مرشح يميني متطرف يهدد هوليوود ألمانيا
سمعة هذه المدينة الألمانية قد تتلطخ فقد تصبح، الأحد، أول بلدية يفوز برئاستها حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
تتمتع مدينة جورليتس الألمانية التي نجت من قصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، بشعبية لدى صناع السينما في العالم؛ حيث شكلت خلفية لأفلام كثيرة؛ أبرزها "إنجلوريوس باستردز" و"ذي جراند بودابست هوتيل".
- ميركل تتمسك باستمرار الائتلاف الحاكم رغم الأزمات
- في يوم الصناعة الألمانية.. انتقادات للحكومة تثير دهشة ميركل
وأصبحت المدينة التي تحمل اسم جورليوود (نسبة إلى هوليوود) مقصداً سياحياً بوسطها التاريخي الواقع على ضفاف نهر نايسه، فيما يأمل زوارها في إلقاء نظرة على نجوم مثل جورج كلوني وإيما تومسون خلال تصويرهما الأفلام.
ولكن سمعة هذه المدينة الألمانية قد تتلطخ، فقد تصبح، الأحد، أول بلدية يفوز برئاستها حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وأيدت الأحزاب الرئيسية في ألمانيا مرشح اليمين الوسط من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي للمستشارة أنجيلا ميركل، ما يعني أنه من غير المرجح أن يفوز مرشح حزب "البديل من أجل ألمانيا" سيباستيان فيبل، الذي حظي في الجولة الأولى التي أقيمت في أواخر مايو/أيار بـ36% من الأصوات، محدثاً موجات من الصدمة عبر البلاد.
وحصل أقرب منافسيه أوكتافيان أورسو (51 عاماً) من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على 30 % من الأصوات، وسيواجهه في الجولة الثانية.
وقال أورسو المولود في رومانيا، والذي جاء إلى ألمانيا كموسيقي في عام 1990، إن جورليتس لن تستطيع تحقيق الازدهار سوى إذا كانت منفتحة على العالم.
وقد أطلق أبرز المخرجين والمؤلفين دعوة إلى الناخبين في جورليتس البالغ عدد سكانها حوالي 55 ألف نسمة، للتصدي للحزب المناهض للهجرة والمعادي للمسلمين، فهو سيشكل خطراً على هذه المدينة بعزلها عن عالم الفنون والسياح.
ووقّع المخرج البريطاني ستيفن دالدري الذي صوّر مشاهد من فيلم "ذي ريدر" من بطولة كايت وينسلت في جورليتس، والممثل دانيال برول ("وداعا لينين") والكاتب برنهارد شلينك، عريضة مناهضة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، جاء فيها "لا تستسلموا للكراهية والحقد والتصادم والإقصاء".
وليست هذه المدينة بالرغم من سحرها محصّنة ضد العديد من المشكلات التي تعاني منها ساكسونيا ومناطق أخرى في شرق ألمانيا الشيوعي سابقاً، فبعد حوالي 30 عاماً على سقوط جدار برلين، تعاني جورليتس من هجرة الأدمغة الشابة إلى الغرب الأكثر ثراء.
وتلقت ساكسونيا مساعدات من الاتحاد الأوروبي أكثر من أي ولاية ألمانية أخرى، إذ خصص لها 2.75 مليار يورو للفترة بين 2014 و2020.
ورغم ذلك، نجح حزب "البديل من أجل ألمانيا" المشكك في الوحدة الأوروبية في تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 26 مايو/أيار.
وشهدت جورليتس تدفق حوالي ألف لاجئ إليها بما في ذلك المئات من سوريا، ما جعل العديد من السكان قلقين.