مفاجأة "الفيدرالي" للأسواق.. أداء الاقتصاد يوجه برفع الفائدة
قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، إن من المرجح تنفيذ مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة في اجتماعات مقبلة للبنك.
وأضاف أنه لا يستبعد زيادة تكلفة الاقتراض في اجتماع تحديد السياسة المقرر عقده في نهاية يوليو/تموز.
وأردف قائلًا إن هناك أيضا "احتمالًا كبيرًا لحدوث انكماش اقتصادي ولكنها ليست الحالة الأكثر ترجيحا".
وألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى أنَّ صانعي السياسة النقدية يمكن أن يرفعوا أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام للحد من ضغوط الأسعار المستمرة وتهدئة القوة المفاجئة لسوق العمل الأمريكية.
وقال إنَّه لن يستبعد رفع أسعار الفائدة في اجتماعات السياسة المتتالية، مما يشير إلى إمكانية أن يقدم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة عندما يجتمعون في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول، لكنَّه قال إنَّ غالبية زملائه يعتقدون أنَّه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التشديد النقدي لكبح جماح معدل التضخم الذي يصل إلى ضعف هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
التشديد النقدي مستمر
وأضاف باول، في جلسة استضافها البنك المركزي الأوروبي في منتدى في سينترا بالبرتغال، اليوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، "لقد قطعنا شوطا طويلا" فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن التوقف هذا الشهر عن الرفع جاء بهدف استيعاب تأثير دورة رفع الفائدة على الاقتصاد.
وتابع قائلا إن إجراءات السياسة النقدية المستقبلية ستكون مدفوعة بأداء الاقتصاد، مشيرا إلى أن "الشيء الوحيد الذي قررناه هو عدم رفع أسعار الفائدة في اجتماع يونيو/حزيران".
وأضاف "لن أستبعد اتخاذ مثل هذا الإجراء في اجتماعات متعاقبة على الإطلاق"، وقال "من الواضح أن اللجنة تعتقد أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، وأن المزيد من رفع أسعار الفائدة سيكون صائبا على الأرجح" في وقت ما خلال العام.
وموعد الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة بالمركزي الأمريكي لتحديد سعر الفائدة هو 25 و26 يوليو/تموز.
أظهرت التوقُّعات المتوسطة الصادرة في اجتماع هذا الشهر أنَّ مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتوقَّعون ارتفاع سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى هذا العام من النطاق الحالي البالغ 5% إلى 5.25%.
وقال باول إن الوتيرة السريعة لرفع أسعار الفائدة كانت مناسبة عندما كان التضخم مرتفعا بشدة وكان موقف السياسة النقدية غير متوافق معه، ولكن السياسة أصبحت الآن أقرب مما ينبغي لها أن تكون.
وذكر أيضا أن الاقتصاد الأمريكي ظل قويا حتى الآن في مواجهة إجراءات مجلس الاحتياطي الاتحادي، وكان أداء سوق العمل جيدا على نحو مدهش.
وتابع "إنه لأمر إيجابي أننا تمكنا من رفع أسعار الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس مع توقع المضي قدما، وما زلنا نمتلك سوق عمل قوية جدا".
التضخم المستهدف.. ما زال بعيدا
ولم يستبعد رئيس المركزي الأمريكي احتمال أن تؤدي إجراءات البنك، التي تهدف إلى إعادة معدل التضخم إلى اثنين بالمئة، إلى بعض المتاعب الاقتصادية.
وقال باول "الحالة الأقل ترجيحا هي أن نجد طريقنا إلى تحقيق توازن أفضل دون حدوث تراجع حاد حقا".
وأضاف أن الجهود المبذولة لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف ستستغرق وقتا طويلا، و"لا أتوقع أن نعود إلى (معدل) اثنين بالمئة هذا العام أو العام المقبل"، وإنما من المرجح أن يحدث ذلك في عام 2025.