كورونا والميراث وحق السفر.. هموم المرأة في كرنفال غزة السينمائي
عبر الكرنفال السينمائي الرابع، قدمت مخرجات فلسطينيات أفلاما تحاكي معاناة النساء في المجتمع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وأطلق مركز شؤون المرأة في غزة عبر تقنية برنامج "Zoom" والبث المباشر على فيسبوك "الكرنفال السينمائي الرابع لأفلام المرأة"، وسط حضور رقمي من المثقفين والمهتمين من الجنسين، ضمن فعاليات حملته السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي بدأت في 25 نوفمبر تحت شعار "فلنتحد لإنهاء العنف ضد المرأة".
وأوضحت اعتماد وشح، منسقة برنامج الفيديو في مركز شؤون المرأة ومنسقة كرنفال سينما غزة للنساء، أن الكرنفال يهدف إلى إنتاج أفلام تعبر عن واقع النساء في قطاع غزة، وتقديم صورة فلسطينية واقعية عن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي تعايشه النساء.
وأضافت لـ"العين الإخبارية" أن الأفلام تتناول أيضا الواقع الصحي الذي تعيشه المرأة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدة ضرورة دعم الإنتاج السينمائي للمرأة الفلسطينية، والنهوض بالحركة السينمائية في قطاع غزة وتشجيع المخرجين/ات على الإبداع.
أفلام تحاكي معاناة المرأة
وتقدمت 27 فكرة لمسابقة أفلام المرأة هذا العام، اختيرت منها 15 فكرة منها، وبعد الإنتاج اختيرت 10 أفلام للعرض في الكرنفال، وفق وشح.
وأشارت إلى أن الأفلام سلطت الضوء على موضوعات المرأة المختلفة من ميراث وحضانة أطفال وإنجاب وحق السفر، مؤكدة أن جميعها موضوعات تدور حول الوجع الفلسطيني.
وقالت: "كل فيلم يعكس الحالة الفلسطينية وهو قريب من الناس لأنه من واقع حياتهم الاجتماعية الحقيقية في غزة".
وتابعت "الكرنفال إضافة إلى معالجته واقع المرأة بغزة يعد وثيقة فلسطينية توثق الحالة الاجتماعية الفلسطينية. إضافة إلى ان الكرنفال يشجع الحالة السينمائية بغزة".
وذكرت أن هناك معيقات لإنتاج السينما في غزة، "ونحن من خلال الكرنفال نحاول تشجيع السينما ودعم الإنتاج السينمائي".
وعادة ما يكون الكرنفال حضوريا، إلاّ أن المنظمين قرروا أن يكون عبر الفضاء الإلكتروني هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث شاهده أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن.
محاولة
"محاولة" أحد الأفلام التي عرضت في الكرنفال، للمخرجة سحر لبد التي أوضحت لـ"العين الإخبارية" أن فيلمها روائي مدته 4 دقائق ويمقل فيه إبراهيم المصري ونيفين زيارة ومعتز زيارة.
ويروي الفيلم مشكلة عدم الانجاب في غزة، فبعد 4 محاولات إخصاب اصطناعي بين الزوج يحيى (إبراهيم) والزوجة مريم (نيفين) باءت بالفشل بدأ كل واحد من الزوجين التفكير بطريقة مغايرة، ففكر الزوج بالزواج من أخرى، والزوجة قررت الصبر على زوجها.
ووصل الفيلم لعقدته التي تظهر فيه المخرجة أن مشكلة العقم من عند الزوج لتأتي النهاية وتؤكد أنها من الزوج فعلا، وهنا يتفق الزوجان على استمرار الحياة الزوجية وعدم الالتفات للضغوط.
وهذا رابع فيلم لسحر التي أصيبت بغصة لعدم عرض الفيلم حضوريا لتترجم عيون النساء وما يقلنه وهن يشاهدنه، على حد تعبيرها.
وتطمح سحر لإخراج المزيد من الأفلام التي تروي موضوعات متشابكة معقدة لتشارك فيها خارجيا.
وطن
ويروي فيلم المخرجة عفاف صيام، ومدته 8 دقائق، قصة حقيقية بطلتها صبية في غزة تعاني مع توالي الأخبار عن عريسها بعد إصابته بفيروس كورونا في بلجيكا، فهي لا تستطيع السفر إليه بسبب صعوبات السفر من غزة، وكذلك لا تسعفها التكنولوجيا الرديئة في غزة من التواصل السهل والمستمر للاطمئنان عليه.
الصبية وطن واحدة من بين آلاف الفتيات المخطوبات في غزة من فلسطينيين يعيشون خارج فلسطين، ولا يستطعن الوصول إليهم بسهولة، وتخلق هذه الصعوبات مشاكل عند الكثير من العرسان، وهي من النوع الذي يصعب حله عن بعد.
وكانت نهاية الفيلم مفتوحة على خيارات متعددة لكنها كلها تصب عند المسؤول بانتظار جواب سؤال الأسئلة: ما المصير؟.
وقالت عفاف لـ"العين الإخبارية" إنها ركزت على موضوعات المرأة الفلسطينية لأن كل مشاكل المجتمع في النهاية تصب عند المرأة وتنعكس سلبا عليها..
إبداعات جديدة
وقالت آمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة، إن الكرنفال في نسخته الرابعة كان على موعد مع إبداعات جديدة في عالم صناعة الأفلام الروائية والوثائقية التي تحاكي الواقع وتسلط الضوء على أهم القضايا التي تعاني منها النساء في المجتمع الفلسطيني وبشكل خاصة في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه جاء في ظروف استثنائية يعيشها المجتمع الفلسطيني في ظل انتشار جائحة كورونا، التي كانت ولا زالت سبباً في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتزايد معدلات العنف خاصة العنف المنزلي ضد النساء والفتيات وذوات الإعاقة.
وأشارت صيام إلى أن هذا الكرنفال تناول من خلال أفلامه الـ 15 قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية عديدة برزت على الساحة الفلسطينية؛ تناولت موضوعات عديدة متمثلة في هجرة الأزواج، وتعدد الزوجات، واجبار المرأة على الزواج، والحرمان من الميراث.
كما تناولت العنف والتمييز، الذي تتعرض له النساء وكفاحاتها في مواجهة الفقر والجل والثقافة الذكورية التي تحد من فرصها في التقدم والازدهار، بالإضافة إلى أن 5 أفلام تدور حول المسؤولية الأبوية وقضايا الجندر (الجنس)؛ الذي يساهم في التغيير الإيجابي في أدوار كلا الجنسين وتعزيز المسؤولية الأبوية، للحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي.