خطاب حفتر بذكرى "الكرامة".. دعوة للحرب أم رسائل "مبطنة"؟
حمل الخطاب الأخير للقائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، حول جاهزية قواته للمسار الذي يختاره الشعب، رسائل مبطنة، فيما وجهته تفسيرات أخرى بأنه "دعوة للحرب".
ودعا المشير خليفة حفتر في خطاب خلال احتفال بمنطقة بنينا، بمناسبة ذكرى عملية الكرامة، الشعب الليبي، بكل مكوناته المدنية الوطنية، إلى أن "يمتلك بنفسه زمام المبادرة، ويرسم خارطة طريقه دون نيابة أو وصاية من أحد".
ولفت إلى أن "كل الاتفاقات والمبادرات السابقة تجاهلت مصادقة الشعب عليها ودعمه لها، وما ترتب عليها من إحباط، وتضاؤل في الأمل، ومن ضياع للجهد والوقت، واستنزاف للثروات، وانتشار للفساد، حتى بلغ الأمر أن أصبح جزء من ترابنا في غرب البلاد مرتعًا فسيحًا للمستعمر المحتل وللمرتزقة".
وتابع قائلاً: "على شعبنا أن يرسم خارطة طريقه دون نيابة من أحد وعندها سيجد الجيش حاضرا بكامل قوته".
تحركات رئاسية لدمج مليشيات غرب ليبيا ونزع سلاحها
وأدى حديث المشير حفتر عن الجاهزية، وحول "احتلال الغرب الليبي" إلى تقديم البعض تفسيرات لثنايا الخطاب، وتوجيهه على أنه "دعوة لإعادة الحرب"، في محاولة عمد إليها مروجو الشائعات لإشعال الفتنة في البلد المنقسم، وضرب محاولات الاستقرار.
هذا الطرح نفاه خبراء سياسيون ليبيون -في أحاديث لــ"العين الإخبارية"- موضحين أن ما أراده قائد الجيش الليبي هو التأكيد على وقوف الجيش بجانب الشعب لحماية رغباته بعودة البلاد إلى الاستقرار والأمن وحفظ السيادة الوطنية.
رسائل متعددة
ويقول المحلل السياسي الليبي، الدكتور كامل المرعاش، إنه لا بد من فهم التصريحات في سياقها، فقد جاءت في خطاب أمام حشد شعبي كبير في ذكرى انطلاق معركة الكرامة، ما يضفي عليها طابع التعبئة والامتنان للدعم الشعبي الكبير، الذي حظيت به هذه المعركة الوطنية تجاه المليشيات والإرهاب.
وأكمل المرعاش -في حديثة لــ"العين الإخبارية"- أن المشير حفتر أراد توجيه رسائل لجميع من يهمهم الأمر، بأن "القوات المسلحة العربية الليبية" هي رهن إشارة الشعب في الدفاع عن كرامته وسيادته كما سبق أن فعلت في عام 2015.
وأضاف أن المشير خليفة حفتر كان واضحًا في كلامه حول فشل كل المبادرات السابقة، وحول طلبه مباشرة من الشعب الليبي رسم خارطة طريق واضحة لمستقبله، تنهي وضع الفوضى والدولة الفاشلة، الذي تتخذ منه وتحركه بعض القوى الاستعمارية لتبقي هيمنتها على ليبيا.
دعوة للحوار وليس الحرب
وأكد أن الخطاب في مجمله ليس فيه حرف واحد يدعو للحرب والاقتتال بين الليبيين، وإنما "التأكيد على جاهزية الجيش الوطني الليبي لمقارعة قوى الاستعمار والاحتلال التي تدنس شمال غرب ليبيا، وتنشر قواعدها هناك، وتحتفظ بالمرتزقة الذين جلبتهم إلى ليبيا لخدمة أطماعها التوسعية"، وفق تعبير المرعاش.
ولفت المحلل السياسي الليبي إلى أن الخطاب كان دعوة مفتوحة للشعب الليبي للتشاور والحوار حول مستقبله وليس للحرب والاقتتال بين أبنائه.
حفتر: لولا الجيش ومساندة العرب لكانت ليبيا إمبراطورية إرهابية
وبيّن المرعاش أن التحضير للحرب والاقتتال في ليبيا الآن يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة وعائلته المتحالفة مع مفتي "الإرهاب" الصادق الغرياني، الذي لا يمر يوم إلا بفتوى جديدة لاستباحة دماء الليبيين لعودة الحرب بالبلاد.
غضب شعبي
أما المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، فقد أكد أن إعلان المشير خليفة حفتر استعداد الجيش لتنفيذ إرادة الشعب هو قول يحمل رسائل كثيرة للجميع وطمأنه لأبناء ليبيا.
وأشار عقيل -في حديث لــ"العين الإخبارية"- إلى أن "التفسير الأصح للحديث هو دعم إرادة الشعب عسكريا، بكل شيء وبكل ما أُوتي من قوة لتأمين رغباته، وما يؤكد طبيعة الانسداد والغموض اللذين تعانيهما العملية السياسية.. والكلمة من خلال إسقاطاتها المختلفة أكدت حالة الغضب من التدخلات الأجنبية".
وبيّن عقيل أن خطاب حفتر "وصف بوضوح تعطل كل شيء وعدم ظهور حل للأزمة الليبية، وسط التدخلات الخارجية بالبلاد، بالإضافة إلى وجود عمليات إقصاء يخطط لإقرارها بالقاعدة الدستورية المفترض أن تطول مشاركة أشخاص بعينهم بالانتخابات، ما يعني أنها ستأتي في صورة قانون للعزل السياسي".