"فينتك" تجذب الشباب العرب مع نمو ثقافة الادخار والاستثمار
يشهد قطاع التكنولوجيا المالية ازدهارًا بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل المصاعب الاقتصادية التي تسبب بها وباء كورونا وفقًا لمعهد ميلكين.
يسجل توجّه أكبر من الشباب العربي نحو استعمال التقنيات المالية الحديثة، أو "فينتك"، لإدارة نفقاتهم من ناحية الادخار والاستثمار.
ويقدر مركز الأبحاث المتخصص، بأنّ 465 شركة تمويل تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في المنطقة ستدر أكثر من ملياري دولار (نحو 1,78 مليار يورو) بحلول عام 2022، مقابل 30 شركة في عام 2017 وما يقرب من 80 مليون دولار.
وبحسب شركة "أس أند بي" الاستشارية، فإنّ هذا النمو سيتزايد خصوصا في دول الخليج حيث يرتفع طلب الزبائن على الخدمات المصرفية الرقمية، وفقًا لتقرير عام 2019.
- أثرياء العالم العشرة.. إيلون ماسك يؤكد تربعه على عرش المال
- لمواجهة التغير المناخي.. كوريا الجنوبية تبني أول مدينة عائمة في العالم
فيما يشير تقرير للبنك الدولي بعنوان "الادخار من أجل الشيخوخة" لعام 2016، إلى أنّ 7% فقط من البالغين في المنطقة التي تقطنها مجتمعات شابة وتسجّل معدّلات بطالة عالية، يدّخرون للتقاعد، وهو المعدل الأدنى في الاقتصادات العالمية.
إقبال متزايد
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "ثروة" للاستشارات المالية في دبي مارك شهوان "سلكنا نحن العرب الطريق الصعب لتحقيق الثروات"، مضيفا "نعتقد أن دخلنا هو ما سيجعلنا أغنياء بدلا من رأسمالنا".
وازدهرت بنوك رقمية عديدة في العالم خلال السنوات الماضية، لعل أكبرها "نوبنك" البرازيلي الذي له أكثر من 40 مليون زبون.
ويشير شهوان إلى أنّه لاحظ تحوّلا في السلوك المالي في الشرق الأوسط في العام الماضي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى الوباء الذي هدّد بتدمير العديد من الصناعات وشهد خسارة الكثير من الناس وظائفهم.
ويذكر أنّ هناك زيادة بنسبة 80% في تعاملات "ثروة" الجديدة منذ الربع الأول من عام 2020، بما يصل إلى 45 ألف محفظة للأفراد تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عامًا.
بحسب شهوان، فإنّ الزبون العادي جديد على فكرة الاستثمار الطويل الأجل، ولا يزال العديد من العرب مترددين بشأن الاضطرار إلى حصد الفوائد لاحقا بدلاً من تحقيق أرباح سريعة، ويوضح "ليس لدينا ثقافة بشأن الاستثمار طويل الأجل".
وهناك مشكلة أخرى، وهي المشهد الاستثماري في المنطقة، إذ يقتصر هذا المشهد في الغالب على الأفراد من ذوي القدرة المالية العالية، وعادة ما يتم تعريفهم على أنهم الأشخاص الذين يمتلكون ما لا يقل عن مليون دولار من الأصول السائلة.
ويرى مدير حلول الاستثمار في بنك الفجيرة الوطني الإماراتي هيثم جمعة أنّه "إذا أراد شخص ما استثمار 1000 دولار أو 10 آلاف دولار، فلن يجد الكثير لفعله".
ويشير إلى أنّ المستثمرين من أصحاب الإمكانيات الأصغر، يحتاجون إلى خيارات أكبر.
ويتابع "ما زلنا في المراحل الأولى"، مشيرا إلى سعي المصارف والشركات المحلية إلى إنشاء منصّات على الإنترنت لتثقيف المستخدمين وتبسيط فكرة الاستثمار.
بالنسبة إلى "لون"، وهي منصة مالية إلكترونية تمّ إطلاقها في يوليو/تموز في الإمارات، فإنّ تسهيل العملية وجعلها أكثر متعة، أمر أساسي لجذب مستثمرين جدد.
ويوضح أحد مبتكري التطبيق الكسندر سويد "لا يهم سنهم أو دخلهم أو خبرتهم"، مضيفا أن المنصة تركّز على الخطوات الأولية للإدارة والادخار ثم الاستثمار، وتشجيعهم على استخدام أدوات بسيطة عبر الإنترنت.
ويرى سويد أنّ سكان المنطقة "باتوا يريدون أن يكونوا أكثر استقلالية بدءا من أعمار صغيرة".
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز