التين الشوكي.. "فاكهة الغلابة" الموسمية بمصر
يطلق على التين الشوكي بمصر فاكهة الغلابة، لأن سعر الثمرة الواحدة يترواح بين جنيه واحد وجنيهين.
رغم أن ظاهره الشوك إلا أنه يحمل داخل ثمرته فاكهة لذيذة، يعشقها المصريون وينتظرونها في أوائل فصل الصيف، التين الشوكي، الذي ينتشر بائعوه في شوارع مصر منذ أواخر يونيو/حزيران حتى أوائل أغسطس/آب كل عام.
ويطلق على التين الشوكي فاكهة الغلابة، لأن سعر الثمرة الواحدة يترواح بين جنيه واحد وجنيهين، وينتشر بائعوه بعرباتهم في كل الأحياء البسيطة والمتوسطة والغنية وإن اختلفت طرق البيع، ففي الأحياء البسيطة والمتوسطة نجد أن محبي التين الشوكي قد يقفون ليأكلوه على العربات اليدوية التي يجرها الباعة بينما في الأحياء الراقية يباع في طبق بلاستيكي مغلف وبسعر أكثر قليلاً.
ولا يحتاج التين الشوكي للكثير من المياه لريه، ولا يحتاج أسمدة بشكل كبير، ولا تستخدم المبيدات في زراعته ويمكن أن ينتج منه زيوت فاخرة.
عبد الله إبراهيم (18 سنة) مزارع من المنيا يحمل بضاعته من التين الشوكي على عربته اليدوية ويتجول في شوارع وسط القاهرة ليعرض بضاعته مناديا "حلاوة يا تين".
ويقول عبد الله، لبوابة "العين" الإخبارية، "أشتري محصولي من المنيا وآتي لبيعه في القاهرة، وأتغلب على الشوك في ثمرة التين الشوكي برشه بالمياه، ولكن إذ جف يصبح التعامل مع الشوك صعباً".
ويضيف "أبيع نوعين من التين الصغير بجنيه واحد والكبير بجنيهين".
ويوضح أن موسم التين الشوكي يستمر شهرين على الأكثر في العام كله، ويلاقي إقبالاً كبيراً لذلك يحرص على تكرار تجربته كل عام.
أما أحمد مختار (35 عاماً) بائع تين شوكي في منطقة الرحاب شرقي القاهرة فيقول لبوابة "العين" "التعامل مع التين الشوكي صعب بسبب الشوك ولكنني أتغلب على ذلك بارتداء قفازات بلاستيكية سميكة".
ويضيف "أبيع الثمرات في أطباق بلاستكية مغلفة به 10 ثمرات وأبيعه بعشرين جنيهاً وجمهوري من كل الفئات العمرية سواء الكبار الذين اعتادوا التين الشوكي أو الصغار والشباب الذين يريدون تجربته".
أيمن دياب، صاحب محل عصائر بوسط القاهرة، قال لبوابة "العين" "أستغل موسم التين الشوكي بصنع عصير التين الشوكي، حيث أضعه مع الماء والسكر وأقوم بخلطه وتصفيته من البذر قبل تقديمه".
ويضيف أيمن "يلاقي عصير التين الشوكي إقبالاً من الشباب والكبار ولكن مشكلته أن موسم التين قصير ولا يمكن تخزينه لتقديمه طوال العام".
ولزراعة التين الشوكي فوائد كثيرة، بحسب تقرير لمعهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة المصرية، حيث تعد زراعته ذات عائد اقتصادي كبير، وتكلفته الإنتاجية قليلة، بالإضافة إلى أنه يتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة.
ووفقاً للتقرير ذاته يمكن للتين الشوكي أن ينمو في ظروف التربة الفقيرة ويمكن زراعته في الأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة.
أما معهد تكنولوجيا الأغذية التابع لوزارة الزراعة المصرية فاستعرض في تقرير له فوائد التين الشوكي ومنها أنه يعد من المواد الملينة، لأنه يساعد على الهضم ويحتوي على ألياف كثيرة، ويسهم في ثبات معدل سكر الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن غناه بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين "ج".
وأضاف التقرير أن بذور التين الشوكى تستخدم في الحصول على زيت عالي الجودة، وتستخدم مخلفات العصر في صناعة الأعلاف، وتحتوي البذور على نسبة 16.6% دهون، و4.9% ألياف، كما تحتوي على عناصر الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمنجنيز، والفوسفور، والحديد، والزنك، والنحاس، والقشرة الخارجية للتين تستخدم فى بعض الصناعات المهمة مثل أنواع من السكريات، حيث تحتوي على نسبة من السكر تصل إلى 10%، ويمكن استخدامها كذلك في إنتاج الكحول والجلسرين والخل، وتمثل القشرة حوالي 40- 45% من وزن الثمرة.
ولا تقتصر الاستفادة من محصول التين الشوكي على ثماره فقط، لكن تمتد لتصل إلى ألواح التين التي تستخدم في تصنيع بعض مستحضرات التجميل وكغذاء للإنسان، حيث تستهلك كخضراوات طازجة أو مطبوخة في بعض البلاد مثل المكسيك، كما تستخدم الألواح في تغذية الإبل والأغنام، وبذلك تسهم في حل مشكلة العلف الحيواني، وتحتوي الألواح على نسبة 12% بروتين، و27% دهون، و58% كربوهيدرات، و12.9% ألياف.