ولي العهد السعودي يكرم اسم شاب باكستاني قدم عملا بطوليا في جدة
فرمان علي خان بقّال باكستاني يقدم على عمل بطولي عام ٢٠٠٩ بعد اجتياح السيول جدة وينقذ ١٤ مواطنا، قبل أن يُتوفى غريقا بعد عمل نبيل.
هناك من يتخذ من الإنسانية رابطه الوحيد بينه وبين بني البشر، ليضرب أمثلة في الشجاعة والتضحية نادرا ما تقدم، ومثل هؤلاء لا يمنعهم اختلاف الدين أو العرق أو الجنسية عن بذل كل ما يستطيعون لتقديم المساعدة وتلبية صرخات النجدة في سبيل إنقاذ أرواح بريئة نادت طالبة استغاثة ووصل صدى ندائها إلى مسامعهم.
ومن أولئك الجنود المجهولين الباكستاني فرمان علي خان، الذي ذهب ضحية لسيول جدة في المملكة العربية السعودية قبل 10 أعوام، وهو ابن إحدى القرى الباكستانية، وينتمي إلى عائلة بسيطة تتكون من 5 أولاد و5 بنات وأب طاعن في السن اسمه عمر خان.
عمل فرمان في بقالة "الشفاء" لسنوات عدة، وسط حي الحرازات حتى عام 2009، حيث اجتاحت سيول عنيفة محافظة جدة، هب خلالها "فرمان" لإنقاذ أشخاص علقوا في السيول التي جرفت أفراداً ومنازل وسيارات، وتسببت في وفاة ما يزيد على 110 أشخاص.
وما إن سمع فرمان عن السيول حتى انطلق لمساعدة العالقين وتخليصهم، ونجح في تحرير عدد من العمال العالقين أولاً، ثم تعالت أصوات الاستنجاد لأشخاص حوصروا داخل سيارة، فقام بعمل بطولي لإنقاذهم في مشهد أشبه بما يراه البعض في الأفلام، حيث ربط السيارة بحبل إلى أحد الجدران الخرسانية وأخرجهم منها واحدا تلو الآخر، منقذا 14 شخصا منها.
حاول بعدها أن يلتقط أنفاسه عقب إنقاذهم، لكن سماعه لصيحات بعض ممن جرفتهم السيول منعه من الراحة، ليهب مجددا لإنقاذهم، إلا أنه توفي غريقا.
وتخليدا لعمله البطولي، وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإنشاء مركز صحي باسم فرمان علي خان في إقليم خيبر بختونخواه الباكستاني، وهو الإقليم الذي نشأ وترعرع فيه فرمان.
كما استضافت المملكة أسرته لأداء فريضة الحج وقدمت إلى شقيقه منحة دراسية وبنت مسجدا في مسقط رأسه، كل ذلك تكريما لعمله الإنساني وتخليدا لذكرى بطل قدم روحه فداء لعمل الخير.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز