أعلى الدول العربية في معدلات الإنجاب.. السودان وفلسطين ومصر
تعتبر معدلات الخصوبة أو الإنجاب أحد العوامل المؤثرة على اقتصادات العالم بطرق متعددة، لكن هذا التأثير يتغير بالإيجاب أو السلب حسب إمكانيات استغلال الطاقات البشرية في كل دولة.
تؤدي معدلات الخصوبة المرتفعة إلى زيادة أعداد المواليد، ما يوفر عددًا أكبر من القوى العاملة مستقبلًا، وهو ما يمكن أن يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، خاصةً في البلدان النامية التي تحتاج إلى طاقات شبابية لتحقيق التنمية.
على الجانب الآخر، معدلات الخصوبة المنخفضة قد تؤدي إلى تقلص القوى العاملة، ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد، كما يحدث في بعض الدول المتقدمة التي تعاني من شيخوخة السكان.
كما أن عدد السكان الكبير مع توزيع عمري شاب يمكن أن يزيد من مستويات الابتكار وريادة الأعمال، ويشجع على الإبداع والتنوع الاقتصادي. بينما في المجتمعات التي تعاني من معدلات خصوبة منخفضة، قد يتباطأ الابتكار وتقل نسبة الشباب الذين يُعدون عادةً المحرك الأساسي للتغيرات الاقتصادية.
في المقابل، يمكن لارتفاع معدلات الخصوبة أن يزيد من الطلب على الموارد الطبيعية كالمياه والأراضي، ما قد يؤدي إلى تحديات بيئية واقتصادية.
- الصين تتراجع عن تحديد النسل لدواعٍ اقتصادية.. الإنجاب مشروع قومي!
- مصر تسجل انخفاضا تاريخيا في معدل الإنجاب
ما هي أعلى الدول العربية في معدلات الخصوبة؟
يعتبر السودان هو أعلى الدول العربية من حيث معدل الخصوبة، ويترتب في المركز الـ15 عالميا، حيث بلغت نسبة الإنجاب المتوقعة للعام الجاري نحو 4.47 طفل لكل سيدة، بحسب إحصاءات الـCIA.
وتحتل فلسطين المركز الثاني بين العرب، إذ يبلغ المعدل في الضفة الغربية 3.49 طفل لكل سيدة، و3.26 طفل لكل سيدة في قطاع غزة.
أما مصر، وهي أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان بما يناهز 107 مليون نسمة، فتحتل المركز الـ63 عالميا، بمتوسط 2.65 طفل لكل سيدة.
عالميا تتصدر دولة النيجر معدلات الإنجاب عالميا بنسبة 6.64 طفل لكل سيدة هذا العام.
الدول المتقدمة ومعدل الخصوبة
في المقابل، تنخفض بشكل عام معدلات الخصوبة في الدول المتقدمة وسط انتشار ثقافة إنجاب طفل واحد في ظل الضغوط الاقتصادية وظروف العمل. لكن يهدد انخفاض معدلات الإنجاب اقتصادات هذه الدول بسبب ارتفاع معدلات الشيخوخة بين السكان ما يرفع كلفة العمالة، والمعاشات والعلاج وغيرهم.
وتعتبر تايوان هي أقل مناطق العالم انخفاضا في معدل الخصوبة بـ1.11 طفل في المتوسط لكل سيدة، اليابان أيضا تعاني من شيخوخة السكان ويبلغ معدل الخصوبة فيها 1.4 طفل في المتوسط لكل سيدة، وهو وضع مشابه لألمانيا التي يبلغ معدل الخصوبة فيها 1.58 طفل لكل سيدة.
الولايات المتحدة تعد من الدول المتوسطة في معدل الإنجاب، إذ يبلغ 1.84 طفل لكل سيدة.
تجربة الصين
قبل 45 عاما من الآن، وتحديدا في عام 1979 أقرت الصين سياسة الطفل الواحد بهدف الحد من النمو السكاني، وبموجب هذه السياسة تم فرض عقوبات على المخالفين شملت دفع غرامات والطرد من الوظيفة أو مواجهة الإجهاض الإجباري أو الإخصاء.
واستفادت الصين لسنوات من الأرباح الديموغرافية التي تمثلت في عدد سكان هائل، إذ تمثل نحو خُمس عدد سكان العالم، لتشكّل مصدراً كبيراً للقوى العاملة - وأعداداً معقولة من صغار السن والمسنين- التي غذت النمو الاقتصادي المتسارع.
لكن في العام 2016، تراجعت بكين عن قرارها وألغت سياسة الطفل الواحد وسمحت بإنجاب 3 أطفال للسيدة الواحدة، بهدف إبطاء وتيرة الشيخوخة في المجتمع، لكن القرار لم يفلح في تحقيق هدفه إلى حد كبير. ويبلغ معدل الخصوبة في الصين حاليا 1.55 طفل لكل سيدة.
وبشكل عام، يعتمد تأثير معدلات الخصوبة على الاقتصاد على التوازن بين عدد السكان وقدرة الدولة على توفير المقومات الأساسية ومنها التعليم، والصحة، والوظائف، وكيفية توجيه الطاقات الشابة نحو الإنتاجية المستدامة.