"الإفتاء المصرية" تكشف أخطر أسلحة الإخوان بحروب الجيل الخامس
المؤشر العالمي للفتوى يؤكد أن الإخوان والتنظيمات الإرهابية يستغلون "سلاح الفتاوى" لزعزعة أمن واستقرار الدول عبر وسائل التواصل الاجتماعي
كشفت دار الإفتاء المصرية أن "سلاح الفتاوى" أصبح من أهم أدوات حروب الجيل الخامس التي يستخدمها الإخوان والجماعات الإرهابية لتهديد أمن الدول والمجتمعات.
- الإفتاء المصرية: "الإخوان" تشوه السيرة النبوية لتبرير جرائمها
- الإفتاء المصرية: الأمة لم تعرف جماعة أضل من "الإخوان"
وكشف المؤشر العالمي للفتوى أن الإخوان والجماعات الإرهابية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ممنهجة وتستخدم فيها الناس كلاعب رئيسي في نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.
وأوضح المؤشر أن "أهم أهداف تلك الحروب هي نشر الشائعات وقلب الحقائق وهز ثقة الشعوب في مؤسسات ورموز الدول وقياداتها".
وأكد مؤشر الإفتاء أن "الحروب الجديدة أصبحت حروبًا نفسية تعتمد على الأفكار والمعتقدات"، مشددا على "ضرورة التوعية الكاملة للشعوب لمواجهتها بأنماطها المتعددة، التي انبثقت من عصر تكنولوجيا المعلومات، وما أحدثته من إسقاط للحدود واختصار الزمن والمسافات بين الدول والقارات".
ولفت إلى أن "بعض الأحاديث والخطابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حاليًا تفسد حياة الناس وتضلِّل الشباب والشعوب وتستبيح حُرمة النفس والأموال والأعراض".
حروب الجيل الخامس.. مجالات جديدة للصراع
وأوضح مؤشر الفتوى أن التنظيمات الإرهابية لجأت مؤخرًا إلى حروب الجيل الخامس، نظرًا لأنها تتميز بعدم المركزية بين عناصر الدول المتحاربة، بالإضافة إلى قلة تكلفتها المادية، فضلًا عن أنها تُشنُّ دون قيود ومعايير أخلاقية.
وبين أن تلك الحروب تستخدم التكنولوجيا والإنترنت كوسائل هجومية لتحقيق مصالح فردية ذات أهداف ضيقة، علاوة على أنها بعيدة عن رقابة الدول وتكون خارج السيطرة، كما أنها تصنع من الشعوب لاعبًا معها في معاركها بأقل تكلفة لما تنشره من أكاذيب وشائعات.
وحول موضوعات فتاوى حروب الجيل الخامس، أكد المؤشر أن الفتاوى الهادفة لنشر الفوضى وبث الفرقة وزعزعة أمن واستقرار الدول والمجتمعات تصدرت بنسبة (33%)، تلتها الفتاوى ذات الأهداف السياسية بنسبة (27%)، ثم الفتاوى الداعمة لهدم اقتصاديات الدول بنسبة (25%) وأخيرًا الفتاوى التي تنمي وتغذي خطابات الكراهية وظاهرة الإسلاموفوبيا بنسبة (15%).
وتطرق مؤشر الفتوى إلى المجالات الجديدة لصراع حروب الجيل الخامس، لافتا إلى أنها تتمثل في أربعة مجالات، أولها: المجال المادي، ويبرز من خلال الوسائل التقليدية للحروب، مثل الجو والبحر والبر بمدى زماني ومكاني معين، أما ثاني المجالات فهو المجال المعلوماتي، ويتم من خلاله خلق المعرفة والتلاعب فيها ومشاركتها.
وأضاف المؤشر أن ثالث مجالات حروب الجيل الخامس هو المجال الإدراكي، وهو المجال الذي توجد فيه عقيدة المحاربين وأيديولوجياتهم وتكتيكاتهم، وآخر هذه المجالات هو المجال الاجتماعي، وهو مجال الثقافة والدين والقيم والاتجاهات، مؤكدًا أن التنظيمات الإرهابية قد وظفت الفتاوى في كل هذه المجالات لكي تحقق غايتها من هدم الدول وتنفيذ أجنداتها.
أنواع الفتاوى الهدامة
وأوضح المؤشر العالمي للفتوى أن التنظيمات الإرهابية تطلق الفتاوى على وسائل التواصل وتشعل من خلالها الفتن حيث بيَّن المؤشر أن الدعوة لزعزعة أمن واستقرار الدول والمجتمعات تصدرت مجالات فتاوى حروب الجيل الخامس بنسبة (33%)، مثل فتوى وردت في صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش الإرهابي العدد (50) والتي تضمنت "إشعال النار من أسهل الوسائل للنكاية في العدو، وضررها عليه كبير، فما عليك سوى التوكل على الله وإشعال النار والانسحاب من المكان وستقوم النيران بما يجب بعد توفيق الله".
وأشار مؤشر الإفتاء إلى أن هناك فتاوى اجتماعية تثير اللغط وتشكك المسلمين في ثوابتهم الدينية، بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى الإفتائية، وهي تدخل أيضًا ضمن حروب الجيل الخامس.
