2020.. حين قرر ميسي فضح برشلونة.. النجوم لم تعد ساكنة
شهد عام 2020 العديد من الأمور الاستثنائية، سواء بسبب جائحة كورونا، أو فيما يخص المشاكل الشخصية لبعض اللاعبين.
وبقيت الأزمة الأكبر في العام الذي ينقضي هذا الشهر، أزمة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني، مع إدارة النادي الكتالوني، ضمن مجموعة من الأزمات التي استمرت على مدار العام.
ميسي عُرف على مدار مسيرته الكروية بأنه لاعب قليل المشاكل والكلام، غير أن 2020 كانت مختلفة، سنة ربما تكون الأخيرة التي يرتدي فيها قميص برشلونة، بعدما كانت الأولى التي يخلع فيها قناع الهدوء
أزمة أبيدال
بداية الأزمات جاءت عندما خرج برشلونة من نصف نهائي كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية، بالخسارة 2-3 من أتلتيكو مدريد، حيث قررت الإدارة إقالة إرنستو فالفيردي بعد عامين ونصف مع الفريق.
إقالة فالفيردي أثارت غضب الفرنسي إريك أبيدال، الذي كان يعمل مديرا رياضيا، حيث انتقد نجوم الفريق بشكل ضمني في حوار مع صحيفة "سبورت" الكتالونية، قائلا: "عدد كبير من اللاعبين لم يكن راضٍ عن فالفيردي، ولم يكن يعمل بالشكل المطلوب، كانت هناك أزمة في التواصل الداخلي".
وأضاف: "العلاقة بين المدرب ولاعبيه في غرفة خلع الملابس كانت جيدة، لكن بكوني لاعبا سابقا أشتم رائحة أمور لم تكن على ما يرام".
هنا رد ميسي على أبيدال، ليخوض أول حروبه في 2020، وذلك عبر حسابه على موقع "أنستقرام"، حيث قال: "الشخص المسؤول عن الإدارة الرياضية -في إشارة لأبيدال- يقول إن عددا كبيرا من اللاعبين كانوا غير راضين ولم يعملوا أو يتدربوا بشكل جيد، إنه يقوم بتشويه وتلطيخ اسم اللاعبين".
وواصل ليو: "لا أحب الدخول في مثل هذه الأمور، ولكن يجب أن يكون كل شخص مسؤولا عما يحدث، على الإدارة الرياضية أن تتحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها، وأخيراً عند الحديث عن اللاعبين يجب أن يتم الإعلان عن الأسماء، لأن عدم الكشف عن الأسماء يعني أن جميعنا ملطخين بهذه الاتهامات".
أبيدال لم يجرؤ بعدها على الدخول في حرب مع زميله السابق، ولكنه أقيل في أغسطس/آب عقب الخسارة من بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
أزمة سيتين
وفي نهاية الموسم الماضي، وتحديداً عقب الخسارة 1-2 من أوساسونا الإسباني، انتقد ميسي فريق برشلونة ومردوده الفني، في انتقاد ضمني للمدرب كيكي سيتين.
الخسارة من أوساسونا في الجولة الـ37 أدت لخسارة لقب الدوري الإسباني لصالح الغريم التقليدي ريال مدريد، وذلك قبل أيام قليلة من استكمال الفريق لمشواره في دوري أبطال أوروبا.
وقال ميسي: "لقد ساعدنا في إهداء اللقب لريال مدريد، يجب أن ننتقد أنفسنا، قلت من قبل لا يمكننا الفوز بدوري الأبطال، ولم يصدقوا، والآن خسرنا الليجا بشكل لا يليق، كنا مفككين، لقد أهدرنا نقاطاً لم يكن يجب أن نهدرها، ما حدث ضد أوساسونا يعكس أداءنا على مدار الموسم".
وفي تلك اللحظة، قرر ميسي أن يوجه أول أسهم النقد للإدارة، قائلا: "منذ شهر يناير/كانون الثاني، والأمور في برشلونة تسير بشكل غريب وسيء، خسارة أوساسونا هي ملخص للموسم".
الانتقاد لم يكن الأول، ففي منتصف الموسم الماضي، اعترف ميسي بأن الفريق غير مرشح لإحراز دوري الأبطال، وهو اعتراف مغاير للوعد الدائم من ليو لجماهير كامب نو باستعادة اللقب.
سيتين من جانبه، وبعد إقالته من تدريب برشلونة، أقر في انتقاداته لإدارة برشلونة بدور وهيمنة ليونيل ميسي، مشدداً على إيمانه بالعبارة التي تقول إن ميسي بإمكانه إقالة أي مدرب باتصال هاتفي.
حرب بارتوميو وطلب الرحيل
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، تلك الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها برشلونة أمام بايرن ميونيخ 2-8، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث سارع بعدها اللاعب الأرجنتيني إلى طلب الرحيل.
ليو أكد أن رغبة الرحيل كانت قديمة، إلا أنه لم يرسل طلبا رسميا لإدارة النادي من أجل الرحيل عن كامب نو إلا في 25 أغسطس/آب، بعد 11 يوم من الخسارة التاريخية.
إدارة برشلونة رفضت طلب أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي، حيث أعلن رامون بلانيس، المدير الرياضي الذي خلف أبيدال، في اليوم التالي لطلب ميسي الرحيل، أن الإدارة تريد بناء فريق جديد حول اللاعب الأهم في التاريخ.
وحاولت إدارة برشلونة الهروب من أزمة ميسي بالتأكيد على أهميته للنادي فيما يخص الأمور المتعلقة بالإعلانات والتسويق من جانب، والمستوى الفني من جانب أخر، بينما وضعت شرطه الجزائي الـ700 مليون يورو كعائق أمام الأندية الساعية للتعاقد معه.
ميسي انتقد الإدارة في حوار مع موقع "جول" العالمي، مشدداً على أن النادي على مدار السنوات الـ5 الماضية لم يكن له أي مشروع فيما يخص فريق الكرة، واصفاً إدارة بارتوميو بالكارثية.
وعند رحيل لويس سواريز عن صفوف الفريق بعد 6 سنوات، انتقد ميسي الاستغناء عن أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي بعبارة مقتضبة ومعبرة لأقصى حد، حيث قال: "في هذه المرحلة، لم يعد أي شيء يفعلوه يدهشني".
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استقالت إدارة بارتوميو بعد حملة ضدها لسحب الثقة، كان للنتائج من جانب ولرأي ميسي من جانب آخر الدور الكبير فيها، وفي النهاية فاز ميسي بكافة حروبه الشخصية، ولكن بقي برشلونة بلا لقب في 2020.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز