ناشطتان بسجون طهران.. انتهاكات تقلق الأمم المتحدة
4 شخصيات بارزة من مفوضي حقوق الإنسان يعبرون عن قلقهم بسبب تدهور أوضاع ناشطتين إيرانيتين في أحد السجون
قلق كبير يساور 4 شخصيات بارزة من مفوضي حقوق للأمم المتحدة، بسبب تدهور الوضع الصحي لناشطتين إيرانيتين مغيبتين في غياهب أحد سجون طهران.
جاء ذلك في بيان نشره كل من ميشيل فوريست، المقرر الخاص بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ودوبرافكا شيمووفيتش، المقررة المعنية بمناهضة العنف ضد النساء، وديفيد كي، المقرر المختص بحرية الفكر والتعبير، ونيلس ميزلر، المقرر الخاص بمكافحة التعذيب والقمع.
واستنكر البيان مت تتعرض له الناشطتان آتنا دائمي البالغة من العمر 29 عاما، وكولرخ ايرايي (37 عاما)، القابعتان بسجن صحراوي جنوب شرق طهران، من انتهاكات بدنية ونفسية، بتهم تزعم طهران أنها تتعلق بـ"الدعاية ضد نظام الملالي"، و"إهانة المرشد".
وذكر البيان الصادر، الثلاثاء، أنه تم نقل الناشطتين في مجال حقوق العمال، إلى سجن "قرتشك" الواقع بصحراء مدينة الري جنوب شرق طهران، والمعروف بكونه من أحد أسوأ سجون البلاد، وذلك بعد أن كانتا رهن الاحتجاز بمعتقل "إيفين" سئ السمعة أيضا شمال العاصمة.
وحذر البيان، بحسب موقع "راديو فردا" المحلي، من خطورة أوضاع نشطاء حقوق الإنسان في إيران، مشيرا إلى محاولات جرت من جانب مفوضين معنيين بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، للتواصل مع مسؤولين إيرانيين، لكنها لم تصل إلى نتيجة في هذا الصدد.
وأكد البيان أن ما تواجهه الناشطتان يعدّ مثالا على ممارسات الاضطهاد والتخويف والسجن بحق الناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، فيما لم تعلق أي جهة رسمية إيرانية على فحوى البيان وذلك حتى الساعة (13.00 تغ).
وقبل أسبوعين، طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج الفوري بدون شروط عن الناشطتين الإيرانيتين، منتقدة ظروف سجنهما التي وصفتها بـ "غير الآدمية"، لغياب وسائل العناية الصحية، وعدم السماح لهما بالخروج من الزنزانة لفترات طويلة.
وقبل شهر، دخلت ايريي في إضراب مفتوح عن الطعام، قبل أن يكسره مسؤولون بالسجن قسرا، بإطعامها عبر الأوردة.
وتقضي ايريي عقوبة بالسجن لمدة 6 سنوات، في حكم صادر بحقها من قبل محكمة إيرانية، بدعوى "إهانة المقدسات والدعاية ضد النظام"، وذلك على خلفية كتابتها قصة لم تنشر عن عقوبة الرجم بالبلاد.
فيما تواجه رفيقتها آتنا دائمي، مزاعم بارتكاب التهم نفسها، إضافة إلى "التآمر ضد الأمن القومي الإيراني"، و"إهانة المرشد"، لتنال عقوبة مغلظة بالسجن لمدة 14 عاما، قبل ـن يستأنف الحكم لتخفيض العقوبة إلى نصف المدة.
يأتي ذلك في وقت تشير فيه العديد من التقارير إلى أن تلك التهم تتعلق بنشاطهما البارز في مجال حقوق الإنسان، وتنديدهما بعقوبة الإعدام، التي وصلت إلى أرقام مفزعة داخل البلاد، وفق منظمات دولية.
وسلطت تقارير حقوقية الضوء سابقا على الأوضاع المفزعة داخل سجن "قرتشك" للنساء بطهران.
وأشارت إلى أنه يعد من أسوأ السجون سمعة في إيران؛ نظرا لوجود وسائل عقاب قمعية، وافتقاده للوسائل الصحية، إلى جانب الأجواء النفسية السيئة المفروضة على السجينات، ووجوده في منطقة صحراوية قاحلة قرب بحيرة ملحية.
ونشرت وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، تقريرا مفصلا عن السجن، واستيعابه عددا كبير من السجينات رغم ضيق مساحته، وكذلك عدم تفكيك السجينات حسب الجرائم مما يتسبب بحدوث الكثير من حالات العنف.
وبحسب التقرير، يضم السجن بقواطعه السبعة، آلاف السجينات، تقطن نحو 300 منهن في كل قاطع، بعضهن برفقة أطفالهن.
وتتعرض السجينات في سجن "قرتشك" إلى جميع أنواع التعذيب، بما في ذلك "الاغتصاب"، كما تتعمد سلطات السجن الإهانة والازدراء والضرب والشتم في أسلوب روتيني للتعامل مع السجينات.
وتعاقب سلطات السجن السجينات المحتجات على ظروف السجن مثل رداءة الطعام أو عدم وجود خدمات صحية، برميهن في زنزانة انفرادية مع سجينة أخرى مضطربة نفسيا، في أسلوب يشكل أحد أساليب التعذيب المعتمدة هناك.
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg
جزيرة ام اند امز