بمشاركة 85 دولة.. انطلاق مؤتمر الإفتاء العالمي بالقاهرة الثلاثاء
المؤتمر يشهد حضور عدد كبير من الوزراء وسفراء الدول وكبار المسؤولين في مصر، وعدد من قامات العلم والفقه من مختلف دول العالم
تنطلق بالعاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء، فعاليات المؤتمر العالمي الـ5 للإفتاء الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
ويقام المؤتمر تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وتستمر أعماله على مدار يومي 15 – 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم.
ويحضر المؤتمر عدد كبير من الوزراء وسفراء الدول وكبار المسؤولين في مصر، وعدد من قامات العلم والفقه من مختلف دول العالم، أبرزها: السعودية والإمارات والكويت، والعراق، الأردن وتونس وفلسطين، وعُمان وصربيا والبوسنة والهرسك، وأوزبكستان وجزر القمر وبوروندي، وتنزانيا والسنغال، وماليزيا وتايلاند، والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا واليونان وهولندا وأوكرانيا، وألبانيا وغيرها من دول العالم.
وينتظر أن يلقي فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي مصر ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الكلمة الافتتاحية.
ويلقي الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، كلمته نيابةً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، كما سيلقي المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، كلمة في الافتتاح، كما سيلقي فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كلمته نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
ويشهد المؤتمر جلسات عدة على مدار يومي انعقاده، يشارك فيها كبار العلماء والمفتون، من بينهم الأستاذ الدكتور محمد الخلايلة، المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذ الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين، والأستاذ الدكتور بوعبدالله بوغلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر.
كما يشهد المؤتمر حضور الشيخ عبداللطيف الهميم، رئيس ديوان الوقف السني العراقي، والمستشار منصور نياس، مستشار الرئيس السنغالي، إضافة إلى حضور الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، والحبيب علي الجفري، رئيس مؤسسة طابة بأبوظبي، والدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
ويناقش المشاركون قضية المؤتمر وفق 4 محاور رئيسية، جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي.
ويرصد المشاركون في المحور الأول، وهو بعنوان "الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، نقاط الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة.
أما المحور الثاني، وهو بعنوان "تاريخ إدارة الخلاف الفقهي: عرض ونقد"، فيقترح أن يطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصورها المختلفة.
ويناقش المحور الثالث موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي"، فيما يتناول المحور الرابع والأخير، وعنوانه "إدارة الخلاف الفقهي.. الواقع والمأمول"، ما يدور من الدراسات والمناقشات في هذا المحور، سعيا للخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خاصة وفي جوانب الحياة كافة.
وتشهد وقائع المؤتمر أيضاً انعقاد 3 ورش عمل، تشمل "الفتوى وتكنولوجيا المعلومات"، وأخرى حول "آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا"، وثالثة تختص بعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.
ووفق جدول عمل المؤتمر، يناقش الحضور مجموعة من الأبحاث العلمية، من بينها بحث بعنوان "نحو نظرية كلية لإدارة الخلاف الفقهي"، للدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وآخر بعنوان "ثقافة التسَامُح.. مدخل لإدارة الخلاف الفقهي" للشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية.
كما يناقش "منهجية المذاهب الفقهية في إدارة الخلاف الفقهي" للدكتور مجدي محمد عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية في مصر، وبحث حول "الخلاف الفقهي بين الانضباط والتفلت"، للشيخ الدكتور يوشار شريف داماد أوغلو، أستاذ مساعد بجامعة أرسطو طاليس قسم العلوم الإسلامية ثسالونيكي – اليونان.
كذلك ستتم مناقشة "استراتيجية الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم لتفعيل استثمار الخلاف الفقهيِّ.. رؤية استشرافية"، للشيخ كامل أحمد كامل الحسيني، الباحث الشرعي بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إضافة إلى "المنهج في إثبات الفتوى لتقليل الخلاف الفقهي من الإدارة الحضارية بين الواقع والمأمول حدوثه"، وهو بحث للدكتورة خزيمة توحيد ينجو، رئيسة شؤون الفتوى بمجلس العلماء الإندونيسي.
وسيتم كذلك مناقشة بحث "إدارة الخلاف الفقهي في عصر ظهور وتبلور المذاهب الفقهية توثيق وتحليل"، للأستاذ الدكتور محمد أحمد لوح، رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا، و"مجمع الفقه الإسلامي الدولي وإدارة الخلاف الفقهي تجربة وتاريخ"، للأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي، أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.
هذا إلى جانب مناقشة بحث مهم بعنوان "هيئة كبار العلماء وإدارة الخلاف في ماضيها وحاضرها"، للأستاذ الدكتور نصر فريد محمد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فضلا عن مجموعة من الأبحاث الأخرى الهامة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأمانة تبعث من خلال مؤتمرها رسالة مهمة، مفادها دعم التماسك الاجتماعي المعاصر، والمشاركة في عمليات العمران، والإسهام في الحضارة الإنسانية المعاصرة.
هذا فضلا عن تأكيد تبني أمانة الإفتاء العالمية هدفا استراتيجيا مرحليا يتبنَّى تجديد الخطاب الديني وفق آليات حديثة، وتجفيف منابع التطرف، والسعي إلى تقديم نموذج إفتائي يعتمد تقديم منهجية تسعى إلى الإسهام في حل المشكلات ودعم الاستقرار والمشاركة الحضارية والإنسانية.
ولفت "نجم" إلى مشاركة قامات وقيادات دينية كبيرة، وعلماء من 85 دولة مختلفة، سيتدارسون فيما بينهم مجموعة من الأبحاث الدينية والعلمية التي تصب جميعها في "إدارة الخلاف الفقهي" واستثماره بشكل فاعل لخدمة القضايا الدينية المعاصرة.
وأضاف الأمين العام لأمانة الإفتاء أن ما يعيشه العالم اليوم من تقارب في الاتصالات والمواصلات، وتدافع عظيم في عالم الأفكار والاتجاهات، يطرح علينا تحديات جسام، خاصة في إدارة الخلاف الفقهي الموروث واستثماره في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف في الأساس إلى إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، وتجديد النظر إلى الخلاف الفقهي، ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلا من أن يكون جزءا منها، وكذلك تحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، إضافة إلى تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم.
وشدد "نجم" على أهمية الخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، وعلى رأسها إعلان وثيقة "التسامح الفقهي والإفتائي" وإعلان آلية لإفادة مؤسسات المجتمع المدني من استثمار الخلاف الفقهي في مجال حقوق الإنسان وكل المجالات الاجتماعية والإنسانية.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA= جزيرة ام اند امز