لقد صُدمنا نحن في الهند بما صدر عن من يسميه أتباعه بـ"العالِم الهندي" سلمان الندوي في سلطنة عمان
عندما نتحدث ونقول إن الإسلام دين الأمن والسلام والحرية والمساواة، والإخاء والمودة والسكينة والصفاء، فهذه حقيقة ظاهرة لا مراء فيها، لقد جاء هذا الدين الحنيف لربط البشرية جمعاء برابطة واحدة، ولإقامة العدل والإنصاف وتأليف القلوب وحفظ القوائم الخلقية والفضائل الحسنة، إن هذا الدين الحنيف دعا وما زال يدعو إلى نبذ التفرقة والتحزب والتناحر والتشاجر والعداوة والخصام، وكل الأفعال التي تؤدي إلى البغضاء والكراهية أولا، ثم إلى الاقتتال والضعف والوهن ثانيا.
بحكم اطلاعي على الإعلام الهندي، وخاصة التجمعات والمنظمات الإسلامية في الهند، فإن المدعو سلمان الندوي منبوذ في الأوساط العلمية الهندية من قبل سقطته المشهورة في عُمان، ويعتبره الكثيرون أنه من عبَدة المال والشهرة ودائماً ما يروّج لأفكار تخدم حزبه الخبيث تنظيم الإخوان المسلمين.
ومن أجل تلك الغاية السامية، فقد قيّد الإسلام أبناءه بخصائل وآداب تجعلهم وتجعل غيرهم من المجتمع البشري يعيشون في البيئة الهادئة الآمنة، وهم يتمتعون بالنعم التي منَّ الله بها عليهم، وحصّنهم من العادات والأفكار والنظريات التي تؤدي بهم إلى العنف والتطرف والإرهاب والاعتداء، ثم إلى الهلاك والدمار الشامل، وإفساد المجتمعات وسلب الإنسانية والرحمة من قلب الإنسان.
ولكن مع الأسف الشديد، أن بعضاً من أصحابنا، وحتى من أولئك الذين يصفون أنفسهم بأنهم دعاة، يتجاهلون حقيقة روح الإسلام أو لايفهمونها، أو يحاولون التأويل فيها حسب أغراضهم الذاتية ومصالحهم الحزبية، ويتخبطون في وادي الظلام، ويأتون بأفكار ونظريات مغايرة لسماحة الإسلام، وهي سموم قاتلة للوحدة الإسلامية وداعية إلى التفرق والتشتت.
ولقد صُدمنا نحن في الهند بما صدر عن من يسميه أتباعه بـ"العالم الهندي" سلمان الندوي في سلطنة عمان، وهذا الشخص المعروف بآرائه المتطرفة البعيدة عن الحقيقة والمعادية لمصلحة الأمة، ولكونه واحداً من عبَدَة المال والشهرة وأحد مؤيدي تنظيم "داعش" الإرهابي المتطرف المنبوذ من قبل أتباع الدين الإسلامي السمح.
لقد أقحم الندوي نفسه في الأزمة الخليجية بدون علم، وبدون أن يتجانب الحق بجانبه، وهمَّ بتكفير الأمراء والملوك والرؤساء في دول الخليج العربي فقط، لأن هؤلاء القادة اتخذوا قراراً بمقاطعة قطر صوناً لأمن دولهم وحفاظاً على استقرارها، وتوعدهم الندوي المتعالم بلهجة ملؤها الكراهية والبغضاء، بأنهم سيُحشرون في جهنم مع الكفرة الفجرة، وما إلى ذلك من الأقوال الباطلة والدعاوى الكاذبة.
لا شك بأن هذه الأقوال والدعاوى ليس لها أي صلة بالحقيقة، إن ملوك وأمراء ورؤساء وقادة دول الخليج العربي الأفاضل الكرام هم أصحاب الإيمان والإسلام، وهم يخدمون الإسلام والمسلمين خدمة جليلة سامية بكل جد وإخلاص، في وقت سادت الفوضى فيه العالم وانتشرت القلاقل والمهالك، وافتقدت الشعوب السلام والأمن وانتشر فيها الخوف، وعانت المجتمعات من الأزمات والتحديات والأمراض المهلكة الفتّاكة.
في هذا الوقت الخطير الرهيب، نجد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإخوته قادة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين يبذلون قصارى جهودهم وإمكاناتهم لاستعادة الأمن والسلام في المجتمع الإنساني والإسلامي والعربي؛ لكي تحظى شعوب المنطقة بالعيش في أمن وأمان، ومقابل هذه الجهود الخيّرة ومساعيهم الخالصة يجب علينا أن نعير لهم ولحكوماتهم ولوزرائهم الكرام عن بالغ شكرنا وتقديرنا كشعوب مسلمة، لا أن نكون ناقدين بدون أي دليل وحجة.
إن سلمان الندوي بدعاويه الكاذبه وأقواله الباطلة التي يؤيد بها العنف والتطرف في المجتمع الإنساني، وعبر تحريضه للشباب المسلم على الإرهاب والظلم والاعتداء، إنما يقود هذه الشريحة المهمة من المجتمع الإسلامي إلى الخصام والتفرق، ألم يعلم "الندوي" أن التكفير في الإسلام أمر خطير جداً؟ كما قال العلامة والفقيه الكبير العالم السعودي رحمه الله، محمد بن صالح العثيمين، في محاضرته (محاضرة الشيخ متواجدة في يوتوب تحت عنوان "إلى أين هذا الخلاف")، ألقاها في مسجد متعب بن عبد العزيز بجده يوم الأربعاء 22 ربيع الثاني 1412ه،ـ بأن أمر التكفير ليس بأمر هين، بل هو أمر خطير، لا يحل لنا أن نحكم على أحد بالكفر إلا أن يتم الدليل من الكتاب والسنة، أن يكفر المرء أحدا وهو بريء منه فيرجع الكفر إلى قائله، وممكن أن يموت في حالة الكفر.
إنه لا يعلم أيضاً بأنه بهذه الآراء والأفكار المسمومة لا يضرّ بها نفسه فقط، بل يضر آمال تلك الجالية الهندية الكبيرة الموجودة في مختلف دول الخليج العربي، الذين يعملون في القطاعات والاستثمارات المختلفة، ويرسلون أموالهم إلى الهند، وهم ينعمون في هذه المنطقة بالحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم حسب عاداتهم، ويعرفون بمهنيتهم وعملهم المخلص وتعايشهم السلمي وتسامحهم الديني، واحترامهم للقانون المحلي، دون أي تدخل منهم أو إقحام جاليتهم في أي صراع أو قضية يستطيع الأشقاء الخليجيون أن يحلوها بأنفسهم دون تدخل من أحد، إن "الندوي" بفعلته هذه فإنما يضرّ محاولة الهند أيضاً في تسجيل الحضور ومنافسة الدول العظمى في تعزيز علاقاتها مع دول الخليج.
بحكم اطلاعي على الإعلام الهندي، وخاصة التجمعات والمنظمات الإسلامية في الهند، فإن المدعو سلمان الندوي منبوذ في الأوساط العلمية الهندية من قبل سقطته المشهورة في عُمان، ويعتبره الكثيرون أنه من عبَدَة المال والشهرة، ودائماً ما يروّج لأفكار تخدم حزبه الخبيث، تنظيم الإخوان المسلمين وخططه الإرهابية، أعاذنا الله من أفكارهم الخطيرة وآرائهم المسمومة المهلكة، وندعو الله أن يهديه ويهدي جميع المسلمين إلى الخير والسلام.
باحث في الشؤون الهندية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة