حقوق الإنسان بالفيفا: العمال بقطر يعانون "عبودية حديثة"
المجلس الاستشاري المعني بحقوق الإنسان التابع للفيفا طالب بالضغط على الحكومة في قطر لتحسين ظروف العمال في بناء منشآت كأس العالم 2022
طالب المجلس الاستشاري المعني بحقوق الإنسان التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الخميس، بالضغط على الحكومة في قطر لتحسين ظروف العمال في بناء منشآت كأس العالم 2022، التي وصفها نشطاء بأنها "عبودية حديثة".
ودعا المجلس في تقرير، الفيفا للضغط على الدوحة من أجل تحسين عمليات التفتيش على ظروف العمل ومراجعة المعايير المطلوبة.
- "هيومن رايتس" تشكك بتعهدات قطر إزاء حقوق العمال الأجانب
- منظمة أوروبية: قطر تهدد حياة آلاف الوافدين بالعمل القسري
وحث التقرير "فيفا على دراسة سبل استخدام نفوذها من أجل التواصل مع الحكومة المضيفة (الدوحة) حول تأثير نظام الكفالة على العمال المهاجرين المشاركين في بناء كأس العالم".
ومن المتوقع أن يرتفع عدد العاملين في قطر، الذين جُلبوا من البلدان الأكثر فقراً مثل الهند ونيبال وبنجلاديش، للعمل في بناء 8 ملاعب جديدة لمونديال 2022، من 12 ألف إلى 36 ألف خلال العام المقبل.
وهذا التقرير هو الأول الذي يصدره المجلس الاستشاري الذي يتألف من 8 خبراء دوليين في مجال حقوق الإنسان، الذي تأسس في أعقاب تقرير قدمه البروفسور جون روجي العام الماضي حول كيفية تمكن فيفا من الوفاء بمسؤولياتها بموجب مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية المتعلقة بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان.
كما دعا التقرير الفيفا الى دعم دراسة شاملة لجميع الوفيات والاصابات الخطيرة التي لحقت بالعمال في مشروعات بناء منشآت كأس العالم في روسيا العام المقبل، وفرض عقوبات على الشركات المسؤولة عن التقصير.
وكانت مؤسسات حقوقية دولية وأوربية، قالت إن العديد من العمال لقوا مصرعهم في مواقع بناء كأس العالم في قطر، وأن انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان قد اكتشفت بما في ذلك معاملة مروعة للعمال المهاجرين.
وقد تم التصويت على منح حق تنظيم كأس العالم 2022 في ديسمبر/كانون الأول 2010 من قبل 22 عضوا في اللجنة التنفيذية في فيفا، 12 منهم حظرتهم فيفا، بعد اتهماهم بالفساد من قبل السلطات الأمريكية أو التحقيق في جرائم مزعومة في أماكن أخرى، دون اعتبار حقوق الإنسان للعمال مسألة مركزية.
وهذا الأسبوع، أعلنت حكومة قطر عن تعاون مدته 3 سنوات مع منظمة العمل الدولية لإصلاح وتحسين ظروف العمال المهاجرين، بما في ذلك نظام الكفالة، ويعتقد العديد من النشطاء الحقوقيين أن التركيز العالمي على قطر الذي أعقب منحها تنظيم بطولة كأس العالم 2022، دفع الحكومة إلى معالجة الانتهاكات.
والشهر الماضي، حذّر نيكولاس ماكجيهان الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الحقوقية الدولية من الظروف المناخية الخطيرة في قطر خلال أشهر الصيف، والوفاة غير المبررة لآلاف العمال، بما في ذلك 8 في السنتين الأخيرتين في مواقع بناء كأس العالم.
وأرسل ماكجيهان أبحاثه إلى المجلس الاستشاري للفيفا الشهر الماضي، وطلب منه أن يوصي بأن تصر فيفا على توفير المزيد من الحماية للعمال، والتحقيق في وفاة العمال بدقة ونشر نتائجها.
وقال ماكجيهان إنه وجد أنه "من المروع" أن التقرير لم يقدم توصيات صريحة وعاجلة لمنع الأشخاص الذين يعملون في ظروف خطيرة أو التحقيق في وفاة العمال من النوبات القلبية وفشل الجهاز التنفسي.
وقالت راشيل ديفيس، عضو المجلس الاستشاري، إن تقريرها تم الانتهاء منه في أوائل سبتمبر/أيلول قبل نشر أبحاث ماكجيهان، وأشارت إلى أنه تم مناقشة هذه القضايا الشهر الماضي، وأن مجلس الإدارة "سيواصل التزامه بمتابعتها".