لأول مرة منذ اختفائه.. زعيم كوريا الشمالية يعود بتوقيعه
مسؤولو الحكومة الذين اطلعوا على التوجيهات الصادرة يوم 29 أبريل/نيسان يعتقدون أن أسلوبها وتنسيقها مختلفان عن ذي قبل
كشف موقع "ديلي إن كيه" المتخصص في شؤون بيونج يانج، الخميس، عن أول توجيهات من زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، بتوقيعه الشخصي منذ الحديث عن تدهور حالته الصحية.
ونقل الموقع عن مصدر حكومي، لم يسمه، أن كوريا الشمالية كسرت، أمس، فترة أسبوعين من التوقف عن إصدار التوجيهات التي تحمل توقيع الزعيم كيم جونج أون شخصيا.
لكن مسؤولي الحكومة الذين اطلعوا على التوجيهات الصادرة يوم 29 أبريل/نيسان يعتقدون أن أسلوبها وتنسيقها مختلفان عن ذي قبل.
وأوضح أنه في حين أن التوجيهات السابقة غالبا ما تضمنت سبعة أوامر محددة أو أكثر، تضمنت التوجيهات الصادرة، أمس، ثلاثة أوامر فقط.
ولفت المصدر إلى أن كيم جونج أون كان في الظروف العادية يصدر مثل تلك التوجيهات كل أربعاء أو خميس للأجهزة الحكومية واللجان الحزبية البلدية.
وأوضح المصدر أن الوثيقة الصادرة يوم 9 أبريل/نيسان، على سبيل المثال، كان بها إجمالي 10 أوامر، أما توجيهات يوم 29 أبريل/نيسان كانت أكثر عمومية.
وقال إنها تضمنت موضوعات مألوفة مثل التأكيد على تقديم الدعم لبناء المستشفى العام في بيونج يانج، ودعوة لـ"تنشيط" أنشطة الجنود والناس العاديين، والتوجيه بقيام عمال الزراعة بـ"ببذر البذور في الوقت المناسب".
وأشار الموقع إلى أن التوجيهات السابقة عادة ما يتم تنسيقها طبقًا للسرد الذي قام به كيم، ويذكر بجانبها التواريخ، لكن توجيهات يوم 29 أبريل/نيسان لم تتبع نفس النسق.
وعلاوة على ذلك، لم تعكس أي من التوجيهات ردود كيم على مقترحات الأجهزة الحكومية، التي عادة ما كانت سمة تلك المذكرات.
وقال مسؤول حكومي سابق بارز في كوريا الشمالية لـ"ديلي إن كيه": "لا أحد في كوريا الشمالية مسموح له استنساخ أسلوب بيانات كيم، وهو ما قد يفسر سبب اختلاف التوجيهات عن المعتاد".
وأوضح أنه حال ترك كيم مهام القيادة في هذه الفترة بالفعل، فمن الممكن أننا سنرى العديد من التحركات الحكومية لسد فراغ الحكم.
كما أشار الموقع إلى أنه بالرغم من أن مسؤولي الحكومة الكورية الشمالية الذين اطلعوا على توجيهات يوم 29 أبريل يعتقدون أن الأسلوب غريب، يمتنعون عن ربطها بالتكهنات حول مرض كيم.
وأوضح المصدر لـ"ديلي إن كيه" أن "كثيرا من الناس في بيونج يانج يسمعون أخبارا من العالم الخارجي، لذا يعلمون أن الشائعات تنتشر عالميًا بشأن مرض كيم. لكن هذا لا يعني أن الناس سيعبرون عن آرائهم في تلك الشائعات علنًا".
وتضاعفت الشائعات في الأيام الأخيرة حول صحة كيم بعد غيابه عن احتفالات ذكرى ميلاد مؤسس النظام الكوري الشمالي وجد الزعيم كيم إيل سونج في 15 أبريل/نيسان الجاري.
وشوهد زعيم كوريا الشمالية للمرة الأخيرة يوم 11 أبريل/نيسان الجاري، في تقارير إخبارية محلية، تناولت مشاركته في اجتماع المكتب السياسي للحزب الحاكم، حيث دعا حينها لتطبيق إجراءات أكثر صرامة لمكافحة فيروس كورونا.
القصة بدأت مع تقرير لصحيفة "إن كي دايلي" التي يديرها منشقون كوريون شماليون، تحدث عن عملية جراحية أجراها كيم هذا الشهر، جراء مشاكل في شرايين القلب، وأنه يتعافى في فيلا بمقاطعة فيون غان.
وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر كوري شمالي لم تحدد هويته، أن "سبب العلاج الطارئ في الأوعية القلبية الذي خضع له كيم هو استهلاكه المكثّف للتبغ وبدانته والإرهاق".
شبكة "سي إن إن" هي الأخرى نقلت عن مسؤول أمريكي، لم تسمه، قوله إن زعيم كوريا الشمالية في "خطر كبير" بعد خضوعه لعملية جراحية، دون معرفة ما إذا استندت إلى معلومات صحيفة "إن كي دايلي" أم لا.
وردا على ذلك، قللت كوريا الجنوبية، التي لا تزال عمليا بحالة حرب مع كوريا الشمالية، من أهمية تلك الأخبار. كما فعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تناول اسم "صديقه" كثيرا في إفاداته اليومية عن كورونا.
والأحد الماضي، تحدثت الإذاعة الرسمية في كوريا الشمالية أن زعيم البلاد أرسل رسالة شكر لعمال المشروع السياحي الضخم في مدينة سامجيون؛ الأمر الذي وصف بأنه إشارة من السلطات إلى أن الرجل حي يرزق.
وتقع سامجيون عند سفح جبل بايكدو، أعلى قمة في شبه الجزيرة الكورية، والمعروفة بأنها مسقط رأس والد كيم الراحل الزعيم السابق كيم جونج إيل، وتم رفعها لتصبح مدينة أواخر العام الماضي.