بوشكاش.. المجد بعد الـ30
تقرير يستعرض نجاح الأسطورة المجرية فيرينك بوشكاش في صناعة تاريخ كبير مع ريال مدريد وذلك بمناسبة ذكرى عيد ميلاده.
تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد أحد أهم اللاعبين في تاريخ ريال مدريد الإسباني، وهو المهاجم المجري فيرينك بوشكاش الذي ولد 2 أبريل/نيسان 1927، في العاصمة المجرية "بودابست" لعائلة تنحدر من أصول ألمانية.
قصة حياة بوشكاش الكروية تعد مثيرة في تفاصيلها، وهو ما تستعرضه "العين الرياضية" في التقرير التالي.
مسيرة مجرية تنتهي بالإيقاف
بوشكاش، الذي يعد والده لاعب كرة وهو فيرينك بوشكاش سنيور، بدأ مسيرته الحقيقية بكرة القدم عام 1943 بنادي كيبسيت المجري الذي تحول اسمه إلى بودابست هونفيد منذ عام 1949 بعد استحواذ الجيش المجري عليه.
مع بودابست هونفيد، استطاع بوشكاش المساهمة في فوز النادي بخمسة ألقاب للدوري المجري، من أصل 14 بطولة حققها الفريق على مدار تاريخ مشاركاته بالمسابقة.
عام 1956، شارك بوشكاش مع بودابست هونفيد في مباراة بذهاب الدور الأول من دوري أبطال أوروبا بشكله القديم ضد أتلتيك بلباو، حيث انتهت المواجهة التي أقيمت في إسبانيا بخسارة الفريق المجري بنتيجة 2-3.
في هذه الأثناء، وقعت أحداث الثورة المجرية، ورفض العديد من لاعبي بودابست هونفيد ومن بينهم بوشكاش العودة للمجر، ليتقرر إقامة لقاء العودة ضد بلباو في بلجيكا بدلا من المجر، وانتهى اللقاء بالتعادل 3-3، ليخرج هونفيد مبكرا من اللقاء.
واصل بوشكاش تمسكه بعدم العودة مع بودابست هونفيد للمجر، ليقرر لعب عدة مباريات غير رسمية رفقة إسبانيول الإسباني، وخلال تلك الفترة، حاول كل من ميلان ويوفنتوس الإيطاليين الحصول على توقيع اللاعب، قبل أن يستقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على إيقافه لمدة عامين بسبب الإخلال بعلاقته التعاقدية مع النادي المجري.
بعد نهاية فترة الإيقاف عام 1958، عاد بوشكاش على طاولة عدة أندية إيطالية كبيرة، لكن كان هناك قلق بشأن عمره ووزنه، حتى إن مانشستر يونايتد بحث ضمه، غير أنه سرعان ما تلاشى الأمر، بسبب لوائح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم فيما يخص ضم اللاعبين الأجانب التي من أبرزها إجادة اللاعب اللغة الإنجليزية، وهو ما لم يكن متوفرا في بوشكاش.
المجد الملكي
ورغم رفض أندية أوروبا الكبرى لبوشكاش، لكن مسؤولي ريال مدريد آمنوا بقدراته وموهبته وقرروا ضمه في 1 يوليو/تموز 1958، ليبدأ في عمر الـ31 عاما مسيرة رائعة من التألق بقميص الفريق الملكي.
استطاع بوشكاش مع ريال مدريد الفوز بخمسة ألقاب متتالية للدوري الإسباني خلال الفترة من 1961 إلى 1965، فضلا عن 3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا بين 1959 و1966، إلى جانب لقب لكأس ملك إسبانيا عام 1962 وكأس الإنتركونتينتال في 1960.
وعلى مستوى الدوري الإسباني، لعب بوشكاش 180 مباراة سجل خلالها 156 هدفا، كما فاز بلقب هداف المسابقة في 4 مناسبات بأعوام 1960 و1961 و1963 و1964، كما أنه استطاع إحراز 36 هدفا في 41 مواجهة بقميص الفريق الملكي في دوري أبطال أوروبا.
دفع تألق بوشكاش الكبير مع ريال مدريد اللاعب لتغيير منتخبه وتمثيل إسبانيا في كأس العالم 1962، وذلك بعد حصوله على جنسية البلاد، حيث لعب مع "لاروخا" 4 مباريات بالمسابقة، علما بأنه كان أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي لمنتخب المجر في مونديال 1954 الذي وصل لنهائي المسابقة وخسره بغرابة شديدة ضد ألمانيا الغربية بنتيجة 2-3.
عام 1966 قرر بوشكاش اعتزال لعب الكرة بشكل نهائي، ليتجه لمجال التدريب ويتولى مسؤولية العديد من الفرق والمنتخبات في مناطق متفرقة حول العالم أبرزها في المنطقة العربية، منتخب السعودية بين 1976 و1977 والنادي المصري البورسعيدي بين 1979 و1982.
ويعد منتخب المجر آخر فريق تولى بوشكاش تدريبه عام 1993، ليعتزل بعدها التدريب وأي علاقة له بكرة القدم، قبل أن يصاب في عام 2000 بمرض "ألزهايمر"، ليظل يصارعه حتى وافته المنية يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 عن عمر يناهز 79.
الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في عام 2009، كرم الراحل بوشكاش بتخصيص جائزة تحمل اسمه، تقدم لأفضل هدف يسجل في العام، وذلك خلال حفل جوائزه السنوي الذي يقام للإعلان عن الفائزين بجوائز الأفضل.