مسيرات تراوغ التشويش.. سباق على الألياف الضوئية في أوكرانيا

حركت الحرب الأوكرانية سباقا لتطوير المسيرات العسكرية، لم يتوقف رغم تطوير آليات مضادة، حتى وصلنا إلى مسيرات تراوغ التشويش.

وحتى الآن، لم تشهد ساحة المعارك تطبيقا منهجيا للمسيرات التي تعمل بالألياف الضوئية والذكاء الاصطناعي، لكن بمجرد انتشارها على نطاق واسع، فإنها ستغير القتال لأنه من الصعب التغلب عليها، حسبما ذكرت وحدة المسيرات الخاصة في أوكرانيا (تايفون).

ورغم أن الحكم على هذه المسيرات التي تقاوم التشويش، لا يزال الأمر مبكرًا، إلا أنها يمكن أن تغير قواعد اللعبة، على حد قول موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.

وكانت المركبات غير المأهولة والتي تعتمد غالبيتها على الترددات الراديوية للحفاظ على الاتصال مع مشغليها، سمة مميزة لحرب أوكرانيا في الأعوام الماضية.

ولمقاومة هذا السلاح، استخدمت كييف وموسكو قدرات الحرب الإلكترونية القادرة على التشويش على المسيرات والسيطرة عليها من المشغلين الذين أصبحوا بحاجة للالتفاف على آليات التشويش.

أول استخدام

وفي الربيع الماضي، وثقت أوكرانيا لأول مرة استخدام الروس للمسيرات التي تعمل بالألياف الضوئية والتي أصبحت أكثر استخداما في الخريف الماضي.

ويتم توجيه هذه الأنظمة بواسطة كابل صلب مشابه لصاروخ" TOW" المضاد للدبابات المصنوع في الولايات المتحدة، حيث يحافظ الكابل على اتصال بين المشغل والمسيرة مما يضمن عدم تشويش نظام التحكم.

في ذلك الوقت، لم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه المسيرات سيتم اعتمادها على نطاق واسع باعتبارها التطور الجديد لحرب المسيرات، لكن الأكيد أن التجربة بدت واعدة.

ووفقا لتقييم الخبراء، فإن هذه المسيرات قد يكون لها تطبيقات مفيدة في بعض البيئات والمواقف، لكنها قد لا تكون حلاً شاملاً، فمن الممكن أن تتعطل الكابلات أو تنقطع.

ومع ذلك، فإن تطور الحرب أثبت أن روسيا وأوكرانيا تواصلان طرح حلول جديدة.

تطبيق منهجي؟ 

وحتى الآن، لا ترى وحدة المسيرات الأوكرانية الخاصة (تايفون) تطبيقًا منهجيًا لهذه المسيرات الجديدة في ساحة الحرب يتخطى الاستخدام الفردي أو العارض، إلا أنها تعد تكيفا جديدا للحرب الإلكترونية.

وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسادر"، قالت وحدة تايفون: "إذا تم تبنيها على نطاق واسع، فإن هذه التقنيات ستغير حرب المسيرات بشكل أساسي".

وتعد "تايفون" وحدة مسيرات جديدة تابعة للحرس الوطني الأوكراني تم الكشف عنها في الخريف الماضي، وتتكون من مهندسين ومشغلين متخصصين في الأنظمة غير المأهولة.

وتدير "تايفون" حاليا مجموعة متنوعة من الأنظمة الجوية غير المأهولة والتي يتم توريدها من قبل الحرس الوطني ومؤسسات الابتكار المحلية.

وقالت تايفون إن "معركة حرب إلكترونية خفية" تحتدم في أوكرانيا وهو ما يحتاج المزيد من الجنود.

وتعمل تايفون أيضا على دمج التقنيات الناشئة بنشاط، مثل المسيرات التي تعمل بالألياف الضوئية و"تتبع الرؤية الآلية مع قدرات التوجيه"، والتي من شأنها أن تساعد في تحسين الاستهداف.

وتعد المسيرات التي تعمل بالألياف الضوئية والذكاء الاصطناعي حلا أقل تكلفة وأقل تقنية، حيث تحافظ على اتصال ثابت، حتى يتمكن المشغلون من تجاهل أي حرب إلكترونية ومواصلة طيران المسيرة نحو هدفها.

وقالت تايفون إن خيارات تدمير هذه المسيرات محدودة نسبيًا حاليا لأنها "لا تعتمد على الإشارات اللاسلكية التي يمكن اكتشافها بواسطة أنظمة الحرب الإلكترونية التقليدية"، مضيفة: "الطريقة الوحيدة لمواجهتها هي من خلال الكشف البصري في الوقت المناسب والتدمير المادي".