ناشط صوفي قضت إيران بإعدامه: أفضل الموت على الحياة في ظل النظام
محكمة إيرانية تقضي ، اليوم الإثنين، بإعدام محمد رضا ثلاث، الناشط المنتمي لطائفة الصوفيين "الجناباديين"، المناهضة لولاية الفقيه
قضت محكمة إيرانية، اليوم الإثنين، بإعدام محمد رضا ثلاث، الناشط المنتمي لطائفة الصوفيين "الجناباديين"، المناهضة لولاية الفقيه، على خلفية إدانته بـ"دهس" 3 من عناصر الحرس الثوري، بحافلة، خلال الاحتجاجات الدامية المندلعة قبل شهر بالعاصمة طهران.
وذكرت وكالة أنباء "ميزان نيوز" التابعة للسلطة القضائية في إيران، في سرد لتفاصيل الجلسة الثالثة من المحاكمة، أن محمد رضا ثلاث، ظهر في حالة غضب أمام قاضي المحكمة مطالبا بإعدامه فورًا.
وأضاف: "أفضّل الموت على البقاء على قيد الحياة في ظل النظام الإيراني الحالي".
ونقلت الوكالة عن محمدي كشكولي، رئيس محكمة طهران، قوله إنّ المحكمة أصدرت حكمًا بالإعدام بحق ثلاث، عقب إدانته بقتل 3 من قوات الحرس الثوري.
وأضافت أن قوات الحرس الثوري تلك تدخلت إلى جانب عناصر الباسيج (قوات متطوعة تتبع الحرس الثوري)، لفض تظاهرة احتجاجية لطائفة "دراويش جنابادي"، أمام أحد مقرات الشرطة شمال طهران، للمطالبة بالإفراج عن نعمت الله رياحي، أحد قادة الحركة الصوفية.
- مقتل 3 صوفيين برصاص الأمن الإيراني خلال قمع مظاهرة احتجاجية
- خبير لـ"العين الإخبارية": الملالي يضطهد الصوفيين لرفضهم ولاية الفقيه
و يسمح قانون العقوبات الإيراني للمتهم بتقديم اعتراض على الحكم خلال 20 يوما فقط من صدوره.
من جانبها، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن غلام حسين إسماعيلي ، رئيس السلطة القضائية في طهران، قوله إنه "إذا اعترض محامي المدعى عليه على عقوبته في الوقت المحدد، فإن القضية ستذهب إلى المحكمة العليا، وإلا فإنها ستحوّل إلى مكتب المدعي العام".
ووقف الناشط الصوفي صارخا أمام المحكمة: "لا أريد العودة مرة أخرى إلى المجتمع، وأنا من الفقراء، وقد شاركت بالاحتجاجات لحماية زعيمنا الديني الشيخ علي تابنده".
وأضاف: "قوات الشرطة هي من بدأت عملية قمعنا وضربنا بالهراوات".
واعتقلت السلطات الإيرانية، أواخر فبراير/ شباط، نحو 400 من أتباع الطائفة الصوفية، كما فرضت حصارا أمنيا على مقر زعيم الطائفة، الشيخ نور علي تابنده، في منطقة باسداران شمال طهران.
يأتي ذلك في وقت تشير فيه تقارير إلى أن ملابسات تلك الاعتقالات تضمنت استخدام القنابل المسيلة للدموع، والرصاص الحي، إلى جانب زجاجات حارقة، وسط دعم من قوات مكافحة الشغب، وعناصر من فرقة ذوي الملابس المدنية التابعة للباسيج.
وبالتزامن مع تلك الانتهاكات، يتعرض معتقلون آخرون لاعتداءات وحشية من عناصر مليشيا الحرس الثوري بسجن "إيفين" سيئ السمعة بطهران، وسط حالة من القلق والغموض بشأن مصير آخرين، بينهم الناشطة ليلي نايب زده.
فيما كشف نشطاء إيرانيون، عبر مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا، أن الحافلة المستخدمة في حادث الدهس خلال الاحتجاجات، ترجع ملكيتها لشركة تدعى "إيساكو"، الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، وانتقلت من مدينة كرج إلى طهران لاستخدامها في فض تجمع الصوفيين.
وتأتي أزمة هؤلاء "الدراويش" مع نظام الملالي انطلاقًا من حالة التعارض الجوهري مع نظرية ولاية الفقيه، حيث يعتبر كلا من مرشدا النظام الديني سواء الخميني أو خامنئي، طائفة الدراويش التابعة لطريقة "شاه نعمت" أو الذين يعرفون حاليا بـ"الجنابادي"، خطرا على أمنه القومي.
وفي السياق ذاته، حذرت تقارير صادرة مؤخرا عن منظمة الأمم المتحدة، من تدهور الحريات وحقوق الإنسان في إيران، مشيرة إلى ممارسات عنصرية وتمييز ضد الأقليات الدينية والعرقية، إلى جانب ارتفاع نسب الإعدامات لتصل إلى 507 أشخاص في العام الماضي، والتي طالت أعدادا من القاصرين.
وانتقدت آخر التقارير الأممية المعنية بحقوق الإنسان في إيران، سوء أوضاع حقوق الإنسان في مختلف مدن ومحافظات البلاد.
وأشارت إلى ارتفاع معدل الإعدامات والقمع بحق المجتمع المدني، وسط فشل حكومي في تلبية المطالب الشعبية، مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز