بعد توقفها لشهرين: "5+5" الليبية تجتمع في تونس.. ما سر التوقيت؟
بعد انقطاع ما يقرب من شهرين عادت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، لعقد اجتماعاتها برعاية الأمم المتحدة وفرنسا.
ويعد هذا الاجتماع الأول للجنة العسكرية (5+5) بعد أزمة استهداف الجيش الوطني الليبي عبر قطع مرتبات الجنود ومحاولة عرقلة جهودها من قبل رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، لمدة أربعة أشهر.
وكشفت مصادر من اللجنة العسكرية عن مناقشة ملفين مهمين خلال الاجتماع، الذي انطلق مساء الثلاثاء، في تونس، ويستمر حتى غد الخميس، وهما نزع السلاح، وانسحاب المقاتلين الأجانب المتمركزين في البلاد
وهذا ما أكده أيضا اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، الذي قال إن الاجتماعات ستخصص لاستكمال تنفيذ ما تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف الصراع في 2020.
ملفات معقدة
وأضاف المحجوب، في بيان له، أن مسألتي تفكيك المليشيات وسبل دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية الرسمية، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، هي ملفات معقدة لم تجد طريقها نحو الحل حتى الآن، وسيتم التركيز عليها خلال الاجتماع.
خطاب حفتر بذكرى "الكرامة".. دعوة للحرب أم رسائل "مبطنة"؟
ويرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية الدكتور يوسف الفارسي، أن الاجتماع في هذا التوقيت هام جدا مع قرب انتهاء المسار السياسي في 21 يونيو/ حزيران الجاري.
وأضاف الفارسي لــ"العين الإخبارية" أن المسار السياسي أثبت فشله في ظل نجاحات تحققت من نظيرة العسكري، والذي أسس لوقف الحرب بالبلاد وهو صمام الاستقرار في المرحلة المقبلة.
وتابع أن عودة اللجنة العسكرية المشتركة للاجتماع سوف تدفع إلى استكمال الملفات العالقة، بينها إخراج المرتزقة، ودمج المليشيات، ونزع السلاح وتوحيد الجيش، بالإضافة لإعطاء دعم للمسار الدستوري الذي يعاني من الخلاف على بعض بنوده.
وأوضح أنه يجب على اللجنة التركيز على حل المعضلة الأمنية في غرب ليبيا، لدعم الاستقرار، خاصة بدمج السلاح وإنهاء وجود المرتزقة وتنظيم القاعدة، عبر رأسه عبدالحكيم بلحاج، ومفتي الإرهاب المعزول صادق الغرياني.
سر التوقيت
واتفق مع الفارسي، المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، واصفا اجتماع اللجنة العسكرية في تونس الآن بالهام جدا، في عمر الأزمة بالبلاد.
وأضاف الأوجلي لـــ"العين الإخبارية" أن الاجتماع يكتسي أهمية كبرى مع التقارب في المسار الدستوري بالقاهرة، ليشكل ورقة ضغط قوية، على رئيس الحكومة المنتهي ولايته عبدالحميد الدبيبة، والذي يتمسك بالسلطة ووعود فضفاضة مع قرب انتهاء مدة تكليفه فعليا حسب الاتفاق السياسي في 21 يونيو/حزيران الجاري.
وأشار إلى أن البعثة الأممية تريد إرسال عدة رسائل للجميع، أهما أن العسكريين أكثر انتظاما وحرصا على أمن ليبيا واستقرارها بعيدا عن التجاذبات، بعكس العديد من السياسيين.
وأكد أن الاجتماع سوف يكون له أثر كبير في حال الاتفاق على خطوات تطبق على الأرض، لخروج المرتزقة ودمج المليشيات، ونزع السلاح، واستكمال توحيد المؤسسة العسكرية.
وشدد المحلل السياسي الليبي على أن الليبيين يريدون الآن مشاهدة خطوات مماثلة، لما قدمه الجيش الوطني بإخراج 300 مرتزق كانوا موجودين بشرق البلاد في بادرة حسن النية.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز