رحلات الحجاج الأوروبيين الأوائل.. 5 قصص من تاريخ «مجهول»
خلال القرن الـ19، عرف الرحالة الأوروبيون طريقهم إلى المنطقة العربية، وجالوا بلدانها وصحاريها، وتأثروا بالحياة فيها، واعتنق بعضهم الإسلام.
وزار هؤلاء الرحالة مدن الحجاز ومكة المكرمة، وأدوا فريضة الحج بعد إسلامهم، وساعدت رحلاتهم في بناء جسور من الفهم والتفاهم بين المسلمين في الشرق وأوروبا.
وأسهمت رحلات الحجاج المسلمين الأوروبيين في تحطيم الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام في الغرب، وأظهرت أن الإسلام دين عالمي يتماشى مع جميع الثقافات.
وتستعرض "العين الإخبارية" رحلات هؤلاء الحجاج المسلمين الأوروبيين إلى مكة، وتأثيرها الكبير على تعزيز الفهم المتبادل والتواصل بين الثقافات المختلفة، وتجاربهم وتوثيقهم لرحلاتهم.
يوهان لويس - الحاج إبراهيم بن عبدالله
كان جون لويس بوركهارت المولود في 1784 رحالة ومستشرقًا ومغامرًا سويسريًا من طراز خاص، جاب بلاد أفريقيا والشام والحجاز، وزار مكة المكرمة وأعلن إسلامه وأدى فريضة الحج.
زار الرحالة السويسري مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة وينبع بين عامي 1814 و1815، وتجول فيها قرابة 10 أشهر، ووثق أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
درس "بوركهارت" اللغة العربية في جامعة كمبريدج وأتقنها في سوريا، واعتنق الإسلام بعد رحلة إلى مكة عام 1814، وأخذ اسم إبراهيم بن عبدالله، وشارك في مناسك الحج.
ويعدّ كتابه "Travels in Arabia" من المصادر المهمة لتاريخ العرب في مطلع القرن التاسع عشر، وقدم فيه معلومات عن مكة وشعائر الحج وأوضاع مدن الحجاز وميناء جدة محطته الأولى بعد قدومه من مصر.
ويليام هنري كويليام - عبدالله كويليام
ويليام هنري كويليام، المعروف بعد إسلامه باسم عبدالله كويليام، محام وناشط بريطاني، وأول بريطاني يشهر إسلامه علنًا وفقًا لروايات تاريخية.
وُلد عبدالله كويليام عام 1856 لأب ثري، وأسرة كاثوليكية متدينة، وكان مولعا بالعلم والثقافة، ودرس المحاماة في المعهد العالي في ليفربول عام 1878.
خلال عمله بالمحاماة، تعرض لهبوط عام في الصحة، ونصحه الأطباء بالسفر إلى إسبانيا أو فرنسا، ثم توجه إلى المغرب، وهناك بدأ في دراسة الإسلام وتراثه.
وفي الـ31 من عمره، أعلن ويليام اعتناقه الإسلام، وأطلق على نفسه اسم عبدالله بدلا من هنري، ثم عاد إلى بريطانيا وبدأ بنشر الدعوة إلى الله وذاع صيته بين المسلمين الدارسين هناك.
ومع هجرة عشرات الآلاف من المسلمين، أسس عبدالله كويليام أول مسجد ومركز إسلامي في بريطانيا في مدينة ليفربول ووضع العديد من الكتب عن الإسلام، وأدى فريضة الحج.
مراد هوفمان
دبلوماسي ومفكر إسلامي ألماني، ولد عام 1931، واعتنق الإسلام عام 1980 بعد دراسة طويلة للدين الإسلامي، وتحصل على الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد وأتقن الإنجليزية والفرنسية.
قدّم العديد من المؤلفات، وخاطب بها المجتمع الغربي معرِّفا ومدافعا عن الدين الإسلامي، كما خاطب ببعضها جماهير المسلمين، ومنها: "الإسلام كبديل، الإسلام في الألفية الثالثة ديانةٌ في صعود، يوميات ألماني مسلم".
قام برحلة إلى الحجاز للحج، وكتب عن تلك التجربة لا سيما في كتابه المعنون بـ"رحلة إلى مكة"، والتي ترجمت إلى العربية والإنجليزية، واتسمت بالوضوح والفهم العميق للدين.
ليوبولد فايس - محمد أسد
صحفي ومستشرق نمساوي يهودي، ولد عام 1900، واعتنق الإسلام وعمره 26 عاماً، وسمى نفسه محمد أسد، وزار مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وأقام في المدينة المنوّرة 6 سنوات.
وبحسب روايات تاريخية، جمعت صداقة بين محمد أسد والملك عبدالعزيز، وأتقن اللغة العربية، وتزوّج من إحدى أسر حائل المقيمة.
توفي محمد أسد عام 1992، ودفن في مقابر المسلمين بجنوب إسبانيا، وألف العديد من الكتب عن الإسلام والمنطقة العربية، وأبرزها كتابه البديع "الطريق إلى مكة" الصادر عام 1954، أحد أهم الكتب عن الحج.
ديفيد بنجامين - عبدالواحد داود
طبيب بريطاني، اعتنق الإسلام في النصف الأول من القرن العشرين، وأدى فريضة الحج في مكة المكرمة، وكتب عن تجربته في مؤلفاته، وقدم رؤى عميقة حول تجربة الحج وكيفية تأثيرها على حياته.
ولد دافيد بنيامين في قرية ديجالا قرب مدينة أورميا في إيران، وكان والده كاثوليكيًّا من طائفة الروم الكاثوليك، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدينة أورميا، وحصل على درجة الأستاذية في علم اللاهوت فصار قسيسًا.
استقال من كل مناصبه الكنسيَة، واعتنق الإسلام وصار اسمه "عبدالواحد داود"، وأهدى المكتبة الإسلامية مؤلفات قيِّمة منها: "الصليب والإنجيل" و"محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس".