جنين في منطقة الصدر بمومياء حامل.. مؤرخ مصري يقترح حلا لفك اللغز (خاص)
قدم مؤرخ مصري تفسيرا لسبب العثور على بقايا جنين، عثر عليه في منطقة الصدر بمومياء توفيت أثناء ولادته.
وكانت المومياء الموجودة بالولايات المتحدة، قد تم تشخيص سبب وفاتها منذ سنوات عديدة بأنها توفيت في أثناء ولادة جنين عثر عليه بين الساقين، غير أن دراسة حديثة على نفس المومياء نشرت في دورية "المجلة الدولية لعلم آثار العظام"، وأجرتها فرانسين مارجوليس، وهي عالمة آثار مستقلة مقيمة في الولايات المتحدة، اكتشفت أنها كانت حاملا في توأم، وأن جنينا آخر، وضعه المحنطون بمنطقة صدر المومياء.
ويقول بسام الشماع، المؤرخ، وكاتب علم المصريات الشهير: "لا توجد أي غرابة في وضع الجنين الأول بين ساقي الفتاة، فهذا هو المكان الطبيعي الذي كان سيخرج منه، وبالتالي وفقا للطقوس المصرية القديمة فإن عملية الولادة التي لم تتم في الدنيا، ستُجرى في العالم الآخر".
ويستطرد: "أما الجنين الثاني، فقد وضعه المحنطون في منطقة الصدر بجوار القلب، لأنه وفقا للنصوص المصرية القديمة، فإن الأم هي التي تمنح القلب لطفلها، هذا فضلا عن أن القلب له أهمية في مصر القديمة، فهو الذي سيشهد على المتوفى في الحياة الأخرى، وليس اللسان، ويوجد نص مصري قديم يتحدث عن ذلك يقول (أرجوك يا قلبي لا تشهد ضدي)".
وخضعت هذه المومياء للعديد من الأبحاث، فعندما قام علماء الآثار بالتنقيب عنها وفك تغليفها في عام 1908، اكتشفوا جثة جنين ملفوفة بالضمادات وبقايا مشيمة مثبتة بين ساقي الفتاة".
وكشفت الملاحظات الميدانية في ذلك الوقت أن الجنين كان مرتبطًا بالأنثى المحنطة، وهي فتاة يتراوح عمرها بين 14 و17 عاما عاشت في مصر القديمة في وقت ما بين أواخر الأسرات (من حوالي 712 إلى 332 قبل الميلاد)، وقام الباحثون بشق بطن الأم، ووجدوا جمجمة الجنين عالقة في قناة الولادة، مما يشير إلى أن الفتاة ماتت بسبب مضاعفات أثناء الولادة.
ولم يكتشف الباحثون جنينا ثانيا إلا بعد قرن من الزمان، ولكن هذه المرة استقر بشكل غامض في صدر الفتاة.
وتقول مارجوليس في تصريحات لموقع "لاييف ساينس"، إن الفتاة توفيت أثناء المخاض بعد أن انحصر رأس الجنين الأول في قناة الولادة.
ووفقاً للدراسة، فإن رأس الجنين الذي يخرج من الرحم أثناء الولادة عادة ما يكون مطوياً إلى صدره لتمكين المرور عبر الحوض، ويعتقد الباحثون أنه في هذه الحالة، كان رأس الجنين غير مطوي في وضع كان واسعا جدا بحيث لا يمكن عبوره وأصبح عالقًا.
أظهرت نتائج تحليل عام 2019 أن طول الأم يبلغ نحو 5 أقدام (1.52 متر) ويتراوح وزنها بين 100 و120 رطلاً (45 إلى 55 كيلوغرامًا).
وأشار الباحثون في الدراسة الجديدة إلى أن صغر حجمها وصغر سنها ربما أسهما في فشلها في ولادة التوأم.