وتابع المؤشر أن هناك أيضًا بعض الفتاوى المثيرة للجدل انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أصلا غير صحيحة ولا تتفق مع بديهيات الفقه الإسلامي، وهو ما يُعدُّ بلا شك نوعًا من حروب الجيل الخامس على مستوى الفتاوى الاجتماعية الرامية إلى إثارة الفتن.
وحلت الفتاوى ذات الأهداف السياسية ثانية بنسبة (27%)، وتجلت في أوضح صورها في فتاوى جماعة الإخوان الإرهابية بعد سقوطهم في مصر عام 2013، وهو ما تعيده الجماعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام عبر أذرعها الهاربة، مثل فتواهم القائلة بأن "التظاهر هو عمل وعبادة مقربة إلى الله".
وكذلك الفتوى الأخرى التي تضمنت قول أحد قادة للجماعة الإرهابية: "العصيان المدني والتظاهر ضد النظام هو إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وفتواهم المُحرمة للتصويت والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2014، رغم حشدهم لانتخابات 2012 التي شاركوا فيها.
كما أفتى أحد المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية خلال اعتصامي رابعة والنهضة، بأن "الاعتصام في ميدان رابعة أهم من أداء العمرة"، هذا بالإضافة إلى الفتاوى المستمرة حتى اليوم والتي تبيح بل وتحثُّ مرارًا وتكرارًا على قتل رجال الشرطة والجيش المصريين.
الفتاوى الاقتصادية.. استراتيجيات لتمويل الإرهاب
كما ألقى مؤشر الإفتاء الضوء على فتاوى الجيل الخامس الداعية لهدم اقتصاديات الدول والمجتمعات، والتي جاءت بنسبة (25%)، سواء عبر القيام بعمليات إرهابية تضرب أهدافًا استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية، أو إنشاء عُملات افتراضية أو رقمية (كالبيتكوين وغيرها) للتأثير بشكل آخر على دعامة أساسية من دعائم الأوطان والشعوب.
واستدل المؤشر على ذلك بفتوى منسوبة لتنظيم داعش بجواز التعامل بالعُملات الرقمية وأبرزها "البيتكوين" لتسيير عملياته الإرهابية؛ حيث أفتى القيادي بالتنظيم الإرهابي تقي الدين المنذر بأن "العملة الافتراضية تمثل حلاً عمليًّا للتغلب على الأنظمة المالية للحكومات".
وكذلك فتوى وردت بمجلة "أمة واحدة" المنسوبة لتنظيم القاعدة وتضمنت: "ضرب الاقتصاد الأمريكي. وأن على أبناء الأمة لا سيما الكفاءات والنخب المتخصصة كل في مجاله، بإعطاء مساحة من وقتهم وتفكيرهم للإبداع في البحث عن الثغرات التي يمكن من خلالها ضرب الاقتصاد الأمريكي".
حروب الجيل الخامس والإسلاموفوبيا
وأخيرًا أكد المؤشر العالمي للفتوى أن (15%) من الفتاوى التي تتناولها وسائل الإعلام الغربية والسوشيال ميديا هناك مجتزأة وتدخل ضمن حروب الجيل الخامس، وذلك كله بهدف الخوف والرهاب من الإسلام ونشر صورة ذهنية سلبية عنه؛ وبالتالي تنمية وتغذية ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأخيرًا بيَّن المؤشر أن فتاوى العنف مثلت (90%) من جملة الفتاوى التي تنمي ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، ودعت غالبيتها لنشر العنف والفكر المتطرف ومعاداة الدول والدعوة للتخريب والخروج عن الأنظمة.
وخلص المؤشر إلى بروز اتجاهين في فتاوى الغرب حاليًّا؛ الأول ينشر التشدد والإساءة للمفاهيم الصحيحة للإسلام، والثاني يروِّج للتطرف ويتجه للإسلاموفوبيا، وكلاهما يعدُّ حربًا من حروب الجيل الخامس وإن لم يقصد ذلك.
التوصيات
وفي النهاية، أوصت وحدة الدراسات الاستراتيجية القائمة على عمل المؤشر بتفعيل دور المؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية بشكل أكبر.
وأوضح أنه هذه المؤسسات تسهم بأدوار متعددة في بناء المسلم المعتدل والوقوف كحائط صد وأمان ضد ظاهرتي التطرف والإرهاب، وما يحيط بهما من مظاهر أخرى مثل الرهاب من الإسلام وخطابات الكراهية وأعمال العنف ونشر الشائعات والمعلومات المغلوطة.
كما أوصت الدول العربية والإسلامية بمواجهة التحديات الفعلية لخصائص وطبيعة حروب الجيل الخامس، وأن تتعامل معها بشكل مؤسسي كلي ولا تقع في فخ التعامل الجزئي معها، والذي قد يتناول عدة قطاعات في الدولة، كل منها يرى نفسه في مشكلة منفصلة عن القطاع الآخر؛ ما يزيد من حالة الفوضى والانقسام بين أبناء المجتمع.
واختتمت بالتأكيد على أن معركة الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي تحتاج إلى مزيد من الدعم والخبرة في مواجهة هذا السيل الهادر من الشائعات والأكاذيب التي تستخدم الفتوى كأهم سلاح في حروب الجيل الخامس.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز