ذكرى رحيل الشيخ زايد.. "مبادئ الخمسين" تخلد نهج المؤسس
تحل، الثلاثاء، ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في وقت تمضي فيه الإمارات قدما لتخليد نهجه والسير على دربه عبر "مبادئ الخمسين".
المبادئ الذي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعد بمثابة رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي والإنساني للإمارات وتحدّد توجهاتها للخمسين عاما المقبلة.
وتخلد الإمارات عبر تلك المبادئ القيم والرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، واضعة على قمة أهدافها تعزيز أركان الاتحاد، والمحافظة على الريادة الإنسانية لعيال زايد ليكونوا "الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء".
منذ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، حرصت الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إحياء تلك الذكرى بالسير على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير التي غرسها في نفوسهم، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته.
وحرصا على تخليد نهج قائد وضع قواعد الاتحاد، وسخّر حياته لمنفعة الناس وخيرهم، واستدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها، اعتمدت الإمارات وثيقة مبادئ الخمسين التي تضم 10 مبادئ.
المبادئ العشرة تعكس جميعها روح الاتحاد وقيمه السامية؛ قيم التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات، كما ستعبر عن تطلعاتها للمستقبل وطموحها الكبير لتحقيق الريادة العالمية، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
أهداف سامية
الأولويات والأهداف التي تضمنتها المبادئ تدعم جميعها أيضا تحقيق الريادة العالمية، استنادا إلى تعزيز روح الاتحاد الذي يعد أعظم إنجازات دولة الإمارات، لذلك جاء هدف "تقوية الاتحاد" كأول مبدأ، بل وفي صياغة خاصة تعكس القيمة والأهمية التي يحملها هذا الهدف.
وجاء في المبدأ الأول أن "الأولوية الرئيسية الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد"، وهذا الهدف الرئيسي ترتبط به بقية الأهداف والأولويات والتزامات الأخرى وهي كما وردت في المبادئ:
1- بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم
2- بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية
3- توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد
4- ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات
5- ترسيخ الإمارات كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في المجالات العلمية والتقنية والرقمية
6- ترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي
7- العمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات
8- تطوير التعليم واستقطاب المواهب
9- تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع المحيط الجغرافي يعتبر أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة
أما أبرز الالتزامات التي تضمنتها تلك المبادئ فهي:
1- الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية.
2- ستبقى الإمارات داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية.
3- الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات.
4- السعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.
عاصمة الإنسانية
أيضا تضمنت مبادئ وثيقة الخمسين قيما ومبادئ، سيرا على النهج الإنساني للمؤسس، تجسد سياسة الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث في وطن عنوانه الإنسانية من أبرزها أن:
1- المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً.
2- لا ترتبط مساعدات الإمارات الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.
3- الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
تقوية الاتحاد
ومع إعطاء مبادئ الخمسين الأولوية الرئيسية الكبرى لتقوية الاتحاد، يمضي الإماراتيون قدما لتنفيذ تلك المبادئ وهم يستذكرون بفخر بما قام به الآباء المؤسسون لكيان الدولة وعلى رأسهم قائد الوحدة وباني نهضة الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية هامة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دروس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، عن الإيمان بالأهداف، عن العطاء، عن الإصرار والتحدي، عن الإخلاص والنجاح.
قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد.
وقد شكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويحيي الإماراتيون ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، للآباء المؤسسين الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بتاريخها الخالد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد في ظل إنجازات غير مسبوقة تشهدها بلادهم في مختلف المجالات.
وسيرا على نهجه، واصل قادة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من بعده مسيرة الخير، لتحتل الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
واستطاعت الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية بهدف استدامة الخير واستمراريته وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج.
وتحولت الإمارات بالفعل إلى عاصمة عالمية لعمل الخير ، وبلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات 320 مليار درهم في 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000، و نحو 206 مليارات و34 مليون درهم ( 56.14 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة من 2010 وحتى 2021.
وتعد الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة كوفيد-19، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة.
ومنذ بدء الجائحة في 2020 وحتى يوليو/تموز 2021، بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2154 طنا تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.
وتمضي القيادة الإماراتية على طريق المؤسس في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.