"تل تمر".. مستشفى ميداني يصارع للبقاء بوجه عدوان تركيا شمالي سوريا
"تل تمر" الميداني" يعمل به نحو خمسين كادرا موزعين ويشتكي من نقص الإمدادات الطبية والأجهزة وبعض الكوادر والتخصصات
بإمكانات محدودة أمام هول ما سببه العدوان التركي على شمال شرقي سوريا، يحاول مستشفى "تل تمر" الميداني مداواة جرحى الأكراد الذين وقعوا ضحايا العملية العسكرية التي بدأت 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومنذ إعلان العملية العسكرية، ألقى مشفى "تل تمر" الميداني، التابع لمركز الهلال الأحمر الكردي، على عاتقه إسعاف ومعالجة جرحى الحرب بحسب الإمكانات المحدودة وفي ظل ظروف خطرة للغاية وقرب القصف منه، حيث طال مراكز طبية أخرى عديدة بالمنطقة ما زاد العبء على المشفى.
ويعيش السكان بالمنطقة أوضاعا إنسانية صعبة جراء التصاعد الكبير في أعداد النازحين والقصف العشوائي للمدن والبلدات، ما يعرض حياة مئات آلاف المدنيين للخطر، فضلا عن خروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات وكذلك قلة الإمدادات الطبية.
ويستقبل "تل تمر" الميداني الحالات المختلفة ويقوم الكادر الطبي الموجود بالإسعافات العاجلة وفي حدود المتاح من الإمكانيات ولكن لضيق المكان وأحيانا لعدم توفّر الاختصاصات المطلوبة يتم تحويل الحالات الحرجة إلى مدينتي الحسكة أو القامشلي.
ويعمل المستشفى الميداني على أرشفة أسماء القتلى والجرحى عبر تسجيل بياناتهم الشخصية لتبقى مرجعا لذوي الجرحى والمفقودين والشهداء.
ووفق إدارة المستشفى لـ"العين الإخبارية" فإنه استقبل منذ بداية العدوان التركي حتى اليوم السادس منه نحو 360 جريحا، إضافة لـ50 جريحا لم يتم تسجيلهم.
أي أن المعدل اليومي للجرحى في حدود الستين جريحا، بينما تجاوز عدد الشهداء الثمانين شهيدا حتى ذات الفترة، لم يتم التعرف على عشرين جثمانا منهم بسبب التشوهات التي أصيبوا بها كون أغلب الإصابات، حسب القائمين على المشفى، هي عبارة عن حروق تؤدي إلى تشويه ملامح الوجه.
وهو ما يتوافق مع بيان هيئة الصحة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا حول أن الإصابات توضح استهداف المدنيين بأسلحة محرّمة دوليا من قبل الجيش التركي.
ويعمل في "تل تمر" الميداني نحو خمسين كادرا موزعين بين ممرّض وطبيب وإداري، ويشمل اختصاصات بينها الجراحة العامة والعظام.
وتشتكي إدارة المستشفى التي تملك 9 سيارات إسعاف من نقص الإمدادات الطبية والأجهزة وبعض الكوادر والتخصصات بينها الجراحة العصبية والأوعية.
وأشارت إلى أن الأجهزة الطبية الموجودة في المشفى لا تكافئ حجم الضغط والمصابين الذين يتلقون العلاج فيه.
وناشدت المنظمات والهيئات الدولية للإسراع بمد المستشفى بالأجهزة والأدوية كونه يغطي مساحة جغرافية كبيرة، حيث يخدم نحو 50 ألف شخص في تل تمر وريفها، كما يقوم بمهام بعض النقاط الطبية التي تم تدميرها بسبب قصف طيران الجيش التركي.
وبسبب خروج مشفى "روج" في رأس العين عن الخدمة، لجأ أغلب كوادرها إلى مشفى تل تمر الميداني لاستكمال خدماتهم في معالجة الجرحى والمصابين، وفق فني التمريض دلو محمد.
وقال فني التمريض لـ"العين الإخبارية" إن أكثر الحالات التي تصل المستشفى حاليا هي شظايا في الساق والرأس واليدين، إضافة لحالات الحروق الكثيرة.
وتابع "أغلب الحالات تصل إلى المشفى مبتورة الأيدي أو الأرجل".
ولشدة القصف التركي الذي اقترب من المستشفى، خرج "تل تمر" الميداني قبل أيام عن الخدمة لساعات عدة حتى منتصف الليل، بسبب ارتفاع الخطورة.
والأسبوع الماضي، بدأت تركيا هجوما عسكريا بمنطقة شمال شرقي سوريا ذات الأغلبية الكردية، في خطوة اعتبرها المجتمع الدولي "عدوانا سافرا وانتهاكا لسيادة دولة"، ووصفته جامعة الدول العربية بـ"الغزو"، ودعت إلى ضرورة تحرك أممي لإيقافه.
وأمس الخميس، توصلت واشنطن وأنقرة إلى قرار وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا، وإيقاف العملية العسكرية التركية لمدة 120 ساعة لضمان انسحاب آمن لوحدات الشعب الكردية، غير أنه على الأرض لم تطبق الهدنة بعد ولا تزال الاشتباكات جارية بين الطرفين.