الأول من نوعه.. 20 عاما سجنا لليبيري ارتكب جرائم حرب
أصدرت محكمة سويسرية، حكما بالسجن 20 عاما على مجرم حرب ليبيري سابق هو الأول بحق ليبيري تتم إدانته بارتكاب جرائم حرب في بلده.
ودانت المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية أليو كوسياه البالغ من العمر 46 عاما بارتكاب فظائع بينها القتل والاغتصاب واستخدام الجنود الأطفال خلال أولى الحربين الأهليتين في ليبيريا اللتين أدتا إلى سقوط حوالي 250 ألف قتيل بين 1989 و2003.
والحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية في مدينة بيلينزونا (جنوب) هو الأول على مواطن ليبيري، داخل الدولة الواقعة في غرب أفريقيا أو في أي مكان آخر، بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع.
وأدين كوسياه الذي نفى التهم الموجهة إليه بارتكاب سلسلة من جرائم الحرب عندما كان قائدا للحركة المتحدة لتحرير ليبيريا من أجل الديمقراطية.
وأدين بـ21 من أصل 25 تهمة بينها الأمر بقتل 17 مدنيا وجنديين غير مسلحين أو المشاركة فيها، وأدين بارتكاب جريمة الاغتصاب ونشر جنود أطفال، والأمر بعمليات نهب وبمعاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة للمدنيين.
وحكم عليه بالسجن عشرين عاما لكنه أمضى أكثر من ست سنوات ونصف سنة معتقلا، وهي مدة ستحسم من العقوبة.
وأمرت المحكمة بطرده من الأراضي السويسرية لمدة 15 عاما.
وعندما بدأت الإجراءات في ديسمبر/كانون الأول الماضي كان كوسياه أول ليبيري يواجه محاكمة بشأن جرائم حرب مفترضة ارتُكبت خلال الحرب الأهلية الأولى في البلاد من 1989 إلى 1996، حسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".
وأدين تشارلز تايلور زعيم الحرب السابق في ليبيريا في 2012 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لكن بسبب الفظائع التي ارتكبت في سيراليون المجاورة، وليس في بلده.
وأنشئت الحركة المتحدة لتحرير ليبيريا من أجل الديمقراطية لمحاربة قوة تايلور المتمردة.
وتعترف سويسرا بمبدأ العدالة العالمية ما يسمح لها بمحاكمة الأشخاص الذين يشتبه بارتكابهم أبشع الجرائم الدولية بغض النظر عن مكان وقوعها.
لكن قضية كوسياه كانت الأولى التي ينظر فيها نظام المحاكم المدنية في قضية جرائم حرب دولية.
وشهدت الحربان الأهليتان في ليبيريا مجازر ارتكبها غالبا مقاتلون مخدرون، إضافة إلى تشويه أعضاء وعنف جنسي استخدم كسلاح حرب.
وفر معظم قادة المجموعات المختلفة من البلاد بعد انتهاء الحربين في 2003، لكن بعد أكثر من 15 عاما ما زال العديد من المسؤولين في ذلك الوقت يشغلون مناصب ويتمتعون بنفوذ سياسي واقتصادي في البلاد.