الروائية الفلسطينية إيمان الناطور: لا أرى نفسي خارج الكتابة
إيمان الناطور، ابنة مدينة غزة، درست الأدب الإنجليزي في جامعة القدس المفتوحة، وأصدرت 4 روايات منها "ثمن دموعي" و"ياسمين"
قالت الروائية الفلسطينية إيمان الناطور إنها طاردت الكتابة الروائية مبكرا، حيث مارستها بسرية مطلقة رغم قناعتها بقدراتها الإبداعية لأسباب اجتماعية اضطرتها لتأخير الإعلان عن نفسها ككاتبة، ولكنها نجحت فور اتخاذها في رفع الستار عن أعمالها بإثبات نفسها لكي يتناولها القراء بشغف.
وأصدرت الناطور، ابنة مدينة غزة، التي درست الأدب الإنجليزي في جامعة القدس المفتوحة، 4 روايات هي: ثمن دموعي، وياسمين، واقترب موسم الحصاد، وفلسطين كنعان، بالإضافة إلى 12 مخطوطا تنتظر دورها في النشر.
وتقول الروائية الفلسطينية لـ"العين الإخبارية": "الكتابة فعلتي المتممة لشخصيتي، ولا أرى نفسي خارج الكتابة، لأن البداية كانت من نقطة سوداء قدرت لي في صفحتي البيضاء، انطلقت بعدها لأقول بلغتي ما أعبر به عن نفسي".
وتابعت: "خلعت عن نفسي قيوداً كثيرة، فتحررت من واقع البؤس والحصار والدمار والكآبة، قدر ما استطعت وصنعت من الرواية عالمي الخاص، الذي يشبهني بكل التفاصيل، فلا أحب أن أكون تقليدية ولا مقيدة، ولا عابسة ولا صارمة، ربما محلقة دوماً في خيالي أصطاد شخوص رواياتي من غمام مذاب".
وأكدت أنها لا تتصنع جعل أبطال رواياتها خارقين، وقالت: "أحداثي كالزمن والمكان والأشخاص في رواياتي ثورة متقدة، لا تنام لها شعلة، ولا ينطفئ فيها بارود، واللهفة والأحاسيس وعناق الفصول كانتفاضة أجنحة البلابل تحت المطر".
وتابعت: "كتبت محاولتي الأولى بعنوان زهرة وأنا لم أتجاوز 17 سنة من عمري، وهي ثلاثية فرغت فيها مكنوناتي بعد انسحابي من عالم الطفولة، ومعي خزائن الأفعال البريئة، ولهفتي للغد الذي تمنيته أوسع فضاءً وأكثر جمالاً".
وذكرت أن الفكرة كانت عن "بنت فقيرة وبسيطة جداً يحبّها شاب غني ونبيل ويلاقي الشاب معارضة من أهله ويواجه الطرفان مكائد متعددة تفرق بينهما لتعود زهرة بعد سنوات ثرية وتبحث عنه لكي يلتقيا، وتعتمد على وصف الفرق بين البيئة البسيطة التي تعيش فيها زهرة اليتيمة مع جد صياد يتخذ من خيمة على الشاطئ مسكنا له وبيئة الشاب الذي يحبها المليئة بمظاهر البذخ، ومن زهرة تعلمت الكتابة أكثر، وسلمت نفسي للخيال الإبداعي".
وأضافت: "تجربتي في العشرين سنة تقريباً أعطتني عتبات نص كثيرة لأصبح متمكنة في صناعة أشخاصي والأحداث وأن أختار الأزمنة والأمكنة خارج الضابط الجغرافي المقيد، ليكون وطني الرواية وليس الرواية تحكي عن وطني، كما هو التقليد عند أغلب الروائيين، وأن أتمرد على الواقع فلا يجبرني على كتابته بل أخترع وقائع تناسب خيالي، وأصهر لغتي من محابر مخمّرة بالذائقة المرجوة، أخترع القسوة والعنف ولكن عربات الإطفاء تكون جاهزة على الدوام لإخماد الحرائق، فالإنسان عندي وفي رواياتي مهما كان شريراً فيه الرحمة".
وتابعت: "لست ممن يتستر على الصفات المرفوضة في عملي الروائي، بل أجيد إبرازها لكي تواجهها الصفات الحميدة، ولا خاتمة واضحة للمنتصر فيها، وهذا ما فعلته مع روايتي (ياسمين)".
ورغم أن أعمالها الروائية الصادرة لها كثيفة الأوراق قد تصل الرواية الواحدة إلى 700 صفحة، كما هي رواية "ثمن دموعي" ورواية "ياسمين"، لا تجد الكاتبة كما تقول لـ"العين الإخبارية" غضاضة في عدد الصفحات، وقالت: "العبرة بإقناع القارئ من أول ورقة في الرواية أنها تستحق المتابعة، لأن العمل الروائي عالم له أبوابه فمن فتحه دخله، فإن أعجبه عاشه وإلا هاجر منه، وسقط عن ظهر الغلافين بدون مظلة تؤمن للكاتب السلامة".
وتابعت: "الروائية أجاثا كريستي قدوتي في الرواية، وأحب أسلوب أحلام مستغانمي، فالمرأة قادرة ومقتدرة أدبياً وإبداعياً، ولا ينقصها أن تصل إلى أذواق القراء، وأن تحجز مطارحها المتقدمة في قلوب الناس، وهذا ما أتمناه كروائية أن أصل بكلمتي لعقول وقلوب القراء".
وأكدت أن "الكتابة عندي تحدٍ لظروف الدهر فأنا متأهبة دوماً ومسلحة بالقلم، حتى ظروفي الخاصة وما أمر به من مصاعب أتعامل معها بالكتابة، وأطلق العنان لمخيلتي أن تسحبني من واقعي إلى وقائع أخرى، تهبط بعد حين على صفحاتي، فتشغلني عن كل ما هو ثقيل على نفسي، وأن أخلص للكتابة لأنها عشقي، بعد أن نفضت يدي من غبار الواقع الكثيف، لذلك المرأة مركز الرواية في أعمالي، ومن أجلها أقدح زناد الهمة فأكتب ليلاً ونهاراً، وأقرأ عنها بغزارة، وأناضل من أجلها بشراسة، فالمرأة العربية تحتاج إلى الكثير لكي تأخذ حقوقها".
وذكرت الروائية أن أحلامها بسيطة وممكنة كأنّ توقع رواياتها في عواصم عربية ودولية، وأن تنافس على جوائز مرموقة، وأن تجد مكانها في صفوف الأدباء والكتّاب، كما أنها تتمنى أن يسود وطنها السلام، وبسؤالها عن الحرب، قالت إنها "كفر".
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA==
جزيرة ام اند امز