سلاسل الإمدادات العالمية.. أسعار الغذاء تستجدي الاستقرار
بدأت مؤشرات بورصات السلع العالمية تظهر هدوءا في تعاملات أسعار الغذاء العالمية، بفعل عودة تدريجية في سلاسل الإمدادات من نطاق الإنتاج.
وبدأت المخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الغذاء العالمية بالتراجع، مع انخفاض أسعار العديد من السلع الأساسية من زيوت الطهي إلى القمح والذرة، لأدنى مستوياتها في أشهر مع زيادة الإمدادات وتخفيف المستثمرين من رهاناتهم على ارتفاع الأسعار في أسواق العقود الآجلة.
وعادت الأسعار إلى المستويات التي كانت عليها قبل الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تراجعت أسعار زيت النخيل وهو زيت الطعام الأكثر استهلاكًا في العالم بنحو 45% من مستوى الإغلاق القياسي في أبريل، ليقترب من أضعف مستوى له في عام.
في حين انخفضت أسعار القمح بأكثر من 35% من أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس، وانخفضت أسعار الذرة بنحو 30% من الذروة.
وكانت الحرب الروسية الأوكرانية قد فاقمت من أزمة إمدادات الغذاء التي بدأت بسبب الطقس القاسي ومشاكل في سلاسل التوريد.
قطاع الطاقة
وفي قطاع الطاقة، وبينما عرقلت العقوبات الأوروبية ضد روسيا، سلاسل إمدادات نفط موسكو، إلا أن الأخيرة عززت طرق تجارتها النفطية نحو الشرق وهو ما تظهره مبيعات الخام إلى كل من الصين والهند.
وقفزت واردات الصين من النفط الخام من روسيا بنسبة 55% مقارنة بالعام السابق لتسجل مستوى قياسيا في مايو/أيار، لتحل محل السعودية كأكبر مورد لبكين، إذ استفادت المصافي من الإمدادات بخصم وسط عقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
وبلغ إجمالي واردات النفط الروسي، بما في ذلك الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادي والشحنات المنقولة بحرا من موانئ روسيا في أوروبا والشرق الأقصى، ما يقرب من 8.42 مليون طن، وفقا لبيانات من الإدارة العامة الصينية للجمارك.
ويعادل هذا حوالي 1.98 مليون برميل يوميا بزيادة 25% من 1.59 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان.
وتشير البيانات، التي تظهر أن روسيا استعادت وضعها كأكبر مورد للنفط للصين أكبر مستورد للخام في العام بعد تراجع استمر خمسة أشهر،إلى أن موسكو قادرة على إيجاد مشترين لنفطها على الرغم من العقوبات الغربية التي دفعتها إلى خفض الأسعار.
أزمة توريد جديدة
ويبدو أن سلاسل التوريد للسلع الأولية والمصنعة، أمام أزمة جديدة، مع إعلان الصين فرض حجر صحي على ملايين السكان، أمس الأربعاء، بسبب عودة انتشار وباء فيروس كورونا، الذي أثار مخاوف خصوصا في شنغهاي.
وفرض العزل على أكبر مدينة في الصين لمدة شهرين في الربيع لوقف أسوأ تفش للوباء في البلاد منذ بدايته. وشكلت القيود الصارمة في العاصمة الصينية اختبارا صعبا لسكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة الذين يواجهون مشاكل في توريد المنتجات الطازجة.
وتحدثت وزارة الصحة الصينية عن نحو 300 إصابة جديدة بفيروس كورونا على مستوى البلاد، أمس الأربعاء، والمنطقة الرئيسية المتضررة هي مقاطعة آنهوي، حيث يخضع 1,7 مليون شخص في مقاطعتين ريفيتين حاليا للحجر.
ومنذ الأحد الماضي، تسجل إصابات في شنغهاي حيث فرض إجراء فحوص لكشف الإصابات في معظم المناطق بينما أغلقت كل قاعات الكاريوكي في المدينة الأربعاء. وقالت السلطات إنه تتم تتبع بعض الإصابات إلى أماكن الترفيه هذه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز