النوم في المدارس والعراء.. هروب من الموت التركي بسوريا
أكثر من 300 ألف مدني في شمال شرق سوريا نزحوا منذ بدء الهجوم التركي
الهروب من الموت لا يضاهيه هروب، هو رحلة البحث عن الحياة حتى لو كانت في فناءات المدارس أو غياهب العراء.. هذا حال النازحين جرّاء العدوان التركي على شمالي سوريا.
عشرات المدارس في مدينة الحسكة، اكتظت بآلاف النازحين الذين لم يجدوا أمامهم خيارا سوى الفرار، تاركين منازلهم التي تتعرض للقصف التركي منذ أيام.
ونزح أكثر من 300 ألف مدني في شمال شرق سوريا منذ بدء القوات التركية والفصائل الموالية لها هجومها في التاسع من الشهر الحالي شمال سرقي سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الخميس، إن غالبية النازحين فروا من المناطق القريبة للمعارك بين الطرفين في مناطق حدودية، بالإضافة إلى منطقتي كوباني (حلب) ومنطقة تل أبيض (الرقة) شمال البلاد.
وأوضح أن نحو 40 مدرسة في محافظة الحسكة تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، بينما لجأ كثيرون إلى منازل أقاربهم وآخرون يقيمون في العراء.
وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من ظروف صعبة يعيشها النازحون على وقع العدوان التركي المستمر منذ أكثر من أسبوع.
ووفق الأمم المتحدة، فرّ نحو ألف شخص إلى العراق المجاور منذ بداية العملية العسكرية.
والأسبوع الماضي، بدأت تركيا هجوما عسكريا شمال شرقي سوريا ذات الأغلبية الكردية، في خطوة اعتبرها المجتمع الدولي "عدوانا سافرا وانتهاكا لسيادة دولة"، ووصفته جامعة الدولة العربية بـ"الغزو"، ودعت إلى ضرورة تحرك أممي بإيقافه.
في المقابل، تشهد منطقة شمال شرقي سوريا انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له بما فيها نزوح مئات الآلاف ومجازر عرقية وأعمال إعدام واغتصاب وتعذيب تصل إلى "جرائم حرب".
ويعيش السكان بالمنطقة أوضاعا إنسانية صعبة جراء التصاعد الكبير في أعداد النازحين والقصف العشوائي للمدن والبلدات؛ ما يعرض حياة مئات آلاف المدنيين للخطر، فضلا عن خروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات وكذلك قلة الإمدادات الطبية.
ووفق إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان؛ فإن العدوان التركي تسبب في مقتل 71 مدنيا بينهم مسؤولة حزبية ونساء وأطفال.
وقال المرصد إن المدنيين يتعرضون لقصف عشوائي من قبل قوات النظام التركي؛ ما دفع أغلبهم للنزوح.
وعلى الصعيد العسكري، ارتفع عدد القتلى في المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي والقوات التابعة له منذ بدء الهجوم إلى 207 قتلى.