود كان الهدف من ذلك الحفاظ على كرامة المرأة وحقوقها، وحقوق ما قد ينتج عن هذا الزواج من أبناء، والحفاظ على النسل، مضيفا: "أي شخص يقبل أن تعيش أخته أو ابنته مع شخص أجنبي عيشة الأزواج تحت سقف واحد بدون عقد زواج يكون ديوثا".
وتابع: "ما يقوله هذا الفنان لم يراع هذه الأهداف السامية، بل لم ينظر إلى الزواج إلا على أنه مجرد قضاء شهوة وصداقة بين رجل وامرأة، ومن هنا كان الشطط والخلل والخبل".
وخرجت من هذه المعركة معركة فرعية بين مظهر شاهين، وطليقة الفنان أحمد الفيشاوي، ندى الكامل، استمرت لأيام، وكانت معركة أشد من المعركة الأساسية.
البلوجر زينة وأحمد كريمة
أثارت شابة مصرية جدلا واسعا، بعدما قامت بإتمام إجراءات عقد قرانها بنفسها بدلا من المأذون، وجلست في المنتصف بين العريس ووالدها.
وفور تداول مقطع فيديو للعروس زينة أشرف، زوجة البلوجر المصري أحمد إبراهيم، وهي تتولى إتمام إجراءات عقد القران، أثيرت ضجة واسعة في مصر؛ لغياب المأذون الشرعي الذي يتمم الإجراءات المتبعة، حيث ترك السجل الخاص به للعروس لتتولى هي ذلك، وتتولى تلاوة صيغة عقد القران.
وتصدى للواقعة، الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وقال إنه يجوز للمأذون أن يوكل أحد العلماء في مجلس الزفاف بالإشهار في وجود المأذون، لكنه أضاف: "لا يجوز أن يقوم بذلك أي أحد من المتواجدين من غير أهل العلم لأنه خطأ وتعدٍ على سلطات الدولة".
وقال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن المرأة ليس مخولا لها مباشرة عقد الزواج لا لنفسها ولا لغيرها، ويستثنى من ذلك المأذونة التي تعينها الدولة كموظف إجرائي إداري.
وختم كريمة تصريحاته بالقول: "ما حدث يهز صورة الإسلام، ونتوقع أن تتكرر هذه الوقائع لأن هناك شيوخا يهونون أمر الإسلام، وبعض أهل العلم للأسف يتحملون جزءًا من هذه الفوضى".
إلهام شاهين وأحمد كريمة
قالت الفنانة إلهام شاهين إنها قررت التبرع بأعضائها بعد الوفاة، مطالبة بتفعيل قانون التبرع بالأعضاء في مصر.
وردًا على من يحرم التبرع بالأعضاء، قالت: "الناس اللي بتقول الجسم مش ملك لك، الإنسان لما بيموت الروح بتروح للخالق أما الجسد بياكله الدود، بينتهي ويفنى والجسد ملهوش لازمة، ولكن إذا تبرعت من ممكن أخدم ناس كتير".
من جانبه، رد أحمد كريمة على شاهين، وقال إن موت المخ ليس شرعيا ولا يترتب عليه عدة أو توريث، مشيرا إلى أنه ضد التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لأن جسد الإنسان حرمة.
وأضاف كريمة أن الإنسان لا يهب ولا يبيع إلا ما يملك وفقا للشرع، مشيرا إلى أن طائفة من العلماء الراسخين ذهبوا إلى المنع والتحريم، في مسألة نقل الأعضاء الآدمية من حي أو ميت لشخص آخر حي.
وتابع :" الجسد ملك لله تعالى، والله استودع الإنسان هذا الجسد وأصبح مؤتمنا عليه"، مستشهدا على كلامه بقوله تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، وقوله: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقوله: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما".
وأكمل :" نقل الأعضاء الآدمية لا يكون إلا في الموت الإكلينيكي وليس الشرعي"، مضيفا: "بعد 6 ساعات من وفاة الإنسان غير ممكن نقل الأعضاء، لأننا بذلك نعتدي على جسد آدمي بنقل الأعضاء قبل تمام خروج الروح، هي جناية عمدية، إذا أقرها المجتمع فإنها بمثابة قتل للنفس البشرية وإتجار بالبشر".
يونس مخيون ودار الإفتاء
حرَّم رئيس مجلس شيوخ حزب النور السلفي، يونس مخيون، مشاهدة كرة القدم، وقال إن "أي شيء يحكم عليه من منظور الإسلام والشرع، ونوضح أن لعب كرة القدم هو إهدار للوقت والعمر والسنين، وفيها قلب للموازين".
وبين مخيون أن "كرة القدم هي قلب للموازين، بمعنى أن واحدا وضعه الحقيقي أن يوضع أسفل السافلين لكفره أو فسقه وانحرافه، وأنت بدورك وبمشاهدتك تقوم بجعله علم ومشهور".
وأكمل: "تجد أن هناك أناسا يتخذون شخصا قدوة ويفتخرون به، وممكن أن يكون هذا الشخص عدوا لدينك، مثل ميسي مثلا عندما ذهب لحائط المبكى".
وانبرى للرد عليه أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خالد عمران، وقال إنها "إحدى الألعاب الرياضية والرياضة شيء معتبر في الإسلام، لدرجة أن النبي مارس الرياضة مع أصحابه وزوجته عائشة".
وأشار إلى أن "الكرة لها اتحاد ومعتمدة كشأن رياضي يقوي الجسد والعقل"، مؤكدا أن "كرة القدم ليست حراما وإنما بها إفادة وتسهم في التعرف على الثقافات الأخرى".
وشدد على أنه "لا يملك أحد الحكم على أحد من خلق الله مثل اللاعبين بأنهم أسفل السافلين"، مضيفا أن "من يريد النجاح في أي مجال من مجالات الحياة عليه النظر إلى قصص الناجحين وهذا لا يؤثر على تدينهم" .
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز