متلازمة البطة العائمة.. لماذا يصاب بها الكثير من الموظفين؟
في ظاهرة غير مرتبطة فعليًّا بالبط، كشف باحثون عن حالة يُطلَق عليها اسم “متلازمة البطة العائمة”، وتتمثّل في إبراز النجاحات الظاهرة والتكتّم على الجهد الكامن خلفها.
يستلهم العلماء هذه التسمية من منظر البطة وهي تسبح بهدوء على سطح الماء، بينما تتحرّك قدماها بسرعة تحت السطح.
ويشير الباحثون في دراسة حديثة إلى أنّ الكثيرين في بيئات العمل والدراسة يميلون إلى تحمّل أعباء زائدة وطموحات عديدة دون مقابل عادل، وهو ما يترتّب عليه توتّر مستمر وإجهاد بدني ونفسي قد يقود إلى مشكلات صحية.
الهدوء الظاهري يسبب التوتّر
يوضح فريق الدراسة أنّ هذا “الهدوء الظاهري” يُفضي إلى سوء تقدير للجهد المطلوب. فيرى الآخرون أنّ الشخص الذي يحقّق نجاحاته بسهولة هو نموذج يمكن الاقتداء به، دون معرفة الحجم الحقيقي لما يبذله في الخفاء. وعند محاولة تقليد هذه الصورة “السلسة”، يقع الأفراد في فخ المبالغة في عدد المسؤوليات وتوزيع الجهد على مجالات عديدة، ما يخفض معدّل النجاح النهائي ويزيد من الضغوط النفسية.
واستعان الباحثون بنموذج رياضي تناول تفاعل المتعلّمين في بيئة دراسية لا يعرفون فيها بالضبط مقدار الجهد المطلوب لتحقيق مرادهم. وتبيّن أنّهم حين يشاهدون أشخاصًا يبدون وكأنهم يحقّقون أهدافهم بسهولة، فإنهم يعمدون إلى بذل جهود كبرى على امتداد مسارات متعددة، ما يقلّل من احتمال نجاحهم في كل مسار على حدة.
مخاطر الاستهانة بالجهد
بحسب عالم الأحياء التطوّري إيرول أكشاي من جامعة بنسلفانيا، تتجلّى تبعات هذه الظاهرة في شتّى مناحي الحياة، من الدراسة والعمل إلى شؤون الأسرة والترفيه، حيث يُولّد الانخراط في أنشطة كثيرة تراجعًا في مستوى الإنجاز وتزايدًا في التوتّر. ويضيف أكشاي أنّ وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات المؤسسية تساهم في تضخيم الصورة المثالية للنجاح، من دون إظهار الفشل أو الجهد المبذول.
ولمواجهة هذه المشكلة، يوصي الباحثون بتبنّي ثقافة أكثر شفافية في التعبير عن الجهد، وعدم إخفاء التفاصيل وراء النجاحات. فحين يدرك الناس الحجم الحقيقي للعمل المبذول، يصبح توزيع الطاقات أكثر واقعية، وتتراجع معدّلات الإرهاق النفسي والجسدي.
aXA6IDEzLjU4LjIyNC40MCA= جزيرة ام اند امز