الاجتماع الدولي لمحاربة "داعش".. تعزيز لمكانة المغرب في مجابهة الإرهاب
باحتضانها لاجتماع التحالف الدولي ضد داعش، يعزز المغرب مكانته الدولية في دعمه المُستمر لمحاربة الإرهاب والتطرف.
وانطلق، اليوم الأربعاء، في مدينة مراكش المغربية، اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بدعوة مغربية أمريكية، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 80 دولة، بينها دولة الإمارات العربية المتحدة.
واجتماع التحالف الدولي ضد "داعش"، والذي يُعقد أول مرة بأفريقيا وتحديدا بالمغرب، يعكس مكانة المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، بحسب محمد بودن، المحلل السياسي.
وقد تأسس التحالف منذ عام 2014، ويهدف إلى محاصرة الامتداد الدولي لتنظيم داعش الإرهابي، فيما يكرس اجتماع التحالف في مراكش موقع المغرب كبلد رائد بمجال مكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله.
وأضاف "بودن" أن أفريقيا تعرف ما يمكن وصفه بـ"الشبكات الإرهابية"، والتي تواجد في الساحل والصحراء وتشاد وخليج غينيا وموزمبيق، بالإضافة إلى القرن الأفريقي.
وأكد أن هناك قناعة بأن الحلول التنموية والمستدامة والاستجابة للمتطلبات الأساسية والمقاربة الأمنية ومكافحة الإرهاب يمكن أن تشكل مقاربة أكثر شمولية لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وتابع أن الدول التي تحارب التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء تخصص ثلث ميزانيتها لمحاربة الإرهاب.
وأوضح أن مجموعة التركيز الأفريقية، التي يترأسها المغرب والنيجر من أفريقيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، من المجموعات المهمة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشار إلى أن دولا كثيرة بالقارة الأفريقية أصبحت على يقين من أنها ضحية للإرهاب، ويجب أن تلعب دورا بارزا في مثل هذه اللقاءات لإيجاد حلول مناسبة للتمدد الإرهابي.
وأوضح المحلل السياسي، أن اجتماع مراكش لمحاربة "داعش" يشكل رد فعل دوليا متواصلا متعدد الأبعاد لمواجهة الخطر الإرهابي، خصوصا في أفريقيا حاليا،
وأضاف أن القارة تواجه إلى جانب الإرهاب خطر التغيرات المناخية، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي ببعض دولها.
وقال إن المغرب ينسق مع أكثر من جهة، وذلك بحكم احتضانه لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي لمكافحة الإرهاب والموجه لأفريقيا، كما ينسق مع "الإنتربول واليوربول" والعديد من المؤسسات.
الحدث الدولي، الذي يعقد لأول مرة في أفريقيا، وتحديدا في مدينة مراكش، وتشارك فيه أيضا منظمات دولية، سيبحث "سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع تنظيم داعش بالقارة السمراء".
ومن المتوقع -بحسب وكالة الأنباء المغربية- أن يتيح الاجتماع "الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها القارة، خصوصا منطقة الساحل، في ظل التوترات والنزاعات العرقية، التي تشهدها بعض مناطقها، وهو ما يمكن استغلاله من قبل تنظيم داعش لجعل هذه المناطق منطلقا جديدا للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف".
وبحسب المصدر نفسه، فإن الاجتماع سيشكل "مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذلك تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الأمنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره".
ويجتمع الحُلفاء ضد تنظيم داعش الإرهابي في وقت تتنامى فيه المخاوف من أن تصبح القارة الأفريقية بؤرة للإرهاب والتطرف، خاصة باستغلال التوترات الأمنية في كل من ليبيا ودول منطقة الساحل.
وفي يونيو/حزيران المقبل، سيجري المغرب والولايات المتحدة مناورات "الأسد الأفريقي"، كأحد الأجزاء الرئيسية للتعاون العسكري بين البلدين، وبعدها، وتحديدا في يوليو/تموز، تستضيف مراكش المغربية المنتدى الاقتصادي الأمريكي الأفريقي، في تعاون يشهد على ثراء العلاقات الثنائية، وفق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وفي 2004، تشكَّل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، من 83 دولة، تلتزم جميعها بإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به.
ويعمل التحالف على إيجاد سبل محاربة داعش على مختلف الجبهات، إلى جانب تفكيك شبكاته ومجابهة مطامعه العالمية، كما يلتزم بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية للتنظيم، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، بالإضافة إلى دعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة.