التعافي الفاتر.. تحالف وهمي بين بريطانيا و"اليورو" رغم الخلافات
الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا ارتفع بنسبة 1.8% في مايو الماضي، وهو ما يقل عن التوقعات.
التعافي الفاتر من تداعيات كورونا، كان نقطة اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، رغم خلافات جدية بين الجانبين خلال جولة مفاوضاتهما الأخيرة بشأن اتفاقية تجارة ما بعد بريكست.
وكشفت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء، عن بدء الاقتصاد البريطاني أول خطوة في طريق التعافي من آثار الجائحة، كما تسارع الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو، في أول مؤشر إيجابي على بدء تخفيف إجراءات العزل في المنطقة.
وأتمت بريطانيا رسمياً خروجها من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد تأجيله عدة مرات.
وصار أمام لندن وبروكسل حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل لعقد اتفاق جديد تمامًا أو إنهاء علاقتهما التي استمرت نصف قرن دون خطط محددة لكيفية إدارة التجارة أو التعايش بينهما في مجالات أخرى.
ودون التوصل لاتفاق جديد، سيتم تخفيض العلاقات بينهما إلى الحد الأدنى من المعايير التي وضعتها منظمة التجارة العالمية مع تعريفات عالية وتعطل خطير للأعمال.
- اقتصاد بريطانيا يبدأ تعافيا فاترا
بدأ الاقتصاد البريطاني أول خطوة في طريق التعافي الطويل من أزمة كوفيد-19 في مايو/ أيار الماضي، إذ بدأ النشاط ينتعش بعد بدء تخفيف إجراءات العزل العام لكن معدل التعافي أقل من توقعات خبراء الاقتصاد.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الناتج المحلي الإجمالي زاد 1.8% في مايو/ أيار الماضي، وهو ما يقل عن جميع التوقعات في استطلاع رويترز لآراء خبراء اقتصاد وذلك بعدما سجل تراجعا قياسيا نسبته 20.3% في أبريل/ نيسان السابق له.
وفي ثلاثة شهور حتى مايو/ أيار الماضي، انكمش الاقتصاد 19.1% كما تراجع 24% على أساس سنوي.
وجاء الانتعاش الضعيف بقيادة نمو نسبته 0.9% فقط في قطاع الخدمات البريطاني الكبير فيما شهدت الخدمات المتخصصة والعقارات التجارية والبرمجة الإلكترونية ضعفا.
وسجلت بريطانيا ما يربو على 44 ألف وفاة بفيروس كورونا وهي أعلى حصيلة في أوروبا.
وفي مايو/ أيار الماضي، جرى تخفيف إجراءات العزل العام على نحو محدود وتأقلمت المزيد من الشركات على العمل في ظل الإجراءات الجديدة.
كما كشفت بيانات القطاع الخاص بعض المؤشرات على التعافي في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين مع تخفيف العزل العام لكن بنك إنجلترا المركزي حذر من زيادة مرجحة كبيرة في البطالة في وقت لاحق من العام الحالي بعد انقضاء أجل إجراءات الدعم المؤقت للوظائف.
وأعلن وزير المالية ريشي سوناك الأسبوع الماضي تخصيص حوافز إضافية قيمتها 30 مليار جنيه إسترليني (38 مليار دولار) للحد من ارتفاع البطالة.
- تعافي إنتاج "اليورو" الصناعي بأقل من المتوقع
كما أفادت تقديرات رسمية اليوم بأن الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو ارتفع في مايو/ أيار الماضي، لكن التعافي من التراجعات غير المسبوقة التي نجمت عن إجراءات الإغلاق في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين جاء أقل من المتوقع وبعيدا عن تعويض الانخفاضات السابقة.
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات إن إنتاج الصناعات التحويلية في المنطقة زاد بنسبة 12.4% في مايو/ أيار الماضي مقارنة بأبريل/ نيسان السابق له، وهو ما قاد أغلبه تسارع في إنتاج السلع الاستهلاكية المعمرة مثل السيارات والبرادات.
لكن الزيادة جاءت أقل كثيرا من نمو بنسبة 15% توقعه اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم.
وهو أيضا أقل وضوحا بكثير من تراجع نسبته 18.2% في أبريل/ نيسان الماضي، والذي جاء عقب نزول 11.2% في مارس/ آذار السابق، إذ اضطرت المصانع لإغلاق أبوابها أو خفض النشاط مع بلوغ تفشي فيروس كورونا الذروة في أوروبا.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز