العالم يرحب.. تمديد فرماجو ينكسر على جدار الرفض
وُئدت إلى غير رجعة محاولة الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، التمديد للبقاء في السلطة، وسط ترحيب دولي بالخطوة.
رفض المعارضة القوي والضغط الشعبي في الداخل، ووقوف المجتمع الدولي والدول الإقليمية في وجه فرماجو، أجهض الطموح الذي ارتقى الرئيس الصومالي المنتهية ولايته، سلم البرلمان للوصول إليه.
فقرر البرلمان الصومالي، أمس السبت، إلغاء قرار التمديد لفرماجو عامين جديدين، بعدما انقضت ولايته الدستورية في ٨ فبراير/شباط الماضي، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا دوليا واسعا، وتأييدا محليا مشوبا بالحذر.
الترحيب جاء من عدة دول بينها الولايات المتحدة، وبريطانيا، ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقوى داخلية معارضة.
ترحيب وتأييد
وغرد جيمس كليفري وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تويتر، مرحبا بموافقة البرلمان الصومالي على العودة إلى المحادثات بشأن العملية الانتخابية، في إشارة إلى تراجع فرماجو عن التمديد.
وقال كليفري في ذات التغريدة: "لاحظت بريطانيا الخطوات التي اتخذها القادة الصوماليون هذا الأسبوع، ونحثهم على العودة إلى الحوار على أساس اتفاق 17 سبتمبر وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن"
من جانبها رحبت الولايات المتحدة بقرار البرلمان الصومالي، ورضوخ فرماجو للعودة إلى اتفاقية 17 سبتمبر 2020 الانتخابية.
وأشد بيان مقتضب للخارجية الأمريكية اطلعت "العين الإخبارية": "بإعلان فرماجو أن رئيس الوزراء روبلي سيقود جهود الحكومة الفيدرالية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية والإشراف على تنفيذ العملية الانتخابية، بما في ذلك الترتيبات الأمنية".
ودعت واشنطن أطراف الاتفاقية إلى الاجتماع على الفور دون شروط مسبقة لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الانتخابية والبدء في التنفيذ بطريقة تعاونية وشفافة.
وأبدت واشنطن بحسب البيان استعدادها لدعم إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
بدوره رحب مكتب الأمم المتحدة بالصومال بقرار البرلمان الصومالي التراجع عن التمديد، والعودة الى اتفاق ١٧ سبتمبر، ودعت المنظمة الدولية القادة الصوماليين إلى العودة للحوار والتحضير للانتخابات دون تأخير.
ورحب الاتحاد الأوروبي بقرار إلغاء التمديدة لفرماجو، وقال مبعوث التكتل في الصومال نيكولاس بيرلينغا في تغريدة على تويتر: " الآن، لا شروط مسبقة، لا إفساد، لا عنف، يجب أن يعتمد رئيس الوزراء روبل على الدعم البناء من جميع رؤساء الولايات وغيرهم من الفاعلين السياسيين لعملية يقودها الصوماليون".
حذر من المراوغة
داخليا كان الترحيب حذرا فأجمعت قيادات اتحاد مرشحي الرئاسة في بيانات منفصلة على التأكيد على أخذ الحيطة من ألاعيب فرماجو.
وأشار بيان مرشحي الرئاسة إلى أنه من الممكن أن يلعب فرماجو مراوغة سياسية جديدة، مشددين على ضرورة تسليم الرئيس المنتهية ولايته كافة السلطات الى رئيس الوزراء بما فيها قيادة الأمن العام، وليس الانتخابات أو أمنها فقط.
وذهبت ولاية جوبلاند إلى تحذير مماثل، حيث شككت في تصريح صحفي على لسان وزير الإعلام بأن خطوة فرماجو مجزأة؛ وليست كاملة لتجاوز المأزق السياسي القائم؛ والمتعلق حتى الآن بقرار تكليف رئيس الوزراء قيادة مسار الانتخابات أمنيًا وسياسيا.
وأمس السبت أعلن الرئيس الصومالي المنتهية ولايته تراجعه عن قرار التمديد لولايته لمدة عامين، وطالب البرلمان رسميا بإلغاء قرار التمديد للرئاسة والبرلمان الذي أقره الشهر الماضي.
تراجع فرماجو جاء في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب الصومالي تابعته "العين الإخبارية"؛ حيث قال: "أطلب من النواب التراجع عن قرار التمديد في ١٢ من شهر أبريل، وأطلب العودة إلى اتفاق ١٧ سبتمبر/أيلول الانتخابي".
ويأتي تراجع فرماجو بعد ضغوط دولية ومحلية رفضا للتمديد الذي وافق عليه البرلمان في شهر أبريل/نيسان الماضي.
وشهدت العاصمة مقديشو، إثر قرار التمديد، اشتباكات بين قوات موالية ومعارضة للتمديد لفرماجو، الذي تفاقمت إثره الأزمة بالصومال واتسع نطاق القتال ليشمل مناطق مختلفة من البلاد، وانشقاق وحدات من القوات الموالية للرئيس وانضمامها للمعارضة.
ونجحت قوات المعارضة في السيطرة على المناطق التي وقعت بها الاشتباكات، ما يعكس هزيمة عسكرية مدوية وفق مراقبين ستترجم ورقة سياسية قوية في يد المعارضة بعد قرار العودة للمفاوضات.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز