"ماتريوشكا".. كتاب يبحر في عالم أنثوي متعدد الطبقات
"ماتريوشكا" هي دمية روسية شهيرة بيضاوية الشكل تحمل ملامح وشكل المرأة لكنها تضم بداخلها عدة دمى متدرجة الحجم.
اختارت الكاتبة المصرية سلمى أنور اسم "ماتريوشكا.. نساء من داخل نساء" عنوانًا لكتابها الجديد لوصف عالم المرأة المتداخل والمتعدد الطبقات.
و"ماتريوشكا" هي دمية روسية شهيرة بيضاوية الشكل تحمل ملامح وشكل المرأة، لكنها تضم بداخلها عدة دمى متدرجة الحجم بحيث تحوي الأكبر الأصغر منها وصولًا إلى أصغر دمية في المجموعة.
وعبر 154 صفحة تصحبنا الكاتبة في رحلة مفعمة بالتفاصيل الواقعية الدقيقة لعالم ثري تراه الكاتبة بعين الأنثى في مختلف مراحل عمرها.
ومنذ الوهلة الأولى يُرسخ الكتاب فكرة "ماتريوشكا"، فالإهداء مُوجه إلى زينب، ابنة الكاتبة الوحيدة التي تخاطبها "زينبي".. فابنتها تنتمي لها مثلما تنتمي هي نفسها لأمها وأمها لجدتها.
الكتاب صادر عن دار دلتا للنشر، وهو خامس أعمال سلمى أنور الأدبية، إذ صدر لها من قبل رواية "نابروجادا"، وكتاب "الله.. الوطن.. أما نشوف"، وكتاب "الصعيد في بوح نسائه" وديوان شعر "سأعيد طروادة إلى أهلها ثم أحبك".
وينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين، الأول "ماتريوشكات العائلة وأنا" ويهيمن عليه السرد الذاتي، وفيه تستهل الكاتبة كلامها بعبارة "طالما هُيِّئَ لي أن عائلتي مكونة من نساء فحسب!"، وتقول: "كنت دائمًا محاطة بالنساء وأكثر حكاياتي بطلاتها نساء".
وتسرد سلمى في هذا القسم 17 قصة متنوعة عبارة عن لمحات من حياتها منذ طفولتها المبكرة وحتى أصبحت امرأة في منتصف الثلاثينيات، وكأنما تفتح لنا عالم ذكرياتها وترافقنا فيه وقد أمسكت بيدها مصباحًا تسلط ضوءه على مواقف وذكريات تركت فيها أثرًا.
وتتطرق إلى علاقتها بوالدتها وعلاقتها بجدتيها، وتذكر بعضًا من حكايات كن يقصصنها.
وتُركز الكاتبة في روايتها للأحداث على جوانب إنسانية وتفاصيل دقيقة، فتمس حكاياتها الذاتية وترًا في نفس من يقرأ وعاصر هذه الوقائع.
وتقف الراوية شاهدة على أحداث في مرحلة المراهقة، كما تتحدث عن التحاقها بفريق التمثيل المسرحي أثناء دراستها الثانوية وعن مُدرس اللغة العربية المسؤول عن ضبط الأداء اللغوي للفريق.
وبعد التخرج من الجامعة وسفرها لاستكمال دراستها في الخارج، تقص سلمى كيف كان يغلبها الحنين إلى الوطن وإلى الأم، فتتصل بها من هاتف عمومي لسماع صوتها فقط، إذ لم تكن تملك نقودًا تمكنها من إجراء المكالمة سماعًا وتحدثًا.
وتنتقل الكاتبة إلى التجربة الأهم في حياة أي امرأة "الأمومة"، وتتحدث بحس إنساني متميز كيف أنها رأت بعين الأم صورتين لم تكن لتراهما بنفس الطريقة لو لم تنجب.
أما القسم الثاني فعنوانه "ماتريوشكات من هنا ماتريوشكات من هناك"، وفيه تتحدث من خلال 17 قصة أيضًا عن نساء من خارج عائلتها، من مصر وخارجها، نساء طيبات وأخريات يمتلئن شرًا، ولكل منهن قصة حجزت لها مكانًا في التاريخ الإنساني.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز