تمويل من أجل القمح.. البنك الدولي يؤمن غذاء مصر الذهبي
على مسار تأمين احتياطيات سلعة القمح الاستراتيجية، تمضي الحكومة المصرية جاهدة لتعزيز الإنتاج المحلي، وكذلك التعاقد على إمدادات جديدة.
وكان وزير التموين علي المصيلحي قد قال نهاية مايو/أيار الماضي، إن مصر التي تعد واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم لديها احتياطي استراتيجي من القمح يكفي لمدة 4.5 شهر.
تحسين الصوامع ودعم المشتريات
وتستعد مصر للحصول على أكثر من 600 مليون دولار من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي لتحسين نظام صوامع القمح ودعم مشتريات القمح الحكومية في الوقت الذي تكافح فيه تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأظهرت وثيقة للبنك الدولي أنه بموجب برنامج للأمن الغذائي، ينتظر موافقة مجلس إدارة البنك، ستتلقى مصر 380 مليون دولار لمساعدة مشتري الحبوب الحكومي على استيراد ما يصل إلى 700 ألف طن من القمح لبرنامج دعم الخبز.
وسيتم تخصيص مبلغ إضافي قدره 117.5 مليون دولار لزيادة سعة الصوامع، وتمويل تطوير أصناف قمح عالية الإنتاجية وتحسين القدرة على التكيف مع المناخ.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار وتوسعة العضوية أوليفر فاريلي، بشكل منفصل الأربعاء 1 يونيو/حزيران الجاري، عقب زيارة للقاهرة، إن المفوضية الأوروبية خصصت 75 مليون يورو (80.24 مليون دولار) لتوسعة طاقة تخزين القمح في مصر، و 25 مليون يورو (26.75 مليون دولار) للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الزراعة.
وهذا التمويل جزء من حزمة لدعم الأمن الغذائي تم الإعلان عنها مسبقًا بقيمة 225 مليون يورو (240.71 مليون دولار) لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتضررة من الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتركت الحرب في أوكرانيا مصر، التي توفر الخبز المدعوم بشدة لأكثر من 70 مليون شخص، في مواجهة ارتفاع حاد في تكاليف الاستيراد.
وكانت روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح لمصر، إحدى أكبر مستوردي القمح في العالم.
وقالت وزارة التموين المصرية الأسبوع الماضي إن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ومقرها السعودية ضاعفت حدها الائتماني لمصر إلى ستة مليارات دولار لمساعدتها على استيراد القمح.
شحنة قمح أوكرانية تتجه إلى مصر
وفي بادرة على انفراجة في صادرات الحبوب الأوكرانية، كشفت مصر عن أول شحنة قمح أوكراني تصل قريبا للبلاد.
وقد أكد مسؤول مصري أن مصر بانتظار شحنة قمح أوكراني، ستصل إلى البلاد عبر رومانيا.
وأوضح ياسر توفيق رئيس قطاع الاستلام والتخزين بالقابضة للصوامع، في تصريح لقناة "صدى البلد" المصرية أمس الأربعاء، أنه تم نقل الشحنة بالسكك الحديدية من أوكرانيا إلى رومانيا، ومن ثم يجري تحميلها لنلقها بحرا.
وأضاف أن مصر تنتظر وصول عدد من شحنات القمح من بلغاريا وفرنسا وروسيا خلال الفترة القادمة.
وتعمل مصر، التي كانت تعتمد على روسيا وأوكرانيا لتأمين 42% من وارداتها من الحبوب، جاهدة لتقليل تداعيات الحرب على إمداداتها.
ووفقا لوكالة "بلومبرج" للأنباء أمس الأربعاء، فإنه من المقرر أن ترتفع فاتورة القمح بأكثر من النصف إلى 4.4 مليار دولار في السنة المالية الحالية، التي تنتهي بنهاية يونيو/حزيران 2022، في ظل ارتفاع أسعار الحبوب على خلفية الحرب في أوكرانيا وتراجع إنتاجية المحاصيل في مناطق أخرى.
وكانت الحكومة المصرية قالت في مايو/أيار الماضي إنها تجري محادثات مع أوكرانيا حول كيفية استلام القمح المتعاقد عليه سابقا، في ظل الإغلاق الحالي لموانئ التصدير. وكان نقل الحبوب بالسكك الحديدية إلى رومانيا أحد الاحتمالات التي جرت مناقشتها.