من الفريزر لخزائن الأثرياء.. «Norwegian Wool» رمزًا للأناقة الشتوية

النجاح ليس سهلاً، وربما أصعب ما فيه هو الإرادة والإصرار.
روى تقرير نشره موقع "CNBC" قصة نجاح بدأت عام 2014 على يد مايكل بيركوفيتز والذي أجرى أول اختبار ميداني لمعطف صوفي طويل مقاوم للماء من تصميمه.
ولأن الطقس لا يسمح، اصطحب بيركوفيتز، مؤسس شركة الأزياء الفاخرة الناشئة نورويجن وول (Norwegian Wool)، المعطف إلى سوبرماركت في هارلم، حيث أمضى 30 دقيقة داخل غرفة التجميد لاختبار الدفء. كانت النتيجة واضحة: وجهه برد، لكن جسده بقي دافئًا. "وقتها أدركت أننا على الطريق الصحيح"، يقول بيركوفيتز.
وقرر بيركوفيتز خوض مغامرة ريادية بعدما فشل في العثور على معطف أنيق وعملي يناسب شتاء نيويورك القارس. وبعد أبحاث، اكتشف أن معظم المعاطف الفاخرة تُصمَّم في مناطق معتدلة كفلورنسا، حيث لا تنخفض الحرارة كثيرًا، فيما شركات أخرى تصنع ملابس دافئة لكنها تفتقر إلى الأناقة المطلوبة في بيئات الأعمال.
واستثمر بيركوفيتز 250 ألف دولار -بينها 50 ألفًا من مدخراته، و200 ألف من المدير المالي السابق لشركته- لتطوير أول دفعة من المعاطف بالتعاون مع مصانع إيطالية. وعلى مدار شهور، عرض النماذج على متاجر فاخرة مستقلة في الولايات المتحدة، حاملًا معطفًا على جسده واثنين في حقيبته الصغيرة. وأثمرت جهوده ببيع 200 معطف في ثلاثة أشهر، وتفرغه الكامل للمشروع في أوائل 2015.
تسويق واسع
واليوم، تُباع منتجات نورويجن وول في أكثر من 100 متجر حول العالم، منها سلاسل كبرى مثل ساكس فيفث أفينيو وبلومينغديلز ونوردستروم، إلى جانب متجرها الخاص في نيويورك. ومعاطفها، التي يتراوح سعرها بين 1545 و2945 دولارًا، أصبحت تزين أكتاف رجال أعمال وممثلين وسياسيين، بل ظهرت في مسلسل Succession على HBO.
وبحسب بيركوفيتز، فإن نحو 40 مليارديرًا اشتروا من علامته. ويؤكد أن سر نجاح نورويجن وول يكمن في المزج بين الأناقة الوظيفية والتصميم العملي، إذ أن ارتداء معطف يشبه ملابس القطب الشمالي في أجواء معتدلة لا يعطي انطباعًا بالقوة والحسم -وهي صفات حيوية في عالم الأعمال.
وشهدت الشركة نموًا مطردًا، وحققت أرباحًا في سبع من السنوات الثماني الماضية. ونالت تمويلين كبيرين في عام 2018 من مستثمرين خواص، فيما لا يزال بيركوفيتز يملك الحصة الأكبر. أما خططه المستقبلية فتشمل إطلاق منتجات جديدة، وتكثيف التسويق، وتنظيم فعاليات منبثقة لتعزيز الحضور العام للعلامة.
ورغم ما حققته شركته من حضور عالمي، لا يزال بيركوفيتز يختبر المنتجات بنفسه. من جبال الألب إلى شوارع مانهاتن، يسعى للتأكد من أن كل تصميم يعكس ما يريده عملاؤه: أناقة لا تتأثر بالطقس.