«هجوم الموتى».. قصة غريبة من حروب البشرية
إنهم ليسوا «زومبي» ولا مشهدا في فيلم رعب.. إنهم قتلى انبعثوا من الموت ليواصلوا القتال وهم يتمايلون ويسعلون الدم.
و«الزومبي» مصطلح يطلق على الموتى الأحياء في فانتازي السينما.
هكذا هو القتال في زمن الحرب العالمية الأولى، حيث كان مختلفا عن أي شيء قد تسمعه عن الحروب القديمة أو الحديثة.
- أونودا.. الضابط الياباني الذي قاتل 29 عاما بعد نهاية الحرب العالمية
- الحرب العالمية الثانية.. أغرب الأسلحة وأكثرها فشلا
كانت ساحة القتال في 1915 هي قلعة "أوسويك"، فيما يعرف الآن بشمال شرق بولندا، والتي بنتها الإمبراطورية الروسية في القرن السابق، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "تاريخ الحرب".
ولأن القلعة كانت بمثابة شوكة ملحمية في خاصرة خطط ألمانيا للغزو، حاول الألمان خلال الحرب العالمية الأولى، الاستيلاء عليها في عدة مناسبات، ونجوا من نيران المدفعية الثقيلة، حتى إن الروس فوجئوا بصمودها في وجه مثل هذا الهجوم.
ومع وجود ما يقرب من 900 روسي مقابل ما يقدر بنحو 7000 ألماني، بدت الاحتمالات ميؤوس منها، رغم البنية الجبارة للقلعة، فالخصم أحضر معه كوكتيلا مميتا من غازات الكلور والبروم.
لكن لتنفيذ هجومهم، كان على الألمان انتظار ظروف الرياح المناسبة حتى 6 أغسطس/ آب عام 1915 لإطلاق خليطهم السام باستخدام 30 بطارية مدفعية.
وحين بدأ الألمان بفتح العلب لإخراج المادة السامة إلى داخل القلعة وطرد العدو، كان الأمر بالنسبة للروس يحتاج معجزة في تلك اللحظة.
ولم يكن لدى الروس أي أقنعة غازية لحماية أنفسهم ومنع استنشاق الغازات السامة التي كانت تسقط على مواقعهم في شكل ضباب أخضر غامق.
تسبب ذلك في مقتل حوالي نصف الجنود والضباط بطريقة مخيفة فيما كان البقية يصارعون الموت البطيء، وعندما تبددت سحب الغاز، كانت المأساة قد أتت على الروس.
«هجوم الموتى»
عندما أدرك الألمان أن خطتهم تسير كما أرادوا، انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهي اكتساح القلعة، فلقد كانوا على يقين بأن الطريق نحو هدفهم بات مفتوحا.
لكن فجأة خرج "الموتى" الروس من الخنادق ليلتقوا بهم ويهاجمون الألمان المندفعين في قتال تلاحمي، وكان الجنود الصامدون الذين أحرقتهم الغازات السامة يسعلون الدم وهم يحملون بنادقهم بما تبقى لهم من قوة.
كانت مواجهة يائسة امتزج فيها أزيز الرصاص بالدم القاني المتدفق من الأفواه والآذان، حتى أن الألمان انتابتهم صدمة هائلة من صلابة ما تبقى من هؤلاء الجنود الروس.
كانوا نحو 100 رجل يتمايلون في مشهد بدا وكأنه مقتطف من فيلم، وكانوا بملابسهم الدامية وهم يدافعون باستماتة عن مواقعهم، في ملحمة بثت الرعب في قلوب الألمان ودفعتهم للهروب.
وفي تلك المرحلة، بدأت المدافع الرشاشة الروسية الخمسة بإطلاق النار على الألمان المتقهقرين وأبادت منهم الكثير.
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز