باتيل في مرمى نيران الكونغرس بعد أخطاء تحقيقات اغتيال كيرك

يستعد كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي)، لمواجهة اختبار مصداقية حاسم خلال جلسات استماع الكونغرس هذا الأسبوع.
يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الأخطاء في التحقيق باغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك، أحد حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كشفت عن إشكاليات عميقة في قيادة واحدة من أهم مؤسسات إنفاذ القانون الأمريكية.
تبدأ القصة، حسب تقرير لوكالة أسوشيتدبرس، بعد ساعات فقط من الحادث، عندما أعلن باتيل عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي اعتقال المشتبه به في اغتيال كيرك، بينما كانت الحقيقة مغايرة، إذ لم يُعتقل القاتل الفعلي، وأُطلق سراح رجلين تم توقيفهما خطأ.
واضطر حاكم ولاية يوتا نفسه للتصحيح علناً في مؤتمر صحفي متزامن تقريباً، مؤكداً أن القاتل لا يزال طليقاً.
هذه الحادثة لم تكن مجرد خطأ عابر، بل مثلت ذروة سلسلة من التحديات التي تواجه قيادة باتيل لـ"إف بي أي" في فترة تشهد استقطاباً سياسياً غير مسبوق واهتزازاً للثقة العامة في المؤسسات الفيدرالية.
اتهامات بالتطهير وإعادة توجيه الأولويات
يواجه باتيل اتهامات من الديمقراطيين بحملة "تطهير" استهدفت كبار المسؤولين التنفيذيين في المكتب، حيث أقيل 3 من كبار القيادات في أغسطس/ آب الماضي ضمن إجراءات وصفوها في دعوى قضائية بأنها "انتقامية".
من بين هؤلاء براين دريسكول، المدير السابق بالإنابة الذي رفض سابقا طلبات وزارة العدل بالكشف عن أسماء عملاء شاركوا في تحقيقات اقتحام الكابيتول.
كما يتعرض باتيل لانتقادات بسبب استمراره في متابعة شكاوى الرئيس دونالد ترامب حتى بعد انتهاء التحقيق في تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية، وإعادة توجيه موارد المكتب نحو قضايا الهجرة غير الشرعية وجرائم الشوارع، على عكس التركيز التقليدي للمكتب على قضايا مثل مكافحة التجسس والفساد العام.
أزمة داخلية وإعادة هيكلة مثيرة للجدل
كشفت وثائق ومصادر داخلية عن حالة من الاضطراب داخل صفوف المكتب، حيث أجبر أكثر من 6 من كبار المسؤولين التنفيذيين على مغادرة مناصبهم تحت ذريعة "عدم القدرة على تنفيذ أجندة ترامب".
وشهدت المكاتب الميدانية لـ"إف بي آي" تغييرات كبيرة في القيادات، بعضها عبر ترقيات مخطط لها، والبعض الآخر عبر إنذارات بالاستقالة أو قبول مناصب جديدة.
ووصلت الإجراءات إلى حد طلب إخضاع عملاء لفحوصات كشف الكذب لتحديد مصادر التسريبات الإعلامية، وفقاً لما كشفه عميل سابق استقال احتجاجاً على هذه الممارسات.
تحول جذري في الأولويات الاستراتيجية
قاد باتيل، الذي وصل إلى منصبه كأحد أبرز منتقدي قيادة المكتب السابقة، تحولاً جذرياً في أولويات المكتب، وعمل بشكل وثيق مع المدعية العامة بام بوندي لإعادة فتح تحقيقات مثيرة للجدل، بما في ذلك التحقيق مع مدير المكتب السابق جيمس كومي ومدير السي آي إيه السابق جون برينان في ما يتعلق بملف التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات.
في المقابل، رفع باتيل من مكانة قضايا مثل مكافحة جرائم الشوارع وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية إلى صدارة أولويات المكتب، وهو تحول يتوافق مع أجندة ترامب السياسية.
وقد لعب المكتب دوراً محورياً في سيطرة الحكومة الفيدرالية على شرطة واشنطن، وشارك في اعتقالات لقضايا مثل القيادة تحت تأثير الكحول - وهي جرائم لم تكن تقليدياً ضمن نطاق عمل المكتب.
مستقبل تحت المجهر
يقف باتيل الآن على مفترق طرق حاسم، حيث ستشكل جلسات الاستماع المقبلة في الكونغرس المنصة الأهم له حتى الآن لإقناع الأمريكيين بأن المكتب قادر على تجنب المزيد من الأخطاء في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف السياسي وتتعمق أزمة الثقة في المؤسسات.
كما قال غريغوري براور، المسؤول التنفيذي السابق في المكتب: "نظراً للشكوك التي كان ولا يزال يحملها بعض أعضاء مجلس الشيوخ، من المهم جداً أن يقدم أداءً استثنائياً في جلسات الرقابة هذه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز