أول قمة لقادة مجموعة "I2U2".. إجابات "عميقة" على أسئلة الغذاء والطاقة
في اجتماعها الأول، أقرت قمة قادة مجموعة I2U2 مبادرتين طموحتين لتوفير الغذاء والطاقة في إجابة "عميقة" على سؤالين شغلا العالم كله منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ومجموعة I2U2 تضم دول الإمارات والولايات المتحدة والهند وإسرائيل، وقد ظهرت فكرة تأسيس هذه المجموعة إلى العلن قبل عدة أشهر فقط وبالتحديد في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
واليوم، انعقدت أول قمة لقادة المجموعة افتراضيا، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والإسرائيلي يائير لابيد.
- قمة مجموعة I2U2 تطلق مبادرات حاسمة لتعزيز الأمن الغذائي والطاقة النظيفة
- ثمار قمة I2U2 .. ملياري دولار من الإمارات لتأمين غذاء العالم
وحسب بيان مشترك صدر عن الرباعية، فإن الأمن الغذائي والطاقة كانا على أولوية أجندة الاجتماع.
خارطة جديدة لسلال غذاء العالم
لفترة طويلة، اعتبر العالم أن كلا من روسيا وأوكرانيا سلتان عالميتان للغذاء الآمن والمستدام، لكن تلك الفكرة واجهت شكوكا مع اندلاع الحرب بين البلدين وما تلا ذلك من تحديات أدت إلى أصعب اختبار لسلامة الأمن الغذائي عالميا.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة هذا الشهر من أن الحرب في أوكرانيا وتغير المناخ قد يدفعان المجاعة والهجرة الجماعية إلى مستويات غير مسبوقة.
في المقابل، ظهرت الهند لبعض الوقت بديلا مناسبا لتقديم الغذاء إلى العالم، خاصة في ظل ما توافرت عليه من محصول للقمح، الأمر الذي يرجح إمكانية الاعتماد عليها كسلة غذاء خارج أوروبا.
وفي قمة مجموعة I2U2 بدا أن الدول الأربع تتكامل لاستغلال نقاط قوتها وتقديم إجابات "قوية وعميقة" للتخفيف من هموم العالم، خاصة في ملف الغذاء.
فقد تعهدت دولة الإمارات باستثمار 2 مليار دولار لتطوير سلسلة "مجمعات غذائية متكاملة" في جميع أنحاء الهند.
والهدف هو جمع الشركات الزراعية وشركات معالجة الأغذية وشركات التجزئة في مكان واحد، واستخدام أحدث تقنيات المناخ لتقليل الهدر وترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل.
وستدمج تلك المجمعات التقنيات الذكية للحد من هدر الطعام وفساده، والحفاظ على المياه العذبة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبها، ستوفر الهند الأرض المناسبة للمشروع وستسهل اندماج المزارعين في حدائق الطعام.
وستتم دعوة القطاعين الخاصين في الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم خبراتهما وتقديم حلول مبتكرة تسهم في الاستدامة الشاملة للمشروع.
وإسرائيل معروفة بشكل خاص بتفوقها الكبير فيما يتعلق بتقنيات الزراعة والحفاظ على المياه وتطوير آليات مواجهة التحديات المناخية.
فيما تمتلك الولايات المتحدة مع دولة الإمارات تاريخا طويلا في ابتكارات الزراعة والمناخ خاصة من خلال مهمة الابتكار الزراعي لمبادرة المناخ (AIM for Climate).
وستساعد هذه الاستثمارات في تعظيم غلة المحاصيل، وبالتالي ستساعد في معالجة انعدام الأمن الغذائي في جنوب آسيا والشرق الأوسط، كما تطمح المجموعة.
ويبدو الغرض النهائي من المبادرة جليا، وهو بناء أسواق راسخة وحلول أكثر ابتكارا وشمولية وقائمة على العلم لتعزيز الأمن الغذائي والنظم الغذائية المستدامة.
سلاسل إمداد الطاقة المتجددة
أما فيما يتعلق بسؤال الطاقة، فقد جاءت الإجابة مبتكرة و"عميقة" أيضا من دول مجموعة "I2U2".
الدول الأربع قالت في بيان إنها ستدعم مشاريع للطاقة المتجددة في الهند.
وأكدت بشكل واضح أن تلك المشاريع من شأنها "جعل الهند مركزا عالميا لسلاسل التوريد البديلة في قطاع الطاقة المتجددة".
وبداية المشروع الطموح ستكون من ولاية غوجارات الهندية، حيث رصدت واشنطن 330 مليون دولار لدراسة جدوى مشروع ضخم للطاقة المتجددة.
وستعمل مجموعة I2U2 على تطوير المشروع الذي يستهدف إنتاج 300 ميجاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية يكملها نظام تخزين طاقة البطارية.
والتمويل ستقدمه وكالة التجارة والتنمية الأمريكية، وسيتبعه استكشاف من قبل الشركات التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها لفرص العمل كشركاء في المعرفة والاستثمار.
كما ستجد الشركات الهندية موقعا لتنفيذ طموحها من خلال المشاركة في هذا المشروع والمساهمة في تحقيق هدف الهند المتمثل في تحقيق 500 جيجاوات من سعة الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030.