التحالف الدولي ضد داعش يجتمع بمراكش.. تحديات تحت المجهر
بأجندة حافلة يتصدرها تزايد المخاطر الإرهابية بالمنطقة، ينطلق الأربعاء، في مدينة مراكش المغربية، اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
الاجتماع الذي يلتئم بدعوة مغربية أمريكية، ينعقد للمرة الأولى في القارة الأفريقية، وتحديدا المغرب، يشارك فيه ممثلون عن أكثر من 80 دولة بينها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الحدث الدولي الذي يعقد لأول مرة في أفريقيا وتحديدا في مدينة مراكش، وتشارك فيه أيضا منظمات دولية، سيبحث "سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع تنظيم داعش بالقارة السمراء".
وأضافت الوكالة أنه من المتوقع أن يتيح الاجتماع "الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها القارة، وخصوصا منطقة الساحل، في ظل التوترات والنزاعات العرقية التي تشهدها بعض مناطقها، وهو ما يمكن استغلاله من قبل تنظيم داعش لجعل هذه المناطق منطلقا جديدا للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف".
وبحسب المصدر نفسه، فإن الاجتماع سيشكل "مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذلك تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الأمنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره".
ويجتمع الحُلفاء ضد تنظيم داعش الإرهابي في وقت تتنامى فيه المخاوف من أن تصبح القارة الأفريقية بؤرة للإرهاب والتطرف، خاصة باستغلال التوترات الأمنية في كل من ليبيا ودول منطقة الساحل.
وفي يونيو/ حزيران المقبل، سيجري المغرب والولايات المتحدة مناورات الأسد الأفريقي، كأحد الأجزاء الرئيسية للتعاون العسكري بين البلدين.
وبعدها، وتحديدا في يوليو/ تموز، تستضيف مراكش المغربية المنتدى الاقتصادي الأمريكي الأفريقي، في تعاون يشهد على ثراء العلاقات الثنائية، وفق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وفي 2004، تشكل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، من 83 دولة، تلتزم جميعها بإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به.
ويعمل التحالف على إيجاد سبل محاربة داعش على مختلف الجبهات، إلى جانب تفكيك شبكاته ومجابهة مطامعه العالمية، كما يلتزم بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية للتنظيم، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، بالإضافة إلى دعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة.
مكانة مهمة
في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي المغربي، إن اجتماع التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بمراكش يأتي نظرا للمكانة التي يحتلها المغرب في محاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله.
وأضاف بلوان أن "هذه المكانة تتجسد من خلال المؤسسات المغربية التي تبذل مجهودات جبارة لمحاربة الإرهاب، من خلال مقاربات عدة".
وتبرز أهم هذه المقاربات، حسب المتحدث ذاته، في الجانب القانوني من خلال القانون الجنائي، بالإضافة إلى جانب التأطير الديني والاهتمام بالقضايا الاجتماعية.
وبالنسبة للخبير، فإن "مقاربة المغرب الشاملة" حصلت على إشادة دولية متعددة، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن "المملكة تعتبر شريكا مهما واستراتيجيا في القضاء على الفكر المتطرف، سواء على مستوى الشرق الوسط أو منطقة الساحل والصحراء".
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند، ستسافر إلى مراكش، المغرب ، لحضور اجتماع وزراء التحالف الدولي لهزيمة داعش.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي نشرته على موقعها الإلكتروني، أن نولاند ستشارك في الاجتماع نيابة عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي أعلن مؤخرا عن إصابته بفيروس كورونا.
وذكر البيان أن اجتماع مراكش سيناقش سبل استمرار الضغط على فلول داعش على مستوى العالم، ومنع عودة الظهور في العراق وسوريا من خلال تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.
كما ستشمل أجندة المجتمعين، بحسب الخارجية الأمريكية- مواجهة شبكات داعش في القارة الأفريقية وأماكن أخرى، مع تقييم الأولويات المتعلقة بالاستقرار ، وتمويل مكافحة التنظيم الإرهابي.