فيلم "ماي بيرفكت رومانس".. الحب الأعمى ينقصه الشغف
الفيلم يروي حكاية ويس ربنسون "كريستوفر راسل"، الرئيس التنفيذي لشركة عائلته الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة، ويعاني من ضغوط والدته عليه.
جميعنا يقع في الحب، وهذا ما يجعل الأفلام الرومانسية، ولا سيما الكوميدية منها، وجبة ضرورية لا بد منها في حياتنا، حتى لو كانت خفيفة أشبه بتناول حبة فاكهة في آخر النهار.
هذا هو الحال عند مشاهدة الفيلم الكندي "My Perfect Romance"، وهو من تأليف أماندا مكنيس، وإخراج جاستين دايك، الذي لا يبدو مشغولاً بتقديم فيلم ضخم على المستوى التقني أو الأفكار، وإنما يريد قول حكايته ببساطة، ولا يدعي أنه سيغير مجرى حياة مشاهديه من خلالها، وإنما يريد فقط أن يغازل المشاعر في قلوبهم، ويسقيهم قليلاً من (خمر) الحب في نهايته.
يروي الفيلم حكاية ويس ربنسون "كريستوفر راسل"، الرئيس التنفيذي لشركة عائلته الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة الذي يعاني من ضغوط والدته "مورجان فيرتشايلد" عليه بعد تراجع أسهم شركتهم، وأثناء مناقشته الأفكار الجديدة لتحسين مبيعات شركته، يجد الحل في مشروع موظفته فيفيان "كيمبرلي- سو موراي" التي تعمل على تطوير خوارزمية للتعارف والمواعدة على الإنترنت تحت اسم "My Perfect Match"، تعتمد على التوافق أولاً بدلاً من الشغف لتحديد الاحتمال الدقيق للحب بين شخصين، وذلك استناداً إلى البصمة الرقمية.
وعلى الرغم من قناعة "ويس" بأن الشغف يبقى أهم من التوافق، يتبنى مشروع فيفيان"My Perfect Match" ويطلب من جميع موظفي شركته التركيز على تسويقه.
وفي أثناء ترويجه للموقع برفقة فيفيان ضمن برنامج تلفزيوني، يتعهد ويس لمقدم البرنامج بأن يكون هو وفيفيان أول المسجلين في الموقع للعثور على الحب، وهو الأمر الذي يعده تحدياً من شأنه أن يزيد الطلب على منتجه الجديد.
وسرعان ما تبدأ فيفيان باختبار نتائج الخوارزمية على الأرض، وتتعرض لمواقف طريفة مع من يرشحه لها الموقع، إلى أن تقر بفشلها في إيجاد الطرف المثالي لها في الحب من خلاله.
ومع انجذابها العاطفي إلى مديرها ويس، تصطدم فيفيان بانخفاض عدد مستخدمي الخوارزمية مع اقتراب عيد الحب، خلافاً لما كانت تتوقعه في هذا اليوم، وعندها تتأكد من انهيار المشروع، ولكن يبقى عليها أن تظهر مع ويس في البرنامج التلفزيوني ذاته لإظهار نتيجة التحدي، وهناك ستكتشف فيفيان أن ويس تخلف عن الاشتراك في الموقع ولم يخبرها، وأنه قبل يوم واحد فقط من الظهور في البرنامج اشترك فيه، وقد رشحه الموقع بوصفه شريكاً مثالياً لها، في إشارة إلى أن مشروعها لم يفشل، وإنما تأخرت نتائجه الصحيحة فقط بسبب تخلف "ويس" بالاشتراك فيه، لكن ذلك لم يحدث لو لم يكن الشغف أساسياً فيه كما التوافق.
ينتهي الفيلم بالنهاية السعيدة ذاتها المتوقعة منذ بدايته، من منا يا ترى توقع غير هذه النهاية...؟!
بكل الأحوال بساطة الحبكة لا تعيب الفيلم ولا بناؤها الحكائي المكشوف، ويبقى أهم ما فيها مقولته إننا جميعاً نقول إن الحب أعمى، في إشارة إلى أن التوافق الفكري بين الطرفين هو الأساس، لكن تجريب ذلك على أرض الواقع يؤكد أن هذا النوع من الحب لا قيمة له من دون شغف بينهما.
نقدياً قد لا يروق لكثيرين من النقاد، أن الفيلم بحبكة مكشوفة، ولعلنا بتتبع وحركة الكاميرا وتصميم الإضاءة، نخلص إلى أن الفيلم أقرب ما يكون إلى التلفزيون من السينما، وهو أيا كان، يستحق تصنيفه بنجمتين ونصف باعتباره يتراوح بين الجيد والمتوسط، ويعاني من خلل ما في التنفيذ، وفي عامل التشويق فيه، رغم أنه جدير بالاهتمام.. ولكن ذلك كله سيسقط من حسابات العشاق، ولا سيما أولئك الذين لا يريدون إلا الاسترخاء على الأريكة بالقرب ممن يحبونهم، ومتابعة حكاية بلا عقد ولا دموع، تثير فيهم دفء مشاعر دفينة أو ترفع من درجة حرارتها.
" My Perfect Romance" متاح للمشاهدة لمن هم فوق سن الـ7 على شبكة "نتفليكس"، وهو وجبة ترفيه خفيفة بعد عشاء ليلة عيد الحب.