الفيوم تكشف أسرار الماضي.. كيف أنهى الطقس القاسي عصر المملكة القديمة؟
كشف باحثون في دراسة حديثة عن تأثير تغير المناخ في شمال شرق إفريقيا على البيئة والحياة البشرية منذ آلاف السنين.
وركزت الدراسة التي تنشرها دورية "كواترنري إنترناشونال" في عدد ديسمير المقبل، وحصلت العين الإخبارية على نسخة منها، على واحة الفيوم وبحيرة قارون، موضحة أن التغيرات بدأت منذ حوالي 7 آلاف سنة قبل الميلاد، مع نهاية الفترة الرطبة في أفريقيا، إلا أن مصر شهدت هذه التحولات بوتيرة أبطأ حتى تسارعت منذ حوالي 4.5 ألف سنة قبل الميلاد.

واعتمد الباحثون على تحليل طبقات الرواسب المأخوذة من بحيرة قارون، حيث توفر هذه الطبقات سجلاً دقيقاً لتاريخ المناخ في المنطقة خلال العصر الهولوسيني.
وأظهرت النتائج أن البحيرة كانت تمر بمراحل متقلبة بين المياه العذبة والمياه المالحة، وكانت تعتمد بشكل كبير على مياه النيل خلال مواسم الفيضان.
وبدأت كمية مياه النيل الواصلة إلى الفيوم تقل تدريجياً منذ حوالي 5.9 آلاف سنة قبل الميلاد نتيجة تحرك منطقة الالتقاء بين الرياح المدارية جنوباً، مما أدى إلى ضعف الرياح الموسمية الصيفية في شمال شرق إفريقيا. نتيجة لذلك، أصبحت بحيرة الفيوم أصغر وأقل عمقاً، مع فترات متقطعة من المياه المالحة، وتناقصت إنتاجيتها تدريجياً.
وشهدت المنطقة أحداثاً مناخية كبرى، مثل حدث بوند 3 قبل حوالي 4.2 ألف سنة، الذي تزامن مع تغيّر في نوع الرواسب وأدى إلى ظروف بيئية صعبة، وكانت له تداعيات كارثية على مصر القديمة، بما في ذلك إنهاء ازدهار المملكة القديمة.

وأكدت الدراسة أن التصحر في شمال شرق أفريقيا لم يكن عملية خطية، فقد تأخر وقوعه في مصر بنحو 2–3 آلاف سنة مقارنة بالصحراء الكبرى، بفضل تأثير الرياح الشتوية القادمة من البحر الأبيض المتوسط ومياه النيل التي ساعدت على تلطيف المناخ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز