كرة القدم 2020.. من الأرباح القياسية إلى الخسائر الفادحة
كان لعام 2020 الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أثر سلبي كبير على أندية كرة القدم حول العالم بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأدى انتشار كورونا في 2020 إلى التأثير على حضور الجماهير للمباريات، ما أثر على إيرادات الأندية من المباريات كعائد مهم جدا لها، بالإضافة للأموال القادمة من البث التلفزيوني والتي تأثرت بفترة التوقف من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لكنه امتد كذلك إلى قيم اللاعبين التسويقية، وهو ما أصبح له تأثير سلبي أيضا على الأندية التي تمتلك نجوماً كباراً وتغالي في بيعهم.
توقعات ونتائج
توقعت مؤسسة "KPMG" الدولية للخدمات المالية والاستشارية، ومقرها هولندا، في مارس الماضي، أن تخسر الدوريات الخمسة الكبرى 4 مليارات يورو في الموسم الماضي 2019-2020.
بدأت الخسائر حين قررت الدوريات الكبرى رد مبالغ لقنوات نقل المباريات كغرامة عن فترات التوقف، حيث أعاد البريمييرليج 360 مليون يورو والبوندسليجا 200 مليون يورو واليويفا 575 مليونا.
خسائر الأندية
على صعيد الأندية كانت هناك خسائر متفاوتة لكنها ظلت كبيرة، حيث إن ريال مدريد بطل إسبانيا في 2020 أعلن قبل أيام قليلة أن ميزانيته تقلصت حوالي 300 مليون يورو عن المتوقع لها، بينما فيما يخص الأرباح فإن النادي خسر 106 ملايين يورو، أي أقل 13% من الطبيعي، مما أدى لقرار تخفيض الرواتب.
تخفيض الرواتب كان وسيلة الأندية لإنقاذ نفسها في ظل أزمات ما بعد توقف النشاط.
إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، الرئيس السابق لبرشلونة، أعلنت عن حجم خسائر في 2020 بلغ 97 مليون يورو، بينما ارتفعت الديون بنسبة 100%.
وأكدت إدارة البارسا أن كورونا كان له دور وعواقب وخيمة على النادي، أثرت على فريق الكرة مثلما أثرت على صناعة الرياضة ليس في أوروبا فقط ولكن حول العالم.
توقف النشاط لما بعد انتهاء السنة المالية في 30 يونيو/ حزيران كان له أثر أيضاً في ظهور هذا الكم من الأرقام السلبية اقتصادياً للأندية.
على صعيد الدوريات، تكبد البريمييرليج خسارة بلغت 1.4 مليار يورو، بينما تكبدت أندية المسابقة 750 مليونا، وأندية الدوري الإيطالي 700 مليون.
وذكرت دراسة حديثة، أعدّتها مؤسسة KPMG الدولية للخدمات المالية والاستشارية، أن الأندية الألمانية الـ18 في البوندسليجا قدّرت خسائرها بما بين 650 و750 مليون يورو، منها 140 مليونا للتذاكر، و240 مليوناً من عائدات الإعلانات، أمّا الباقي، أي 370 مليون يورو، فهو من عائدات البث الفضائي.
باريس سان جيرمان الفرنسي من المتوقع أن يتكبد خسائر تبلغ 215 مليون يورو، خاصة أن الدوري الفرنسي لم يستكمل على عكس باقي دوريات أوروبا الكبرى.
التأثير الاقتصادي السلبي والسيئ لكوفيد 19 قاد عدة أندية لتسريح عدد من الموظفين أو منحهم إجازات مؤقتة، وهو ما نال انتقادات حادة من قبل الأوساط الاجتماعية في دول أوروبا.
أولمبياد طوكيو
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية في مارس الماضي أن اليابان ستتكبد خسائر خرافية بسبب تأجيل أولمبياد طوكيو.
وتم تأجيل الأولمبياد الذي كان مقرراً له العام الحالي، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، لمدة سنة بسبب انتشار الكوفيد بعد رفض أولي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لإقامته في 2020.
الوكالة الفرنسية قالت إن إجمالي التكاليف المهدرة والخسائر المادية على اليابان سيصل إلى أكثر من 11 مليار يورو.
تأجيل كأس أمم أوروبا التي كان ينتظر أن تقام في 12 بلدا أوروبيا كبد اليويفا 300 مليون يورو، بحسب موقع "إساتيستا" الإحصائي، قابلة لأن ترتفع إلى 400 مليون يورو.
من القمة إلى القاع
تلك الهزة التي حدثت لكرة القدم حول العالم في 2020 جاءت بعد عام واحد فقط من تحقيق إيرادات مالية كبرى، حيث إنه بنهاية موسم 2018-2019، حققت دوريات أوروبا الكبرى، الألماني والإنجليزي والإسباني والإيطالي والفرنسي، أرباحاً قياسية بلغت 28.9 مليار يورو بحسب تقرير لمؤسسة "ديلويت" المالية.
وتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قائمة الدوريات الأوروبية الكبرى بأرباح بلغت 5.2 مليار جنيه إسترليني، إذ عززت مسابقة البريمييرليج مكانتها كأغنى بطولة دوري كرة قدم في العالم بتحقيق زيادة 7% في الإيرادات عن الموسم الذي سبقه، مدفوعة بتوزيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" للإيرادات.
حلت مسابقة الدوري الإسباني في الوصافة، بعدما حققت أندية الليجا إيرادات بلغت 3.375 مليار يورو، بزيادة بنسبة 10 % عن الموسم الذي سبقه، بقيمة مالية تجاوزت 300 مليون يورو.
وأرجع التقرير زيادة إيرادات الليجا، إلى ارتفاع أرباح حقوق البث التليفزيوني من جانب وزيادة نسبة الأندية الإسبانية من حصص اليويفا المالية، بسبب نجاح الفرق الإسبانية اللافت على الصعيد القاري في آخر السنوات.
وارتفعت العوائد التجارية لأندية الليجا بنسبة 7%، بينما بلغ معدل الأرباح لكل ناد 169 مليون يورو، مع معدلات حضور جماهيرية بلغت 26.585 شخصاً للمباراة الواحدة.
بالنسبة للدوري الألماني، فقد بلغت إيرادات أندية المسابقة 3.345 مليار يورو، بإجمالي زيادة وصلت لـ177 مليون يورو عن 2017/2018.
وجاء هذا الارتفاع في الأرباح بالنسبة لمسابقة البوندسليجا بفضل الزيادة التي طرأت على قيمة إيرادات البث والتي بلغت وصلت إجماليا لحوالي 19 %.
وبالنسبة لمعدل أرباح كل فريق في البوندسليجا فقد بلغ 186 مليون يورو، مع معدل حضور جماهيري وصل لـ42.738 شخصاً للمباراة الواحدة، وهو الأعلى بين الدوريات الكبرى بفارق 6 آلاف مشجع عن المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
جاء الدوري الإيطالي في المركز الرابع بإجمالي إيرادات بلغ 2.495 مليار يورو، ثم الفرنسي في الترتيب الخامس والأخير بين دوريات القارة العجوز الكبرى بإيرادات 1.902 مليار يورو.
وبتحليل أسباب الارتفاع الكبير الذي حدث لإيرادات الأندية في أوروبا الموسم الماضي، فإن السقوط في الموسم الحالي بدا متوقعاً لأن عوامل كثيرة كانت تسهم في تحقيق الأرباح زالت، مثل الحضور الجماهيري والبث التليفزيوني.