200 ألف موظف فيدرالي مهدد.. إدارة ترامب تخطط لخفض القوى العاملة

تعمل إدارة ترامب على تسريع خططها لخفض القوى العاملة على نطاق واسع في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية، حيث يستعد الموظفون في العديد من الوكالات الفيدرالية لفقدان وظائفهم.
وقع ترامب الثلاثاء الماضي أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تقليص أعداد الموظفين الحكوميين، حيث يوجِّه رؤساء الوزارات والوكالات الفيدرالية إلى إجراء "تخفيضات واسعة النطاق في القوى العاملة".
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "يو اس ايه توداي" ركزت عمليات الفصل الأولية على الموظفين الجدد ممن ليس لديهم القدرة التي يتمتع بها الموظفون الأطول خدمة للطعن في قرارات فصلهم.
وبالإضافة إلى حوالي 75,000 موظف قبلوا تعويضات إنهاء الخدمة التي قدمها الرئيس ترامب والملياردير إيلون ماسك، فإن هذه التخفيضات تصل إلى ما يقرب من 4% من إجمالي القوى العاملة الفيدرالية، التي تضم 2.4 مليون شخص، فيما يتم استهداف حوالي 220,000 "موظف تحت الاختبار".
- «كفاءة» إيلون ماسك تتحول إلى فوضى.. «السلامة النووية في خطر»
- 75 ألفًا وافقوا.. إدارة ترامب تبدأ تسريح الموظفين الاتحاديين
تخبط واضح
بدا التخبط واضحا لدى إدارة ترامب، إذ تقوم بـ"تطهير" الوكالات الفيدرالية عبر فصل آلاف الموظفين.
قبل يومين طلبت الإدارة من بعض موظفي ادارة الأمن النووي الوطني الذين كانوا جزءًا من عمليات التسريح الواسعة التي جرت الأسبوع الماضي عبر الحكومة الفيدرالية، العودة للعمل. وقالت تقارير إنه عندما تم إرسال رسائل الفصل إلى الموظفين في الحكومة الفيدرالية الأسبوع الماضي، تأثرت إدارة مسؤولة عن جاهزية الترسانة النووية الأمريكية.
أمس، قالت قناة "ان بي سي نيوز" في تقرير إنه تم إبلاغ موظفي وزارة النقل الحاصلين على تقييمات "استثنائية" بأنه تم فصلهم بسبب "مشكلات في الأداء".
القوة العاملة الفيدرالية
تنتشر القوة العاملة الفيدرالية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يعمل 80% منهم خارج منطقة العاصمة واشنطن. وتشمل الولايات التي تضم عدد كبير من الموظفين الفيدراليين كاليفورنيا، وتكساس، وفلوريدا، وجورجيا، وبنسلفانيا، وألاسكا، ونيو مكسيكو، وأوكلاهوما وأوريغون.
وطالت عمليات الفصل لموظفين تحت الاختبار، وزارة التعليم، وإدارة الخدمات العامة، ومكتب إدارة شؤون الموظفين، وإدارة الأعمال الصغيرة، وخدمة الغابات الأمريكية، وشؤون المحاربين القدامى، وإدارة الأمن النووي الوطني، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ووفقًا لموقع بوليتيكو ستقوم "خدمة الغابات الأمريكية" بفصل ما يقرب من 3,400 موظف فيدرالي، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأمريكية، وفقًا لرويترز عن فصل ما يصل إلى 2,300 موظف تحت الاختبار.
تعد هذه هي أحدث مساعي إدارة ترامب لتقليص الوكالات الفيدرالية والقوة العاملة، بعد توقف العمل في مكتب حماية المستهلك المالي وتفكيك وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية.
رد فعل غاضب
لاقى القرار رد فعل سريع من النقابات، ليرفع "الاتحاد الوطني للموظفين الفيدراليين"، الذي يضم 110,000 عضو، دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب عمليات الفصل الجماعي وعرض الاستقالة.
انتقد أيضا اتحاد آخر يضم 800,000 موظف فيدرالي، وهو "الاتحاد الأمريكي للموظفين الحكوميين" البيت الأبيض، وقال رئيسه، إيفرت كيلي، في بيان إن إدارة ترامب "استغلت فترة التجربة لإجراء حملة فصل جماعي مدفوعة سياسيًا.. فعمليات الفصل تلك لا تتعلق بالأداء الضعيف إذ لا يوجد دليل على أن الموظفين كانوا شيئًا سوى خادمين مخلصين للجمهور. لكنها تتعلق بالسلطة.. تتعلق بتدمير الحكومة الفيدرالية، وإسكات العمال، وإجبار الوكالات على الخضوع لأجندة راديكالية تعطي الأولوية للمحسوبية على الكفاءة."
انتقد أيضا المشرعون الديمقراطيون إدارة ترامب بسبب عمليات الفصل الجماعية. وقال السيناتور جون أوسوف من ولاية جورجيا في انتقاده فصل أكثر من 1,000 موظف في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إن "عملية الفصل العشوائية وغير المبررة لأكثر من 1,000 من موظفي CDC في يوم واحد من قبل الرئيس ترامب تترك الأمريكيين عرضة للأمراض، وتدمر مسارات مهنية ومعيشية لأكثر الأطباء والعلماء موهبة في العالم، وكثير منهم هنا في جورجيا".
فصلت أيضا إدارة شؤون المحاربين القدامى (VA)، التي توظف 21% من القوى العاملة الفيدرالية، أكثر من 1,000 موظف فيدرالي يوم الجمعة.
وقال وزير شؤون المحاربين القدامى، دوج كولينز، إن هذا الإجراء سيوفر للوكالة 98 مليون دولار، ويشكل المحاربون القدامى حوالي 30% من إجمالي القوى العاملة الفيدرالية البالغ عددها 2.3 مليون موظف.
وفي ولاية ماريلاند، نظم السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين قبل أيام تجمعًا أمام إدارة شؤون المحاربين القدامى مع ممثلي النقابات، احتجاجًا على عمليات الفصل الوشيكة للموظفين الفيدراليين.
وقال "هدفهم الحقيقي في النهاية هو إغلاق خدمات مهمة جدًا للشعب الأمريكي، واستخدام الأموال التي يتم توفيرها من خلال حرمان الأمريكيين العاملين من هذه الخدمات لتقديم تخفيضات ضريبية للأثرياء جدًا، مثل إيلون ماسك وآخرين كانوا يقفون خلف الرئيس ترامب يوم التنصيب. عندما تحدث عن ’العصر الذهبي، كان يقصد منح المزيد من الأموال لإيلون ماسك وعمالقة التكنولوجيا".
aXA6IDMuMTM5LjIzMy4xMzQg جزيرة ام اند امز