صراع بقاء بين السراج وباشا أغا.. "الردع" واختطاف طرابلس
اتفق خبراء ليبيون على أن الصراع بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزيره داخليته فتحي باشا أغا، يهدف للسيطرة على العاصمة طرابلس.
ورأى الخبراء، أن الرجلين يحاولان استمالة المليشيات المسلحة التي تحولت إلى مرتزقة، تقدم خدماتها لمن يدفع أكثر، للسيطرة على طرابلس عسكريًا وأمنيًا، كونها مفتاح باب السلطة.
وأصدر السراج، قرارًا، بفصل ميليشيا "الردع" عن وزارة الداخلية التي يترأسها باشا أغا، لتصبح جهازاً تابعاً له بذمة مالية مستقلة، وتنصيب المليشياوي عبدالرؤوف كارة، رئيسًا له.
صراع نفوذ
المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن قرار السراج بضم مليشيا "الردع" للمجلس الرئاسي، يأتي في إطار صراع النفوذ بينه ووزير داخليته.
وأشار إلى أن السراج حاول أن يعطي المسألة شكلا تعويضيًا فمنح صلاحيات واسعة وجديدة لمليشيا الردع، لتكون بديلا عن مشروع الحرس الرئاسي الذى كان قد فشل وانهار.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أنه رغم أن المليشياوي عبدالرؤوف كارة يعلم أن السراج انتهى سياسيًا، إلا أنه سيستفيد من الصلاحيات الجديدة التي منحت له، لكن لصالح غريم رئيسه وهو فتحي باشا أغا، نظرًا للعلاقة القوية التي تجمعه بالأخير.
وتابع أن زعيم مليشيا "الردع" يعلم أن الولايات المتحدة وبريطانيا تريدان منح باشا أغا دورًا بارزًا في مرحلة ما بعد السراج، وهو ما يهمه.
لماذا مليشيا "الردع"؟
كامل المرعاش، المحلل السياسي الليبي، يرى في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن صراعًا كان خافتًا، بين فايز السراج ووزيره الداخلية فتحي باشا أغا، لاستمالة مليشيا "الردع" وزعيمها عبد الرؤوف كارة، إلا أنه تحول إلى العلن بعد القرار الأخير بضم هذه المليشيا إلى السراج.
وحول أهمية تلك المليشيا، أوضح المحلل السياسي الليبي، أنها تسيطر على مطار معيتيقة، وهو المنفذ الجوي الوحيد في طرابلس، بالإضافة إلى سجن معيتيقة، حيث يتواجد عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، ما يزيد من أهمية هذه الميليشيا، بسيطرتها على المنظومة الأمنية الأقوى في العاصمة طرابلس.
وأشار المرعاش إلى أن قرار السراج بضم مليشيا الردع، يعد بمثابة وضع زعيمها عبد الرؤوف كارة أمام خيار صعب، وهو إما أن يكون تابعا للسراج ويحصل على كل الأموال التى يطلبها، أو ينضم إلى باشا أغا في إطار حرب السلطة والنفوذ.
وتابع أن السراج بدأ يشعر بالخوف من الانسجام الكبير مؤخرا بين وزير داخليته وزعيم هذه الميليشيا، في كثير من القضايا، أهمها القضاء على المليشيات المناوئة لفتحي باشا أغا في طرابلس، وخصوصا مليشيا ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري الذي عاد إلى طرابلس وتوعد ميليشيات مصراتة، وهدد بإخراجها من العاصمة، بعد صدور قرار بالقبض عليه بإيعاز من فتحي باشاغا.
الصلاحيات والنفوذ
يرى المرعاش أن باشا أغا يعول كثيراً على مليشيا "الردع" في تفكيك ميليشيات طربلس المناوئة له، إلا أن السراج أراد بهذا القرار المفاجئ أن يجبر عبدالرؤوف كارة على الاختيار، ومعرفة نواياه الحقيقية، فأغراه بصلاحيات واسعة تحد من صلاحيات وزارة الداخلية.
وقال المحلل السياسي الليبي إن "باشا أغا والسراج مهووسون بالسلطة، ويحاولان الاستحواذ على العاصمة عسكريًا وأمنيًا، كونها الطريق الأسرع للوصول إليها".
متفقا مع ما ذهب إليه المرعاش يرى فرج ياسين الرئيس السابق للمجلس المحلي بطبرق، أن السراج بقرار ضم مليشيا "الردع" إليه وسحبه كافة الميليشيات، يحاول تقليم أظافر باشا أغا.
وأضاف ياسين في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن معظم الميليشيات أصبحت تقدم الخدمات بالمقابل على نهج المرتزقة، لذا استغل السراج سيطرته على مقدرات الشعب الليبي المالية، وأغدق عليها الكثير من الأموال، لضمان ولائها.
وأشار إلى أن هناك توجهًا يدعو إلى بقاء السراج في رئاسته بنائبين عن برقة وفزان، ما دفع السراج إلى تأمين نفسه من سطوة باشا أغا بضم مليشيات "الردع" أو غيرها، لأن رئاسة الوزراء ستضيع على باشاغا وستنتقل إلى إقليم برقة.
وأكد أنها في حال بقاء باشا أغا قويًا بمليشياته سيكون مهددًا لبقاء السراج، لذا أراد الأخير ضمان عودة آمنة إلى المجلس الرئاسي.
انقلاب ناعم
بدوه ينظر المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري إلى الصراع بين السراج وفتحي باشا أغا هو صراع بقاء ونفوذ معتبرا، أن قرار السراج متوقع، لتخوف الأخير من سيطرة باشا أغا على مقاليد الأمور الأمنية،
الفيتوري يرى في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن القرار يعد "انقلابًا ناعمًا على باشا أغا"، لافتا أن أن السراج ينفذ رغبة تركيا الغاضبة على فتحي باشا أغا، ويحاول تقليم أظافره، وتقليل نفوذه في العاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن قرار السراج بمثابة نقطة الصفر لإعلان الحرب الوشيكة بين ميليشيات مصراتة وميليشيات طرابلس.
وأكد أن مليشيات طرابلس غاضبة ومتوجسة خيفة من سيطرة ميليشيات مصراتة وزعيمها فتحي باشا أغا على العاصمة، إلا أن الأخيرة تستميت في الدفاع عن وجودها.
ويرى الفيتوري أن باشا أغا يريد الفوز بمنصب المجلس الرئاسي، ما أدى إلى نشوب الصراعات مع السراج، مؤكدًا أن المليشيات تأكل بعضها، معتبرًا تلك التطورات فرصة ذهبية للجيش الليبي لإزاحة تلك الميليشيات المتناحرة.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز