"الإفتاء المصرية" تطلق وثيقة "التسامح الفقهي" الثلاثاء
الوثيقة تهدف لإقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب بمجال الإفتاء والفقه الإسلامي والإجراءات اللازمة لذلك وأي تعصب مهدد للتماسك الاجتماعي
تطلق دار الإفتاء المصرية، الثلاثاء، وثيقة "التسامح الفقهي" ضمن مؤتمرها العالمي الخامس الذي تعقده بالعاصمة القاهرة تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، ويستمر على مدار يومين.
وتهدف الوثيقة لإقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب في مجال الإفتاء والفقه الإسلامي والإجراءات اللازمة لذلك، فضلا عن نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية، وجعل التجربة المذهبية معينا للإفادة يُستثمر إنسانيا.
كما يطلق المؤتمر جائزة باسم "الإمام القرافي"؛ لتكريم أصحاب الأبحاث المتميزة التي تثري الإنتاج البحثي والفقهي، بهدف تشجيع البحث العلمي الشرعي وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية خاصة المعاصرة منها، والتميز والإبداع في مجال البحث العلمي، والنشر في موضوعات متميزة تُثري الجوانب العلمية والشرعية والفقهية والإفتائية.
وكشفت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، في بيان الخميس، النقاب عن إعلان المؤتمر "اليوم العالمي للإفتاء"، بهدف تكريس ضوابط الفتوى والاستفتاء وتعزيز المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية في أوساط الأمم والشعوب الإسلامية والتنسيق بينها، وتبادل الخبرات وتوجيه الجهود وجمع الكلمة على جدول أعمال واحد.
أيضا يطلق المؤتمر، الذي يرعاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وثيقة "التسامح الإفتائي"، بهدف التآزر لدعم الجهود المبذولة وإصلاح المفاسد ووقف العَبَث بمبادئ التشريع والفقه والإفتاء الداعمة للتعايش والتسامح، فضلا عن تدشين "مرصد المستقبل الإفتائي"؛ للاهتمام بالدراسات المستقبلية التي لا غنى عنها لتقدم الدول والمجتمعات والمؤسسات.
وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية المصرية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، إن المؤتمر يهتم باستثمار حالة الخلاف الفقهي بين العلماء لخدمة الشأنين الديني والتنموي، والخروج بمجموعة من التدابير التي من شأنها إدارة هذا الخلاف بأسلوب رشيد.
وأضاف: "كذلك خدمة قضايا المجتمع المعاصر وإشكاليات الإنسانية بشكل عام، ودعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة، والوقوف أمام التحديات الراهنة بثبات دون اهتزاز أو تردد، دعما لاستقرار الأوطان التي أتعبها التناحر والخلاف".
وأوضح أن الحاجة تقتضي استثمار هذا الخلاف لخدمة البشرية في ظل حالة من الحراك المتطرف يأن منها الجميع، مشيرا إلى أن مناقشات المؤتمر ترتكز على مدارسات مهمة، جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي.
وذكر نجم أن المؤتمر العالمي يناقش 4 محاور هي: "الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" و"تاريخ إدارة الخلاف الفقهي: عرض ونقد" و"مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي"، وأخيرا "إدارة الخلاف الفقهي.. الواقع والمأمول".
وأشار إلى عقد 3 ورش عمل تثري مناقشات المؤتمر وتعمل على تقييم بعض المشروعات المهمة التي أطلقت سابقا، وهي: ورشة عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى، وثانية بعنوان "الفتوى وتكنولوجيا المعلومات"، وأخيرا "آليات مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا"، فضلا عن جلسة حوارية تبث على الهواء بعنوان: "نحو استراتيجية رشيدة لإدارة الحوار الفقهي".