الفنان فايق عزب.. بطل الجامعات وصديق الشعراوي

عاش الفنان المصري الراحل فايق عزب بين الناس بأسلوب فريد في التعامل، ورغم صوته الجهوري والمرتفع، كانت خطواته هادئة.

وامتلك الراحل زمام الموهبة ولم يزاحم أو يتصارع على الأدوار، بل عاش كما أحب، ومات دون ضجيج أو صخب، الخميس، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد. 

ولد الفنان فايق عزب في 21 سبتمبر 1943، بمدينة الإسماعيلية، ونشأ وسط أسرة متدينة وحريصة على العادات والتقاليد، وفي مرحلة الطفولة حفظ القرآن الكريم في كتّاب "الشيخ سيد".

• سر مكالمة هاتفية دفعت أحمد زكي للبكاء

وخلال حوارات صحفية سابقة معه، تحدث الفنان فايق عزب عن تأثير هذا الرجل "الشيخ سيد" في حياته، وقال إنه كان أعمى لكنه يمتلك بصيرة كبيرة.

في عام 1960 التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتفجرت موهبته التمثيلية في هذه المرحلة؛ إذ انضم لفرقة التمثيل بالجامعة، وشارك في بطولة عروض عالمية مثل "هاملت".

واستطاع فايق عزب الفوز بكأس أحسن ممثل على مستوى الجامعات، وعندما انتهت مرحلة الدراسة قرر الاحتراف، وطرق أبواب الاستوديوهات.

وبعد محاولات كثيرة ابتسم له الحظ، وشارك في البداية بمشاهد محدودة، وشيئا فشيئا حقق الانتشار والنجاح وأصبح عنصرا رئيسيا في أعمال الكبار مثل عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ويوسف شعبان.

مشوار فايق عزب الفني

من أبرز أعماله السينمائية "كتيبة الإعدام، تيتة رهيبة، واحد من الناس، أحلام عمرنا".

وبدأ الإرث الدرامي الكبير لفايق عزب بعد مسلسل "الوتد" الذي قدم فيه دور العمدة، ثم أصبح وجها بارزا في الأعمال الدرامية، وشارك في مسلسلات ناجحة منها "سوق العصر" و"سلسال الدم" و"الأسطورة".

• فيديو نادر.. بصمة ماري كويني في السينما المصرية

وكان آخر أعمال الفنان فايق عزب، التي قدمها للجمهور، ظهوره في مسلسل "الضاهر" مع الفنان محمد فؤاد.

ورغم الأضواء والشهرة كان فايق عزب يشعر بالراحة في القرب من صديقه الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان دائم التردد عليه، ويحكي أنه ذات مرة سأل الشعراوي عن رأيه في الفن.

وأجاب الشعراوي قائلا "الفن مثل السكين ممكن تقطع به الخضار ومن الممكن استخدامه في الذبح، لا يوجد عيب بالسكين ولكن فيمن يستخدمه".

وعملا بنصيحة الشيخ محمد متولي الشعراوي، حاول فايق عزب التعامل مع الفن، فلم يقدم أعمالا يخجل منها أو تحمل رسائل سيئة.

مرض فايق عزب

في أكتوبر الماضي سقط هذا الفنان الملتزم على رقبته، وأجرى جراحة لتوسيع الحبل الشوكي، وكانت النتيجة إصابته بالتهاب رئوي بكتيري في الصدر.

وبعد التحاليل لهذه البكتريا تبين أنه يعاني من مرض نادر اسمه بكتيريا "مارسا" وهي نوع من البكتيريا التي لا تتأثر بأغلب أنواع المضادات الحيوية المستخدمة في علاج عدوى المكورات العنقودية العادية.

وعندما ساءت حالة فايق عزب تم حجزه في غرفة العناية المركزة، لا سيما أنه أصيب بفيروس كورونا المستجد أيضا.

وعلى أثر كل ذلك حدثت مشاكل في مجرى الدم والرئة ورحل عن عالمنا، الخميس، عن عمر ناهز 77 عاما، تاركا خلفه مجموعة من الأعمال الرائعة والسيرة الطيبة.